دينا محمود (لندن)

حذر مسؤولون رفيعو المستوى في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسع نطاق مخططاته العدوانية ضد الأكراد السوريين، بهف القضاء على الإدارة الذاتية التابعة لهم، والقائمة في المناطق المتاخمة للحدود التركية السورية، وذلك بجانب سعيه للاستيلاء على حقول النفط والغاز الموجودة هناك.
وأكد المسؤولون أن تدمير هذه الإدارة الذاتية، المعروفة كردياً باسم «روج آفا» أو «كردستان السورية»، كما يُطلق عليها البعض، أصبح «الهدف الاستراتيجي» للنظام الحاكم في أنقرة، الذي يناصب الأكراد السوريين العداء، ويتهمهم بالتحالف مع مسلحي حزب العمال الكردستاني الناشط في جنوب شرقي تركيا.
وأكد قادة «قسد» أن النظام التركي يستعين في مساعيه لتقويض «روج آفا»، بالفصائل السورية المعارضة العميلة له، التي كثفت خلال الأسبوعين الماضيين، عمليات قصفها مناطق تسيطر عليها الإدارة الذاتية الكردية، في أجزاء من محافظات الحسكة والرقة وحلب ودير الزور.
وفي تصريحات نشرها موقع «أل مونيتور» الإخباري الأميركي، قال آمد سيدو مسؤول التنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي المناوئ لتنظيم داعش الإرهابي، إن نظام أردوغان يركز حالياً على «انتزاع السيطرة على المناطق التي تمكنت قسد من تحريرها من يد داعش خلال الأعوام الثلاثة الماضية».
وأشار في هذا الصدد إلى عمليات القصف التركي المستمرة لمناطق، مثل ريف تل أبيض وعين تمر ومنبج وعين عيسى، بجانب الاشتباكات التي اندلعت في الأسبوع الأخير من مارس الماضي، بين قوات «قسد» وفصائل معارضة موالية لأنقرة قرب الحدود السورية التركية، وذلك بالتزامن مع نشر هذه الفصائل نحو ستة آلاف من عناصرها، في مناطق ريفية قريبة من البلدات والقرى ذات الغالبية الكردية هناك.
ورداً على هذا التصعيد، أكد قادة «قسد» في تصريحات لـ«أل مونيتور» أن مقاتليهم على أتم استعداد لـ«حماية مدن (روج آفا) من أي هجوم عسكري تركي، يستهدف احتلال كوباني ومنبج وتل رفعت»، وغيرها من المناطق الواقعة شرق الفرات، والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية.
ولم يستبعد مسؤولو هذه القوات أن تشهد الفترة المقبلة شن نظام أردوغان «عملية عسكرية واسعة النطاق على أي من البلدات والقرى الكردية المنتشرة على طول الشريط الحدودي أو حتى ضدها جميعاً، وذلك بهدف الوصول إلى حقول النفط الواقعة في محافظتيْ الرقة ودير الزور».
ويعزز مخاوف قادة «قسد» في هذا السياق، التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي في العاشر من الشهر الماضي، وقال فيها إنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأن تتولى أنقرة وموسكو الإدارة المشتركة لموارد النفط في دير الزور. وكشف أردوغان كذلك في هذه التصريحات عن أنه قدم اقتراحاً مماثلاً للرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون الإشارة إلى الموقف الذي أبدته واشنطن رداً على ذلك.
وأبرز «أل مونيتور» التحركات الجارية حالياً في الكواليس، للتوصل إلى تفاهمات بين مسؤولي الإدارة الذاتية الكردية وحكومة دمشق برعاية روسية، بهدف مواجهة المخططات العدوانية التركية. وقال إن ذلك شمل -وفقاً لتقارير- اجتماعاً عُقِدَ في 25 مارس الماضي، بين عدد من المسؤولين الروس وقائد قوات سوريا الديمقراطية فرهاد عبدي شاهين المعروف باسم «مظلوم كوباني».
ولكن الموقع نقل في الوقت نفسه عن آمد سيدو إشارته إلى فجوة الثقة القائمة بين قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة وروسيا، عبر قوله إنه لا توجد «ضمانات موثوق فيها قُدِّمَت من البلدين» اللذين وصف تجربة «قسد» معهما بـ«المريرة» في ضوء عدم تصديهما للغزو الذي نفذته تركيا قبل عامين، وأدى لاحتلال منطقة عفرين.