سجلت صحيفة “ديلي تلجراف” عددا من الانتصارات المهنية والمؤشرات المالية الإيجابية في العام الماضي الأمر الذي ينعش آمال الصحافة المطبوعة التي غلب عليها التشاؤم بسبب الأزمة المالية العالمية ويقوي من عزيمتها لتجاوز الظروف العصيبة التي تمر بها وسائل الإعلام بسبب تأثر إيراداتها الإعلانية. مهنياً، حصدت “ديلي تلجراف” أهم جوائز الصحافة البريطانية للعام 2010 حيث فازت بست جوائز يعود الفضل فيها إلى اهتمام الصحيفة بملف نفقات أعضاء البرلمان البريطاني. وتم تتويج “ذي ديلي تلجراف” صحيفة العام 2010 بينما فاز رئيس تحريرها، ويل لويس بجائزة “صحفي العام” وذلك لاهتمامه وتحقيقه في تلك النفقات التي أثارها السياسيون، وقد أدت متابعته الصحفية للموضوع إلى تقديم استقالات عدد غير مسبوق من النواب. ولدى تسلمه الجائزة قال لويس: لو كان هناك تغطيات صحفية تثبت أن الأخبار يمكن أن تزيد مبيعات الصحف فأعتقد أن قصة النفقات هي من هذه التغطيات” مشيراً إلى أن هذا الانجاز كان جهدا جماعيا. وأشاد محكمو الجائزة خلال حفل توزيع الجوائز بالتحقيق وبطريقة تقديم تفاصيل الملف وقالوا إن نشر تلك البيانات تطلب كثيرا من الشجاعة. وفازت “ديلي تلجراف” أيضا بجائزة أفضل صحفي سياسي للعام 2010 وقد نالها روبرت واينت، وبجائزة السبق الصحفي وبجائزة الحملة الصحفية وجائزة أفضل ملحق خاص وهو ملف النفقات البرلمانية الكامل. وحازت الصحفية المستقلة “فريلانسر” هيثر بروك جائزة حرية المعلومات لنشاطها الدؤوب من أجل إبقاء حرية الإعلام قضية حية لدى الرأي العام. أما من “الجارديان” فقد فاز بول لويس وتانيا جولد بجائزة كتابة التحقيق والتوثيق المميز على التوالي. وتم خلال حفل توزيع الجوائز تكريم بوبرت هامر الصحفي من “صنداي ميرور” وهو أول صحفي بريطاني يقتل خلال تغطية أحداث أفغانستان. أما “التايمز” فقد فازت بأربع جوائز ونالت “الصنداي تايمز” ثلاث جوائز في حين فازت كل من “ذي ميل” الأسبوعية و”ديلي ميل” بجائزتين. وعلى صعيد آخر حققت “مجموعة تلجراف الإعلامية”، التي تملك صحيفة “ديلي تلجراف” أرباحا عن العام الماضي بلغت 53.1 مليون جنيه استرليني قبل خصم الضرائب من ضمنها نحو 13 مليون جنيه “أرباح استثنائية” نaاتجة عن بيع حصتها في مشاريع طباعة مشتركة وقطعة أرض. وأظهرت الأرقام المستقاة من مسؤولين في الشركة حسبما ذكرت صحيفة “الجارديان” عدة مؤشرات إيجابية تؤكد زيادة الأرباح التشغيلية وارتفاع هامش الربح من 9.3 في المائة عام 2008 إلى 13 في المائة عام 2009. وذلك على الرغم من انخفاض عائدات الإعلان التي واجهت جميع وسائل الإعلام التقليدية والرقمية بسبب الأزمة العالمية. وبين نتائج 2009 حيوية في عائد مبيعات الصحيفة “بفضل قاعدة مشتركين واسعة وموالية وقوية للغاية”. وتتوقع المجموعة أداءً مرضيا لعام 2010 لكنها تبقى حذرة بشأن هذه التوقعات. وقد وظفت المجموعة في العام 2009 صحفيين أكثر قليلا مما كان عليه العدد في السابق حيث زاد العدد من 594 إلى 615 صحفيا إلا أن العدد الإجمالي للموظفين انخفض من ألف و36 موظفا إلى 974 موظفاً، كما خفضت فاتورة الأجور من نحو 62 مليون جنيه في العام 2008 إلى 58 مليونا ونصف المليون في العام الماضي.