كثر الحديث في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، خاصة خلال بداية هذا العام 2009، عن الاحتباس الحراري والتغيرات والتقلبات الجوية والمناخية، وزيادة التلوث الجوي من جراء انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، وأثره على البيئة سواء كانت لأسباب طبيعية «كوارث «، أو أسباب اصطناعية ناتجة عن النشاط الإنساني المستمر في حياته اليومية. للوقوف على ما يحدث وما يقال تحدثنا إلى الدكتور البروفيسور حميد مجول النعيمي- عميد كلية العلوم بجامعة الشارقة - ورئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، حيث قال: من المتوقع أن الحديث سيزداد في السنوات الثلاث المقبلة عن العواصف والانفجارات الشمسية، التي تكون في ازدياد خلال الأعوام 2010 ، 2011 ، 2012 ، وسيتم ربطها بالتقلبات الجوية لأن الشمس تخضع لدورة نشاطات وانفجارات وزيادة في عدد البقع الشمسية كل 11 عاماً. كانت ذروة النشاط الشمسي السابقة عام 1999 و2000م، ومن المتوقع أن تكون الذروة التالية في العامين المقبلين، والسؤال الآن هل للنشاطات والانفجارات الشمسية تأثيرات على الغلاف الجوي والأرض والكائن الحي ؟ قال البروفيسور حميد إن العلماء يتوقعون أن عواصف الشمس في دورتها عام 2010 و2011، ستكون أقوى من سابقاتها بحدود (30%) كما حدثت عام 1958 ، والسبب يعود إلى ما يسمى بالحزام الناقل للمجال المغناطيسي من داخل الشمس إلى سطحها، وهو مكون من غازات متأينة إلكترونياً وساخنة جداً، ينبع من خط استواء الشمس ويصعد إلى القطبين ثم يعود وهو مشابه ميكانيكياً إلى الحزام الناقل للمياه في المحيطات. يتوقع العلماء بأن الدورة المقبلة للنشاط الشمسي تكون أقوى وأن عدد البقع الشمسية يزداد ليكون أكثر من 300 بقعة، تؤدي إلى عواصف وانفجارات ونشاطات شمسية أقوى وأكبر من سابقتها، مما يزيد من التغيرات والتقلبات الجوية فضلاً عن تأثيراتها الكبيرة على الاتصالات ومولدات الطاقة والأقمار الاصطناعية. تحدث هذه الظواهر بدون سابق إنذار أو شواهد قبلها، فالهدوء النسبي في جو الشمس، يمكن أن تمزقه عدة انفجارات مفاجئة بمقاييس ما زالت مجهولة لدينا، فالأحداث الهائلة للطاقة المثيرة تمتد على سطح الشمس المرئي، فجأة ينقلب الحال وتنفتح وتنفث محتواها منطلقة إلى الخارج، متحررة ومتحدية بذلك جاذبية الشمس الهائلة. بالرغم من أن العلماء في الوقت الحاضر يستطيعون التنبؤ بالجو وتغيراته على سطح الأرض، إلا أنهم يواجهون تحدياً كبيراً في التنبؤ بتأثير العواصف الشمسية على الأرض ومحيطها الحيوي، وهذا ما يسمى بطقس الفضاء، الذي يشمل الدراسات والأبحاث والأرصاد المتعلقة بأثر النشاطات الشمسية وعواصفها على الأرض ومحيطها الحيوي.