حذّر مؤتمر عـام اخـتتم فـعـاليــاته مؤخـراً في المنامة من أن الشركـات في الخليج تخسر الملايين من الدولارات سنـوياً بسبب عدم قدرتها على الاحتفاظ بموظفيها. وعزا مؤتمر “الممــارســات العامة في بيئات العمل العربية”، الذي حضره ممثلون عن المؤسـســات الحكــومية والقطاع الخاص في منطقة الخــليج، ذلك الى العلاقة الهشة التي تربط المؤسســات بالموظفيـن في المنطقة وانعدام الـثــقة بيــن الطرفين. وقال “مارك اندروز”، المدير الإقليمي لشركة Edexcel في منطقة الشرق الأوسط التي نظمت المؤتمر: “تعد عملية المحافظة على الموظفين لفترات طويلة أحد أبرز التحديات التي تواجه سوق العمل في الخليج في الوقت الحالي. وترافق عملية تعيين موظفين جدد استثمارات كبيرة تتمثل بالفترات الزمنية الطويلة التي تستلزم الموظف للانخراط بنظام العمل الجديد والتكيف معه. ويعد النظام التعليمي اللبنة الرئيسية التي يعتمد عليها الموظف في اكتساب المهارات والقدرات والسلوكيات الضرورية لتعزيز أدائه الفردي وضمن فرق عمل في المؤسسة التي يعمل فيها”. وأبرزت شركة Edexcel في المؤتمر برنامج BTEC التأهيلي ذي المعايير الدولية والذي يحدد السلوكيات الفعالة في العمل ويقدم الأدوات الكمية والنوعية المناسبة لقياس مهارات الموظفين وتقييم أدائهم العام. وأظهرت دراسة بحثية قامت بها شركة أبحات دولية بالنيابة عن Edexcel اقتناع أرباب العمل بأن الفئات الوظيفية المرشحة للقيام بوظائف لديها تفتقر إلى السلوكيات الأساسية اللازمة والتي تتمثل بقلة الحماس للتعلم وعدم القدرة على التأقلم ضمن فرق عمل والسلبية في التعاطي مع زملائهم بالعمل. وأضاف “أندروز”: “تشهد منطقة الخليج شحاً كبيراً في الكفاءات الوظيفية في كافة القطاعات الاقتصادية وميادين الأعمال، الأمر الذي يستلزم تنسيقاً كبيراً بين القطاعات الحكومية والخاصة لرفد السوق بكفاءات محلية. ويتسم معظم الخريجين الجدد بعدم جاهزيتهم التامة للانخراط في بيئات عمل احترافية. ويقابل ذلك استعداد خجول من المؤسسات للاستثمار في تدريبهم لعدم ثقتهم بطول مدة عملهم لديها حيث غالباً ما تشكو هذه الشركات من عدم التزام موظفيها-ولو أخلاقياً- بالعمل لديها لفترات طويلة تزيد على بضع سنوات”. وأضاف”غالباً ما يحكم عمليات انتقاء خريجين جدد لوظائف معينة معيار السلوك الإيجابي حيث تعتقد معظم المؤسسات بأن القدرات قابلة للاكتساب عكس السلوك. ويتم تعييــن الخريجين بسبـب سلوكياتهم في العمل رغبـة في بناء علاقة طـويلة الأمد وناجحة مع المـؤسسات التي يـعملـون فيها”.