كثيرا ما يعاني بعض الأفراد من مشاكل صحية متلاحقة في بيئة العمل نظرا لطبيعة المباني الحديثة المغلقة تماما من تجديد أجوائها الداخلية، وما تبثه العديد من الأجهزة من موجات وأشعة تتلقفها أجسادهم الامر الذي يشكل في نهاية الامر حملا ثقيلا من الآلام والضغوط النفسية التي تتوسد الافراد وتطالهم، هذه المنغصات التي لربما تذوب وتنجلي عندما تضع النبتة أقدامها على عتبة العمل هذا ما أشارت إليه العديد من البحوث والدراسات التي أكدت مدى إيجابية النباتات الداخلية في خلق بيئة صحية وجمالية في محيط العمل. يطلعنا خبير النباتات الداخلية محمد عبيد من فلورماكس عن كيفية توظيف النباتات لتكون جزءا وفردا من اسرة العمل. يقول الخبير محمد عبيد: إن النباتات بوجه عام من المفردات الحية التي لا يمكن أن نبخس دورها وتأثيرها الفعال في حياتنا اليومية، الامر الذي دفع الكثيرين إلى اقتناء هذه الشتلات التي أصبحت جزءا من المكان الذي نعيش فيها، فوجود النباتات في محيط العمل وفي ردهات المكاتب الذي يتعالى فيه الأصوات والضوضاء، عدا عن الأشعة المنبعثة من الأجهزة الإلكترونية التي تقبع في زوايا المكاتب والكثير من السلبيات التي قد تكون حاضرة في المكاتب، مما ينشئ بيئة رتيبة، مملة والروتين عالق في ردهاتها، وتفتقر إلى الحياة في تفاصيلها، فلمسات بسيطة فقط من الكائن الحي الأخضر، الذي سرعان ما يتدفق في النفس إحساسا بالراحة والحيوية والنشاط، حيث يستجمع فيه الفرد قوته ورغبته في العطاء ومواصلة العمل، التأثير على إيجابية المزاج وتقليل الإحساس بالقلق والغضب والحزن. كما أنها تعمل على خفض مستويات الصوت وتساهم في تحسين مستويات التفكير والتركيز، مما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية وخاصة مع أولئك الذين يعملون مع أجهزة الكمبيوتر، حيث أشارت بعض البحوث والدراسات إلى إيجاد بيئة خضراء يعني محيط عمل صحيا ومثاليا، لعطاء الفرد. نظرا لكونها تعمل على تجديد الهواء من خلال امتصاص الغازات المنبعثة من المواد البلاستيكية في المكان، إلى جانب التيارات المنبعثة من الالكترونيات والاجهزة، وتعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين، ووجود النباتات الداخلية في محيط المكاتب أيضا يعمل على خفض مستويات التوتر والضغوط النفسية الذي قد يتعرض له الموظف، وفي تجربة قام بها الباحثون الأميركيون على معمل للكمبيوتر مغلق حيث قاموا بالدراسة أثناء وجود النباتات، وفي عدم وجودها، فكان مؤشر وجود النبات إيجابياً على الموظفين، حيث منحتهم قوة عمل إضافية وخفضت ارتفاع ضغط الدم الذي كان يصاحبهم في فترة العمل. إلى جانب القيمة الجمالية التي قد تخلقه هذه النباتات في محيط العمل. أسس توزيع النبات ويتابع عبيد قائلا : ونجد أن أسس توزيع هذه النباتات في ردهات المكتب إنما يتطلب الوقوف من قبل المتخصصين في النباتات الداخلية وانتقاء النباتات الداخلية بحيث تتلاءم بطبيعتها مع ظروف المكان الذي ستشغله. من حيث درجة احتياجاتها للضوء، فكل أطياف النباتات الداخلية الواسعة تصلح أن تكون جزءا من ديكور المكاتب، وتعيش في ثناياه، فيمكن أن توزع هذه النباتات في المداخل والممرات الميتة التي يمكن أن تنبض فيها الحياة بوجود عدد من النباتات المتكررة، التي تتلاءم مع مساحة الممر ومدى اتساعه. إلى جانب وضع بعض الأحواض النباتية في الأركان، وفي غرف