الزراعة المنزلية تغرس القيم البيئية في نفوس الصغار
أكدت خديجة المنصوري أخصائية التغذية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، إن تنظيم إدارة التثقيف الصحي التابعة للمجلس محاضرة بعنوان «كيفية الزراعة في المنزل» لزهرات مفوضية مرشدات الشارقة بمقر المفوضية، بهدف تشجيعهن على الزراعة واستغلال المساحات الفارغة.
وأوضحت أن النشاط تضمن ورشة عمل بمشاركة المهندس صفاء الامامي من بلدية الشارقة، ركزت على غرس القيم البيئية في نفوس الصغار، وبيان أهمية الزراعة في حياة كل إنسان، وتنمية الاتجاهات والميول والأخلاقيات البيئية المسؤولة نحو البيئة، وبناء السلوكيات التي تنص على السلام مع البيئة والمهارات.
النهوض بالأسرة
وأشارت إلى أن المجلس لديه توجيهات بالنهوض بالأسرة وأفرادها نفسيا وفكريا وصحيا، مشيرة إلى أهمية استنهاض المسؤولية تجاه البيئة لدي الأطفال، وإلى السعي الحثيث من أجل أن لا تكون التربية البيئية مجرد معلومات تدرس أو تلقن حول المشكلات البيئية، مثل التلوث أو تدهور الوسط الحيوي أو استنزاف الموارد، على أن يكون هناك رؤى تتحقق وتتمثل في تبني الأفراد لأنماط حياتية تؤدي إلى تعزيز صحتهم من خلال تزويدهم بالمعارف والمعلومات والمهارات اللازمة، خاصة أن للزراعة فوائد ومنها الحصول على احتياجات الفرد من غذاء وكساء، إضافة إلى الدور الذي تلعبه الزراعة في حماية البيئة واستغلال المساحات الفارغة وزيادة الرقعة الخضراء.
وأضافت المنصوري من المهم أن يكون لدى الأجيال والآباء سلوكيات بيئية تمكنهم من المحافظة على البيئة التي يتنفسون ويعملون من خلالها، لأنه عندما يكتسب الأبناء السلوكيات البيئية السليمة فإن ذلك الأثر سيشمل الأهل أو المحيط المجتمعي.
كما أن الطفل أو الطالب عنصر مشجع للأسرة كي تعمل على المساهمة في زيادة الرقعة الخضراء وفي الاكتفاء الغذائي من داخل سور المنزل.
وبينت أن هذه الورش من النشاطات المفضلة لدى الأطفال وطلاب المدارس، ولأن المرشدات والزهرات هن في الأصل طالبات، وممن يعملن على تقديم العون في المدارس، فإن تأثيرهن على قريناتهن في المحيط المدرسي سيكون له أثر فعال، خاصة أن الزراعة تمثل نشاطا مميزا ومرغوبا فيه لدى الزهرات في هذه المرحلة العمرية.
النشاط الزراعي
وتكمل خديجة أن الزهرات أو الطلاب يلعبون دورا مهما في النشاط الزراعي ضمن ساحات المدارس، وأيضا في المنازل، ويعد ذلك من أهم المشاريع والبرامج التي تهدف إلى توعية الأجيال بأهمية الاهتمام بالنباتات وعدم العبث بها، وإقناع التلاميذ بأن كل نبتة إنما هي كائن حي كالإنسان تماما، لكنها أضعف من أن تدافع عن نفسها.
وقالت إن مشروع مزرعة في كل منزل أو بيت في إمارة الشارقة يعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة أن الأشجار هي الفلتر الذي ينقي الهواء الملوث الذي يحيط بالإنسان ويملأ رئتيه بالأكسجين، كما أن اهتمام الأسرة بالزراعة وإشراك الأطفال في ذلك، فإنما هي تصنع المزيد من المنقيات والفلاتر من حولها.
وكما تقول خديجة أصبح الاهتمام بإكثار النباتات حاجة وليس رفاهية، كما أن من الجميل أن يكون لدى الطالبات الصغيرات خلفية عن الأطعمة التي يتناولنها، والتي تتضمن الخضار مثل السلطة، وحين تتعلم الطالبة كيف تنمو تلك النباتات وطريقة زراعتها والعناية بها، فإنها ستكبر على ذلك، وتنقل ذلك لأسرتها في المستقبل.
ونبهت إلى أنه على الرغم من أهمية ما يصدر من قرارات وقوانين تتعلق بالحفاظ على البيئة وحمايتها، فإنها لا تكفي وحدها لخلق الالتزام المطلوب لدى الأفراد تجاه البيئة، وذلك لأنها قضية تربوية في المقام الأول تتطلب من الأفراد احترام القوانين بوازع داخلي وبرغبة منهم، ولعل هذا يبين أن هناك حاجة ماسة للاهتمام بالتربية البيئية للأفراد بصفة عامة، والأطفال منهم بصفة خاصة.
المساهمة الإيجابية
وشددت على أهمية وعي الصغار بما تواجهه بيئتهم من مشكلات وما يتهددها من أخطار، بحيث يكن قادرات على المساهمة بإيجابية في حل المشكلات، بل وفي تحسين ظروف البيئة على نحو أفضل، خاصة أن كان لدى الطفل الدافع إلى القيام بذلك عن رغبة منه وطواعية، موضحة أن أهمية التربية البيئية تكمن في أنها العملية التعليمية التي تهدف إلى تنمية وعي الطفل بالبيئة والمشكلات المتعلقة بها، وتزويده بالمعرفة والمهارات والاتجاهات، وتحمل المسؤولية الفردية والجماعية تجاه حل المشكلات البيئية المعاصرة، والعمل على منع ظهور مشكلات بيئية جديدة، فالطفل الذي تعود أن يسلك سلوكيات رشيدة تجاه البيئة سيكون أكثر قابلية لصيانتها والحفاظ عليها في مراحل عمره التالية.
المصدر: الشارقة