تعتبر ثمار المانجو واحدة من الفاكهة المميزة للسودان واكتسبت شهرة واسعة لتنوعها الواسع وطعمها الحلو ورغم أن المانجو تعتبر واحدة من منتجات المناخ الاستوائي إلا أن السودانيين استطاعوا زراعتها في العديد من مناخات السافنا الفقيرة والغنية وحتى في المناخ شبه الصحراوي. وترد المانجو أو «المنقة» كما يحلو للسودانيين تسميتها في الكثير من الأغاني وأشهرها فرقة «البلابل» وهن ثلاث من المغنيات الشقيقات اللائي شكلن وجدان الغناء السوداني في سبعينيات القرن الماضي وأغنيتهن الشهيرة «يالشايل المنقة ذي ما عارف نحنا بنشقي»، وغيرها من الأغاني التي توثق لثمار المانجو في السودان. المهرجان الثالث عشر ونظمت جمعية فلاحة البساتين السودانية مهرجان المانجو الثالث عشر بالخرطوم بمشاركة واسعة لعدد من الشركات الوطنية والأجنبية والمسؤولين في وزارة الزراعة. المهرجان الذي درجت على تنظيمه الجمعية هدف للتعريف أكثر بفاكهة المانجو وتوحيد أسمائها بين مختلف الولايات السودانية والتعاون بين الشركات لإيجاد آلية مشتركة لتصدير المحصول الذي أدخلت إليه إضافة من جنوب أفريقيا (كنج – كيت- تومي) أثبتت نجاح كبير في كردفان ونهر النيل زادت الإنتاجية بجانب العديد من الأصناف والأنواع التي تم عرضها في المهرجان (البلدية، تيمو، مبروكة والنوس، وأبو سمكة، وقلب الثور) كلها إضافة للمحصول الأغزر إنتاجاً خاصة بالولايات الجنوبية التي لا يصل إنتاجها الذي يقدر بأكثر من 20 ألف طن في العام إلى الولايات الشمالية حيث الأسواق والتصدير الذي تأثر أيضاً في السنوات الأخيرة بعدة عوامل أبرزها ضعف البنيات التحتية للتصدير لكن في المقابل تم إغراق السوق المحلي بكميات كبيرة من المحصول في كل أسواق العاصمة وبأسعار زهيدة وانتعشت محال العصائر والمطاعم والفنادق والأخيرة تستحوذ على النصيب الأكبر وتفضل أنواع أبو سمكة الأكبر حجماً والتي تجد إقبالاً أكبر عند السياح الأجانب حيث يشتهر السودان بإنتاجه المتميز لهذا النوع الذي يقدم كهدايا لكل زائر للبلاد في موسم الصيف. ويجد هذا النوع حظه في التصدير لأوروبا وتحبذ الدول العربية والخليجية الأنواع البلدية في حين تستهوي أصناف قلب الثور المواطنين المحليين لغزارة مادة الألياف السائلة فيها ولونها الأصفر ومذاقها الحلو على عكس المانجو السمكية ذات اللون الأخضر الكبيرة والحاذقة المذاق لذلك يفضلها الأوروبيين عكس الشعوب العربية التي تستهلك كمية أكبر من السكريات. معيقات التصدير على الرغم من الإنتاجية العالية للسودان في فاكهة المانجو إلا أن التصدير تراجع بصورة مخيفة في العشر سنوات الأخيرة ويكشف عماد الدين إدريس رئيس قسم الفاكهة بجمعية فلاحة البساتين السودانية عن تراجع صادرات السودان إلى 1500 طن فقط بعد كان الصادر 10 ألف طن في العام. ويعزي ذلك لضعف البنيات الأساسية لتصدير الفاكهة حيث لا توجد قرى للصادر بالمطارات السودانية. كذلك هنالك حاجة للغرف المبردة نظراً لسرعة تلف فاكهة المانجو التي تنمو في المناطق ذات الحرارة العالية لكنها تتلف بسرعة حال قطفها وتتساقط إذا لم يتم قطفها وتذبل كما يحدث في جنوب السودان حيث الآلاف من الأطنان تسقط على الأرض وبالتالي لا يمكن نقلها إلى العاصمة لقلة الطرق كما أن مواعيد الحصاد تصادف دائماً فصل الخريف بالجنوب الذي تصعب فيه الحركة كما أن المطارات في مدن الجنوب الكبرى (جوبا، ملكال و واو) لا توجد فيها مخازن مبردة والشيء الأكثر غرابة كما يقول عماد هو أن إنسان