محمد حامد - دبي

لم يقدم التقرير الأوروبي الذي يرصد الحضور الجماهيري في مدرجات الأندية خلال الموسم الماضي 2017-2018 أرقاماً بلا مؤشرات، بل إنه يتجاوز في أهميته الرصد الرقمي، وعلى رأس الدروس القادمة من القارة العجوز التي تعد المعقل الأكثر جاذبية لكرة القدم على الساحة العالمية، أنه لا توجد علاقة بين جودة الأداء والفوز بالبطولات من ناحية، وبين الحضور الجماهيري في ناحية أخرى، فالصدارة لمان يونايتد الذي لم يعرف التتويج بلقب البريميرليج منذ 6 سنوات، ولم يعانق دوري الأبطال منذ أكثر من 10 سنوات، كما أن أندية مثل توتنهام وبروسيا دورتموند تتفوق في الحضور الجماهيري على كيانات كروية عريقة وشهيرة وعلى رأسها البارسا والريال.
مفاجأة التقرير تتمثل في ويستهام صاحب الترتيب العاشر من بين جميع أندية أوروبا في الحضور الجماهيري، والذي تجاوز الموسم الماضي مليوناً و80 ألفاً، بمتوسط 56 ألفاً و885 مشجعاً في المباراة الواحدة، فضلاً عن أن ميلان الذي لم يعرف الاستقرار أو الصدارة منذ فترة بعيدة جذب مليون مشجع من عشاقه خلال الموسم الماضي، لتتأكد قاعدة الوفاء الجماهيري الذي لا يتأثر بتراجع الأداء، وسلبية النتائج والغياب عن منصات الفوز بالبطولات.
صدارة القائمة لمان يونايتد بمتوسط حضور جماهيري في المباراة الواحدة يبلغ 74 ألفاً و976 مشجعاً، مما جعله يقترب من حاجز المليون ونصف المليون مشجع خلال الموسم الماضي، ويحتل بروسيا دورتموند المركز الثاني بحضور مليون و350 ألفاً، ولكن متوسط الحضور الجماهيري يبلغ 79 ألف مشجع، وهو يتفوق في هذا الجانب على اليونايتد، ولكنه خاض عدداً أقل من المباريات بمعقله وبين جماهيره مقارنة مع الشياطين الحمر.
مفاجأة القائمة تتمثل في بروسيا دورتموند، وهو النادي الذي يسجل حضوره القوي في قوائم الأكثر حضوراً جماهيرياً في أوروبا، ولكن تفوقه على البارسا والريال على وجه التحديد يثير الدهشة، فالفريق الكتالوني ومنافسه المدريدي هما الأشهر والأكثر جاذبية على الساحة العالمية، كما أنهما يملكان الجمهور والتاريخ والتوهج في الوقت الراهن، وعلى الرغم من ذلك فقد تمكن توتنهام من جذب جماهيره أكثر مما فعل برشلونة وريال مدريد، ولم يكن دورتموند بمفرده الذي تفوق عليهما بل فعلها توتنهام الإنجليزي، صحيح أن السبيرز يتمتعون بشعبية كبيرة في لندن، لكن خوضهم للمباريات على استاد ويمبلي كان له مفعول السحر في الفترات الماضية، من حيث رفع معدلات الحضور الجماهيري.
مان سيتي يزهو بالرقم المليوني هو الآخر، وقد حل في المركز الـ13 من بين 15 كياناً كروياً أوروبياً نجحت في جذب أكثر من مليون مشجع للمدرجات في موسم واحد، ويبلغ متوسط حضور عشاق سيتي لاستاد الاتحاد 54 ألفاً بمجموع مليون و27 ألفاً في الموسم الماضي، ويتفوق السيتي على غريمه الحالي ليفربول، والذي يحضر جمهوره بمتوسط 53 ألفاً في المباراة الواحدة بالآنفيلد، وبمجموع بلغ مليوناً و7 آلاف في موسم 2017-2018، وعلى الرغم من أن سعة الملعب تلعب دوراً كبيراً في سباق الأندية الأكثر جاذبية جماهيرية، والأقوى في جلب الجماهير للمدرجات، فإن شعبية السيتي في ارتفاع مستمر منذ انتقال ملكيته إلى أبوظبي والتعاقد مع ألمع نجوم العالم، كما أن مرحلة المدرب الحالي بيب جواردويولا تشهد شغفاً جماهيرياً كبيراً يحيط بالفريق بطريقة لم تحدث في تاريخه الذي يتجاوز 130 عاماً.
أندية الدوريات الأوروبية الأربعة الكبرى فرضت وجودها بقوة على اللائحة، وهي دوري إنجلترا الذي يمثله في القائمة المليونية مان يونايتد وتوتنهام وآرسنال وويستهام ومان سيتي وليفربول، والدوري الإسباني بوجود البارسا والريال وأتلتيكو مدريد، والدوري الألماني بحضور دورتموند والبايرن وشالكه، ودوري الطليان على جناحي الإنتر والميلان في غياب اليوفي، والمفارقة أن الكيان الكروي الوحيد الذي أتى من خارج الدوريات الأربعة الكبرى، هو نادي سلتيك الأسكتلندي الذي شهدت مدرجاته تدفق مليون و92 ألف مشجع الموسم الماضي، ولم تضم القائمة المليونية المكونة من 15 كياناً كروياً أياً من أندية فرنسا أو البرتغال أو روسيا.