أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس أن القوى الكبرى اتفقت على عرض حوافز جديدة على إيران لوقف أنشطة نووية حساسة وذلك رغم تشكيك نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس في جدوى تحسين الحوافز المعروضة ودعوتها لتشديد العقوبات الدولية على طهران· وكان وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير أكد أمس أن الطريق الصحيح الوحيد لحل الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني يتمثل في الجمع بين الضغط وتقديم عروض تفاوض جديدة لطهران في وقت انتقد مفكرون إسرائيليون وألمان وإيرانيون معارضون برلين لعرقلتها تبني عقوبات أوروبية تدعو لها باريس ولندن لإرغام إيران على وقف تخصيب اليورانيوم· من جهته، قال فرانسوا فيون رئيس وزراء فرنسا في واشنطن أمس إن إيران ستواجه عزلة عالمية إلا إذا انخرطت مع الغرب بشأن برنامجها النووي لكن ''شن هجوم على إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية ليس خيارا''· وقال في مؤتمر صحفي ''علينا أن نفعل كل ما في استطاعتنا كي نتجنب أن نجد أنفسنا في مواجهة خيار وحيد بقصف إيران· الخيار الوحيد هو الضغط على الحكومة الإيرانية من خلال الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والمالية''· واوضح وزير الخارجية البريطاني في بيان متلفز ''يسعدني أن أقول إننا توصلنا إلى اتفاق بشأن عرض سيقدم إلى حكومة إيران''· مضيفا أن تفاصيل العرض لن تعلن مكتفيا بالإشارة إلى انه صيغة ''محدثة'' للحوافز التي تم اقتراحها على النظام الإيراني في ·2006 وكشف دبلوماسي أوروبي أن العرض الجديد يشمل بنودا اقتصادية قد تجعل الحوافز أكثر إغراء مبينا أن مساعدة إيران في تطوير طاقة نووية مدنية لا يزال محور عرض القوى الكبرى· وجاء الإعلان بعد اجتماع الأعضاء الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا في لندن أمس لمناقشة جهودهم لإقناع إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن أن تنتج وقودا لمحطات الطاقة النووية أو لصنع قنابل ذرية· وتشك الولايات المتحدة وبعض حلفائها في أن إيران تستغل برنامجها النووي المدني كستار لتطوير قنابل ذرية· وتنفي إيران هذا بقولها إن برنامجها يهدف إلى توليد الكهرباء حتى يمكنها تصدير المزيد من النفط والغاز· ورفضت طهران حتى الآن عرض حوافز قدمته الدول الست في يونيو 2006 وقرارات مجلس الأمن التي فرضت عليها عقوبات لعدم وقفها الأنشطة النووية· وتشمل الحوافز التي عرضت على إيران إذا علقت تخصيب اليورانيوم ودخلت في مفاوضات مع القوى الكبرى تعاونا في المجال النووي المدني ومزيدا من التجارة في الطائرات المدنية ومجالات الطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والزراعة· وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد أعلنت في الطائرة التي أقلتها إلى لندن مساء أمس الأول انها مصممة على عدم تقديم مزيد من ''الحوافز'' إلى إيران، مؤكدة ضرورة ''التطبيق الكامل'' للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على طهران· من جهته، صرح رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن مساء أمس الأول أن ''التأثير اللامسؤول'' لإيران في الشرق الأوسط الذي يعتمد على السعي لامتلاك سلاح نووي ودعم الإرهاب يهدد المنطقة برمتها ويقوض جهود الاستقرار فيها· من ناحيته قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مساء أمس الأول إن '' حرمان أنظمة الشر والقمع من أسلحة الدمار الشامل هو شرط أساسي لاستتباب السلام والاستقرار في العالم'' وان التساهل معها هو ''بمثابة وصفة لتكرار فظائع الهولوكوست''· إلى ذلك، توعد رجل الدين أحمد خاتمي أمس في طهران بسحق من اسماهم ''المجانين'' في الولايات المتحدة وإسرائيل اذا هاجموا إيران· وقال خلال صلاة الجمعة التي نقلتها إذاعة طهران مباشرة ''إذا تحرك المجانين في واشنطن أو تل أبيب الأمة الايرانية ستصفعهم صفعة قوية لن تقوم لهم من بعدها قائمة''·