الاجتماعات، ويمكن أن نستقبل به الزوار والمراجعين، في غرف الاستقبال والانتظار. التي بلا شك ستكون نتائجها حتما ايجابية على الحضور. يجب انتقاء النباتات بأحجام مناسبة للمكان بحيث لا تعيق العمل، ولا تحجب أو تغطي على مكتب الموظف. ولابد أن تتناسق وتتناغم مع مفردات ديكور المكاتب. وما يميز نباتات الزينة في المنزل عن العمل هو الاناء الذي يحتضنها، والتي عادة ما تكون من الاستنستيل، واللون الابيض والاسود، الخالية من النقوش والزخارف، حيث تسير على نمط الديكور الحديث وهو النمط السائد في المكاتب. كما نجد الأصيص البلاستيكي وهو متوفر بشكل كبير وخفيفة الوزن نوعا ما، فيجب انتقاء الحجم الملائم لنمو النبتة بحيث لا يضيق عليها الوعاء مستقبلا ويجب أن يمتاز الوعاء بوجود ثقوب لتصريف الماء الزائد وللتهوية. النباتات الملائمة ولو تحدثنا قليلا عن النباتات التي نجدها تتلاءم مع المحيط المكتبي – يتابع عبيد- نجد منها مجموعة الفيكس حيث تتطلب كثيرا من الضوء ولكن يجنب تعرضها لأشعة الشمس المباشرة، تحتاج إلى درجة حرارة متوسطة (معتدلة) والمحافظة على التربة رطبة إلى حد ما وتركها تجف قليلا قبل ري النبات مع رش النباتات بالماء لتوفير الرطوبة المناسبة. وهناك عدة أنواع من الفيكس منها الفيكس ديكورا، فيكس ليرتا، وفيكس بنجامينا. وهناك أيضا نبتة اسبدسترا وهذه أكثر النباتات الداخلية تحملا وسهلة النمو، وهي عادة ما تنمو في الظل الخفيف وعند تعرضها لضوء الشمس المباشرة تسبب فقدان لون الأوراق وتجعل حوافها ذات لون بني، وهي من النباتات التي تعيش في أجواء باردة، ورطبة من خلال مراعاة أن تكون تربتها دائمة الرطوبة، أما نبتة الاجلونيميا فهي تعيش في أجواء تكون درجة الحرارة بحدود 21-24 درجة مئوية ولكن يجب أن لا ترتفع حرارة الوسط المحيط عن 13 درجة مئوية لأن ذلك يؤدي إلى حروق متعددة في الأوراق وضعف الساق وتهدل أوراقها. كما يمكن أن توضع بالقرب من النافذة بحيث لا تصلها أشعة الشمس بشكل مباشر. وهذه النبتة لا تحتاج إلى ري غزير ويفضل رش المجموع الخضري برذاذ الماء صيفا لتأمين جو مشبع بالرطوبة ووضع الأصيص في وعاء يحوي حصى مبللة بالماء عموما يجب سقايتها مرة كل ثلاثة أيام صيفا ومرة واحدة كل 7-10 أيام شتاء وتبعا لحاجة النبات. أما التسميد في الصيف مرة كل ثلاثة أسابيع. كما أن هناك بعض النباتات التي يمكن أن تعيش تحت الاضاءة الخافتة ويمكن زراعتها بعيدا عن النوافذ وفى الاركان منها نباتات ظل ورقية مثل : انجلونيميا - لاتانيا - اسيدسترا - بيبروميا - بندانس - دراسينا - بوتس - ديفنباخيا – كوميدوريا. وهناك نباتات يمكن زراعتها بجانب النوافذ وبعيدا عن اشعة الشمس وهي : انتوريوم - اروكايا - وجير - اسبر جس - بندان - فزيتونيا - بيجونياركس - بيروميا - نخيل فونكس - دراسينا - فيكس ديكورا - فيكس بنجامينا. العناية والصيانة لكن كل هذه الأنواع المختلفة والمتباينة من النباتات تحتاج إلى صيانة ورعاية، وعادة ما تقوم به الشركات المتخصصة في النباتات الداخلية، بتقديم الصيانة الدورية لهذه النباتات ومن الممكن تقديم الرعاية الخاصة، وري النباتات الداخلية بشكل منتظم والتأكد من أن النباتات الداخلية بحاجة للماء من خلال تحسس التربة فإن كانت جافة يضاف لها ماء وإن كانت رطبة فلا داعي لريها، والماء الذي يستخدم لري النباتات الداخلية يجب أن يكون في درجة حرارة المكان.