هناء الحمادي (أبوظبي)

أكد خبيران بيئيان أن فيروس كورونا ساهم في تغيير سلوكيات الأفراد حول العالم، خاصة فيما يتعلق بالشأن البيئي، عبر تقييد حركة المرور والسفر والتصنيع وغيرها من الإجراءات التي تم تطبيقها على مستوى العالم، وهو ما يساهم في استعادة الطبيعة لبعض التوازن الذي سلبه منها البشر.
وقال محمد سالم القايدي، مدير عمليات الساحل الشرقي في شركة «بيئة كلباء»: كشفت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية انخفاضاً حاداً في تلوث الهواء في الكثير من الدول بسبب جائحة كورونا، التي ساهمت كثيراً في خفض انبعاثات غازات الدفيئة التي يخلّفها سلوك البشر، وذلك بعدما لوحظ أخيراً التراجع نفسه في الصين، التي انطلق منها الوباء، وفي فيديو يظهر مقطع سجلته وكالة الفضاء الأوروبية «إي. اِس. اِي»، وتتراوح فترته بين بداية العام والأسبوع الحالي، أن منطقة شمال إيطاليا شهدت انخفاضاً ملحوظاً في مستوى انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين، علماً بأنه غاز مضر ينبعث من محطات توليد الطاقة والسيارات والمصانع. ومع تفشي فيروس كورونا «كوفيد-19»، أحدث الفيروس جانباً إيجابياً في الطبيعة، حيث استطاعت أن تستعيد بعض التوازن البيئي المفقود.
وأضاف، أنه منذ 12 ديسمبر الماضي، تسبب الفيروس مع مرور الوقت في شل الحركة الاقتصادية، ما أدى إلى انتعاش الطبيعة وتحسن الظروف البيئية المواتية للحيوانات البرية والبحرية من جديد، واستمتع سكان المدن والعواصم الكُبرى بسماع ومشاهدة الطبيعة، وانخفاض التلوث الجوي بشكل ملحوظ، وامتد تأثير الفيروس أيضاً إلى القطاعات الحيوية لدول العالم مثل المطارات، وقد علقت شركات الطيران الكبرى الرحلات الجوية، حفاظاً على سلامة المجتمع.
بدوره، أوضح الدكتور عبدالله الدرمكي، عضو المجلس الاستشاري في حكومة الشارقة، أن أزمة كورونا أحدثت فروقاً كبيرة بمختلف القطاعات بأشكالها الإيجابية والسلبية، ولا يختلف اثنان على وجود تغيير جذري في حياة الإنسان، إذا شكلت هذه الأزمة تحدياً جذرياً للسلوك البشري، وما واجهه خلال التقيد بالإرشادات، وضرورة البقاء بالمنزل بغية عدم تفشي الجائحة، فنرى سلوكيات إيجابية، منها البقاء بالمنزل، وقضاء تلك الأوقات برفقة العائلة، وغيرها من السلوكيات التي ساهمت في تعافي البيئة، والحفاظ على مواردها الطبيعية، نتيجة لتقييد حركة الإنسان، والفائز من هذه الأزمة هو الطبيعة التي عادت من جديد، بعيداً عن صخب الصناعة وقسوة الإنسان في تدميرها واستنزافه عناصرها.