رضا سليم (دبي)

تنفس بهدوء وعمق.. اغمض عينيك.. جدد طاقتك الإيجابية.. حسن مزاجك.. تخلص من الطاقة السلبية.. ودع الكآبة والتشاؤم.. احرق الدهون.. اكسر حاجز الملل المنزلي، رياضة واحدة تعيد لك التوازن النفسي والجسدي.

«اليوجا».. رياضة الروح والجسد، تجلب السعادة والهدوء والسكينة، تشكل ملاذاً لكثير من الباحثين عن الراحة والرقي في التعامل مع الذات والآخر، والتخفيف من ضغوط المجتمع الاستهلاكي، والنزعات المادية الشرهة، وإضاءة «الدروب الداخلية للنفس»، وتحقيق نوع من الاتزان النفسي، كما تعد من الرياضات الروحانية التي تساعد في تحسين حالتك النفسية.
وبحسب الدراسات، فإن ممارسة 15 دقيقة من اليوجا يومياً يمكن أن تغير كيمياء المخ وتحسن مزاجك، تمنحك الطاقة والحيوية، وتوقظ مراكز الطاقة الرئيسة في الجسم، علاوة على فوائد صحية عديدة وتعبر عن حنين إنساني للسعادة الداخلية ونفوس باحثة عن مصالحة مع الذات والعالم.
في زمن كورونا، باتت اليوجا إحدى الرياضات التي من السهل ممارستها في البيت، في ظل الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الفيروس، ومن الممكن أن يمارسها كل أفراد العائلة، خاصة أنها لا تحتاج إلى أدوات، ولا توجد صعوبة في ممارستها.
وتعتبر تمريناً بدنياً وعقلياً وروحياً قديماً، نشأ في أرض الهند، و«يوجا» كلمة مشتقة من اللغة السنسكريتية وتعني الانضمام أو الاتحاد، وترمز إلى وحدة الجسد والشعور، وينظر لها من منظور ثقافي كطيف من أطياف رحلة المصالحة مع النفس عبر التأمل وإدارة الانفعالات والتطهر من المشاعر السلبية بما يفضي لتواصل إيجابي مع الذات والآخر ويولد الطاقة الإيجابية.
وتوصف «اليوجا» في كتابات ثقافية بأنها طريقة للتصالح مع الذات وتحقيق السلام النفسي وتخلص الروح من القيود المكبلة لانطلاقها وإشراقاتها وتدخل في اهتمامات الفلاسفة والمفكرين وأصحاب الطروحات الثقافية المتعمقة كممارسات تأملية لبناء رؤى خلقية تستهدف السمو بالروح والسيطرة على الغرائز.

اليوم العالمي
يحتفي مجلس دبي مع القنصلية الهندية بدبي كل عام باليوم العالمي لليوجا الذي يوافق 21 يونيو من كل عام، وهو التاريخ الذي تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة بمبادرة من أطلقها رئيس وزراء الهند السابق نوريندا مودي بتخصيص يوم للاحتفال باليوجا. وأصبحت دبي المدينة الأكبر مشاركة على مستوى العالم، حيث شارك في الاحتفالية الأخيرة العام الماضي بحديقة زعبيل الآلاف لأكثر من 100 جنسية من مختلف الأعمار والمستويات المهارية في هذه الرياضة.

2000
نشأت اليوجا قبل نحو 2000 سنة في الهند، وتمثل في الفلسفة الهندية التقليدية مساراً إلى التحرر الكامل من خلال اتحاد كل الكائن مع الروح، ويصف الأدب الهندي القديم اليوجا أنها وسيلة للتخلص من الألم ومشاعر الحزن، والمعاناة لا تقتصر على زمن أو مكان، ويمكن تطبيقها في أي مكان من العالم مثلما كانت في الهند قبل ألفي سنة. وذكر في كتاب يوجا سوتراس الذي كتبه الحكيم باتانجالي «200 سنة قبل الميلاد» أن اليوجا، هي طريقة لتهدئة قلق العقل وضبط الطاقة الجسدية والعقلية، وهي عبارة عن سلسلة من الخطوات لتنقية العقل، فهي بمثابة انضباط يسهم في صحة الجسد والرفاهية النفسية والنمو الروحي.