تربويون: تزايد الطلبة المدخنين في الفجيرة بسبب غياب الرقابة المدرسية والمنزلية
عزا تربويون انتشار عادة التدخين بين طلبة المدارس في الفجيرة إلى غياب الرقابة المدرسية والمنزلية والتنسيق بين المنزل والمدرسة، فضلاً عن تزايد تأثير رفاق السوء.
ورأى أولياء أمور أن وجود الطلبة لساعات طويلة في المدرسة له دور كبير في تأثر أبنائهم بالآخرين المدخنين، وقال ولي الأمر موسى الرئيسي “إن ابني في المنزل هادئ جداً ومتزن، ويتحلى بأخلاق عالية، إلا أني أصبت بصدمة شديدة عندما استدعتني إدارة المدرسة عند ضبطها لابني يدخن في دورة المياه في المدرسة”.
وأضاف: “حاول مدير المدرسة أن يلقي اللوم على المنزل فيما أني اختلفت معه في الرأي، حيث أني متيقن أن الطالب اكتسب هذه العادة السيئة في المدرسة لأني لا أدخن ولا يوجد أحد من أفراد الأسرة يدخن”.
وقال عبدالله الضنحاني: “مهما حاولنا نحن أولياء الأمور أن نضع أبناءنا المراهقين تحت السيطرة خلال مرحلة المراهقة، إلا أننا نفقد السيطرة عليهم في المدارس، وهنا يأتي دور المدرسة الذي يجب أن يكون مكملاً لدور المنزل وولي الأمر، وأنا اقترح أن تقوم المدرسة بإجراء قوي وصارم ضد الطالب المدخن يصل لغاية الفصل من المدرسة بعد إخطار ولي أمره في المرة الأولى، وذلك تفادياً لأن يقتدي به طلبة آخرون ويتحولوا إلى مدخنين بسببه”.
والتقت “الاتحاد” عدداً من طلبة المرحلة الثانوية وقد أصر الطلبة على عدم نشر أسمائهم تخوفا من المسؤولية، وقال أحدهم: “أنا لست مدمناً على التدخين وأستطيع الإقلاع عنه، لأني لا أدخن باستمرار ولكن هي مرات معدودة التي جربت فيها التدخين، وكانت في حافلة المدرسة، حيث كان زميلي يدخن ويعرض علي أن أدخن معه وبالفعل جربت أكثر من مرة”.
وقال مدخن آخر إن دورات المياه في المدرسة تعتبر مقر الطلبة المدخنين في معظم المدارس الثانوية في المنطقة، كما أنه في الفترة الصباحية قبل الدوام وبعده، نقوم أنا وزملائي بالتدخين عند باب المدرسة، وهذه الفترات هي التي تساعد على انتشار التدخين بين الطلبة، لأن الطلاب يكونون بعيداً عن رقابة المنزل وخارج أسوار المدرسة.
ورأى الطالب محمد اليماحي وهو من الطلبة غير المدخنين أن انتشار التدخين بين زملائه الطلاب يعود لغياب التنسيق بين المدرسة والمنزل، وأعتقد أن كل طالب مدخن ليس له مفر من وضع علب السجائر في جيبه أو حقيبته، وهنا أعتقد أن الطالب لو كان تحت رقابة من الأهل أو المدرسة لكان من السهل اكتشاف أن الطالب في جيبه علبة السجائر.
وتابع: “للأسف إن كثيراً من زملائنا الطلبة لا يكترثون بالمعلمين مطلقاً، وبعضهم يجاهر بالتدخين أمام المعلمين لأن المعلم يكون هو بذاته مدخناً، وهنا مربط الفرس، لأن المدرس المدخن في المدرسة حتما لن يستطيع أن يؤثر على الطلبة ويقنعهم بعدم التدخين”.
وفي المقابل، قال الأخصائي الاجتماعي راشد النعيمي من منطقة الفجيرة التعليمية إن ظاهرة التدخين تعد مقلقة بعد انتشارها بين الطلاب، ما هي إلا نتيجة عوامل قامت عليها وأدت لانتشارها بين كثيرين منهم الطلبة، ومن العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في انتشار ظاهرة التدخين بين الطلبة بشكل خاص عامل الأسرة، لأن الطالب إذا نشأ في أسرة مدخنة، وكان الأب أو الأم يدخن على مرأى من الطالب، فهذا له دور كبير في إقبال الطـالب على التدخين من باب تقليد الآخرين، خصوصاً إذا كان أحد الوالدين.
وأضاف الأخصائي الاجتماعي إن التفكك الأسري وما ينتج عنه من مشكلات اجتماعية للأبناء تؤثر على الطلبة، فتجدهم يقبلون على عادة التدخين ويعتبروها ملاذاً مناسباً للابتعاد عن المشكلات التي تواجههم، كما أن حالة الفوضى وعدم التربية السليمة للأولاد داخل المنزل، وعدم الرعاية ومتابعة الأبناء خارج المنزل، وعدم دراية الأهل بصحبة أبنائهم تؤدي إلى اختلال التوازن لدى الطالب والذي يؤدي غالباً لتوجه الطالب للعادات السيئة وأبرزها التدخين.
وعن الحلول المطلوبة للتصدي للتدخين من قبل الأسرة، أكد أهمية دور الأسرة في معالجة هذه الحالة والتي تعتبر مقلقة ومنتشرة في آن واحد ودورها يتمثل في معالجة الخلل الأسري الذي أدى إلى حدوث هذه الظاهرة، ومتابعة الطلاب داخل المدرسة والاتصال المباشر بإدارة المدرسة والمدرسين لعلاج ظاهرة التدخين لدى الطلاب ومحاولة وضع الحلول المناسبة، إضافة إلى التقرب من الابن وذلك لمعرفة الأصدقاء والأماكن التي يتوجهون إليها لمعرفة سلوكيات الأشخاص الذين يتعامل معهم.
وعن دور المدرسة في الحد من انتشار هذه الظاهرة، أشار راشد النعيمي إلى الدور المهم لحصص التوجيه الجمعي، ومحاضرات التوعية، وإصدار منشورات داخل المدرسة تحذر من المخاطر وسبل العلاج، إضافة إلى إشراك المجتمع المحلي من توعية الطلاب من مخاطر التدخين وذلك بالاتصال مع المعنيين بالأمر مثل الشرطة والإعلام لنشر التوعية داخل وخارج المجتمع المدرسي.
المصدر: الفجيرة