أكد مسؤولون في البلديات أن أسراب الجراد الصحراوي الذي بدأ في اجتياح مناطق جديدة في أبوظبي والعين، لن يؤثر على الوضع الاقتصادي العام، وأن الوضع العام مازال مطمئنا، مؤكدين استمرار أعمال المكافحة بواسطة مبيدات حشرية غير ضارة بالبيئة وفق خطة عمل من شأنها القضاء على الجراد خلال الأيام المقبلة· ووصلت أسراب الجراد أمس إلى مناطق الخزنة والساد ورماح والعانكة وبدع فارس والطوية واليحر ومساكن، بعد أن ظهرت الأسبوع الماضي في منطقتي سويحان والعجبان والمناطق الملاصقة لهما· وكشف جمعة سعيد حارب العميمي وكيل دائرة البلديات والزراعة - قطاع الزراعة بالعين رئيس اللجنة الفنية للمبيدات والأسمدة والبذور والأدوية البيطرية أنه تم تشكيل غرفة عمليات لمتابعة تحركات أسراب الجراد والمناطق الجديدة التي تطأها أولا بأول، والتحرك الفوري لمحاصرتها والقيام بعمليات المكافحة· وأوضح، عقب اجتماع اللجنة الفنية الذي ترأسه أمس في العين، أنه تم مناقشة تداعيات تحرك أسراب الجراد الصحراوي وانتشارها في العديد من المناطق الجديدة في أبوظبي والعين· ولفت العميمي إلى أن اللجنة التي تم تشكيلها منذ فبراير الماضي وتضم أعضاء من دائرة الشؤون البلدية في أبوظبي والعين والغربية وقطاع الزراعة وهيئة البيئة بأبوظبي ووزارة البيئة والمياه تتابع عن كثب الجهود المبذولة في عمليات مكافحة أسراب الجراد الصحراوي· وأكد أهمية تضافر كل الجهود للسيطرة على تحركات ومنع التداعيات المترتبة على انتشارها وإيجاد الحلول الجذرية لمنع تكرار هذه المشكلة· وأوضح أن اللجنة حريصة على الاستفادة بالخبراء المتخصصين في مكافحة أسراب الجراد لدعم جهود غرف العمليات والطوارئ في العين وأبوظبي والغربية، وعمل الدراسات الميدانية اللازمة التي تشخص الواقع الحالي سعيا نحو إيجاد أفضل السبل لمكافحة الجراد والحد من انتشاره· قال العميمي إن اللجنة وضعت طائرات الرش تحت أهبة الاستعداد وجعلها تحت تصرف فرق العمل لاستخدامها اذا استدعت الحاجة في عمليات المكافحة، مشيرا إلى أن اللجنة تأخذ على عاتقها توعية الجمهور حول عمليات الرش وتحديد أماكنها لأخذ الاحتياطيات اللازمة لمنع أية أضرار من خلال إعداد نشرات توعية عبر الأجهزة الإعلامية المختلفة إضافة إلى برشورات سيتم توزيعها في الأماكن العامة محذرا من مغبة أكل الجراد مما قد يؤدي الى حدوث حالات تسمم· ومن جانبه أكد المهندس محمد جاسم الحوسني مدير مشاريع التشغيل والصيانة بإدارة الحدائق العامة ببلدية أبوظبي أن أسراب الجراد التي تم رصدها حتى الآن تتراوح مساحات انتشارها بين المتوسطة والخفيفة، موضحا أن أعمال المكافحة تتم أولا بأول بواسطة الفرق المتخصصة· وأشار إلى أن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن ''مرضية''، مشددا على أهمية الجهود المبذولة من قبل فرق المكافحة في المناطق المختلفة التي تعمل بنظام المناوبات· وأضاف أن ظهور الجيل الجديد من الجراد جاء نتيجة وضع أسراب الجراد التي جاءت خلال فبراير الماضي وتمت مكافحة بيوضها في المناطق التي هاجمتها والتي فقست بعد إتمام دورتها والتي تأتي بحوريات تتدرج في النضوج وتتحول إلى اللون الأصفر ثم تحمر حتى تتحول إلى اللون البني وتلك هي المرحلة التي تصبح فيها الحشرة ناضجة جنسيا وقادرة على التزاوج· وجاء هذا الجيل الثاني نتيجة توفر الظروف المناسبة لتكاثره بعد ظهوره للمرة الأولى قبل ثلاثة أسابيع في أماكن متفرقة شملت سويحان والعجبان في البداية حيث تمت محاصرتها من قبل الفرق المتخصصة بالتعاون مع الجهات المعنية وتم وضع برنامج خاص للتعامل مع المعطيات الجديدة واعلنت مراكز الإرشاد التي يصل عددها إلى حوالي 25 مركزاً حالة الاستنفار للقضاء على أسراب الجراد أولا بأول لتفادي آثاره السلبية على المناطق الزراعية كما قام قسم الوقاية في قطاع الزراعة بالعين بمواجهة أسراب الجراد بأكثر من 75 معدة لرش مبيدات مكافحة الجراد، الذي تجمع في عدد من المناطق· وتوقع الحوسني أن تنتهي المكافحة خلال الأيام القليلة القادمة نتيجة ما وصفه بـ ''الجهود الكبيرة المبذولة''، مشيرا إلى أن اللجنة بصدد وضع استراتيجية شاملة للمستقبل فيما يخص مكافــحة الجراد والحد من انتشاره وذلك عن طريق فرق الاستكشاف والمسح وتجهيز فرق المكافحة بالطاقات البشرية والأجهزة والمعدات المتطورة· وحول انتشار الجراد في المحميات الطبيعية أوضح الحوسني أن فرق المكافحة بصدد استخدام مواد طبيعية آمنه بالتنسيق مع الجهات المعنية لمكافحة الجراد دون المساس بالحياة الفطرية· وأكد أنه حتى الآن لا يوجد أية أضرار تمس بالوضع الاقتصادي، معتــبرا أن الموقـــف لا يزال مطمئنا· ويُذكر أن كمية الغذاء الذي تتناوله الجرادة الصحراوية الواحدة يومياً يساوي وزنها أي 2 غرام· ويمتد إنتشار أسراب الجراد الصحراوي فوق مساحة لا تقل عن ربع كيلومتر إلى مئات الكيلومترات المربعة حجماً، ويوجد نحو 50 مليوناً من الجراد بالنسبة لكل كيلومتر مربع واحد لسرب متوسط الكثافة، ويبلغ العدد الإجمالي من الجراد ضمن السرب الواحد ما بين بضعة ملايين إلى عدة مليارات· والمعروف عن أسراب الجراد الصحراوي أنها تتنقل بين عدة كيلومترات إلى أكثر من 100 كيلومتر في اليوم الواحد أو ما يزيد على 3500 كيلومتر خلال شهر، وطن واحد من الجراد ''أي جزء بسيط جداً من معدل السرب الواحد يأكل كميات كبيرة من الغذاء خلال اليوم الواحد بما يعادل ما تتناوله عشرة أفيال أو 25 جملاً أو 2500 شخص''· وتضع أسراب الجراد بيوضها في المناطق التي تهاجمها والتي تفقس بعد اتمام دورتها وتأتي بحوريات تتدرج في النضوج وتتحول إلى اللون الأصفر ثم تحمر حتى تتحول إلى اللون البني وتلك هي المرحلة التي تصبح فيها الحشرة ناضجة جنسياً وقادرة على التزاوج·