الجنوب نفسه لا يهتم كثيراً بأشجار المانجو ولا يأكل ثمارها إلا نادراً ويحبذ الفواكه الأخرى كالأناناس والموز. قرى الصادر ويطالب القائمون على قسم الفاكهة بوزارة الزراعة الدولة بإنشاء قرى للصادر بمطارات البلاد حتى يعود السودان مرة أخرى للأسواق العالمية خاصة الأوروبية كإنجلترا، فرنسا، بلجيكا وهولندا إذ تفضل هذه الدول أنواع أبو سمكة التي تنفد من الأسواق حال وصولها وتستورد الدول الخليجية السعودية، الإمارات العربية، قطر الأنواع البلدية الأخرى القادمة من مناطق نهر النيل، كردفان الأكثر إنتاجية خاصة أبو جبيهة وجبال النوبة وجبل مرة وبدرجة أقل ولاية القضارف وكذلك ولاية النيل الأزرق ومناطق متفرقة في ولاية الجزيرة. وأضاف أن هناك أكثر من 200 نوع لثمرة المانجو تختلف مسمياتها على حسب النشأة والبيئة التي توجد بها. وأكدت العديد من الشركات الوطنية المشاركة في المهرجان على ضرورة زيادة الصادر من المانجو السودانية ذات السمعة الجيدة، مشيرة إلى الربح المضمون الذي يتحقق في التجارة والمحصول وطالبت الدولة بالإسراع في تجهيز مبردات الصادر بالمطارات وتخفيض أسعار مواعين التعبئة وقيام مصانع وطنية لها. يتنافسون على تسويقها الذرة تفتح أبواب رزق للفلسطينيين سما حسن غزة (الاتحاد) - انتشرت مع بدء الإجازة الصيفية في غزة مواقد شواء وسلق «أكواز» الذرة في مختلف أرجاء القطاع، ويكاد لا يخلو شارع أو زقاق من وجود بائعي الذرة الموسمية. ويشكل موسم بيع الذرة فرصة لآلاف المواطنين العاطلين عن العمل لتحصيل مصدر رزق لعوائلهم التي تعتاش على ما تيسر من مساعدات وإعانات تقدمها لهم الأونروا والمؤسسات الخيرية. وتعتبر الأيام الأولى من الموسم الأكثر فائدة بالنسبة للباعة الذين يبيعون كميات كبيرة بأسعار مرتفعة نسبياً، كما يقول الشاب الكفيف زاهر خميس الذي يبيع يومياً ما معدله مئتا «كوز». وقال خميس الذي يستغل موسم الذرة بشكل جيد: «الأيام والأسابيع الأولى من البيع تكون ممتازة، ولكن سرعان ما تتراجع مع ارتفاع أعداد الباعة الذين ينتشرون في كل مكان». ويتخذ خميس، في أواخر العشرينيات من عمره، من أمام منزله مكاناً لإيقاد النار وسلق الذرة رغم تذمر بعض الجيران بسبب تصاعد الدخان بشكل مستمر طوال اليوم. غير أنه لا يأبه. ويقول إنه يعرف أن المواطنين يتضايقون ولكن لا بديل أمامه. ويعمل خميس المتزوج في جمع الأكياس الفارغة من الشوارع وبيعها لمصانع البلاستيك باقي أيام السنة، ويبين أنه ينتظر موسم الذرة بفارغ الصبر لقلة الجهد الذي يبذله في العمل مقارنة بأي عمل آخر. من الحلوى إلى الذرة من جهته، ترك الفتى تامر شوقي (16 سنة) بيع الحلويات الذي يمارسه طيلة العام واتجه لبيع الذرة المشوية والمسلوقة قرب أحد المفترقات في مدينة جباليا. يقول: «بيع الذرة أفضل كثيراً من بيع الحلويات خصوصاً في الأسابيع الأولى»، مؤكداً أنه كان ينتظر محصول الذرة منذ فترة. ووصف بيع الحلوى في الأيام السابقة بالصعب في ظل ضعف الإقبال من قبل المواطنين وخصوصاً الأطفال. وبات غالبية العمال يعتمدون على العمل الموسمي في التغلب على البطالة المرتفعة والفقر المدقع الذي وصلت نسبته إلى 80% في صفوف مواطني القطاع، بحسب إحصاءات رسمية. ويبين أحمد صلاح، الذي أقام خيمة على هامش شارع الجلاء وسط مدينة غزة لبيع الذرة، أنه يعمل خلال العام في أكثر من مجال بدءاً من بيع المحروقات والترمس والدخان وليس انتهاء بالذرة. ويقول صلاح (25 سنة)، إن ارتفاع أعداد الباعة خلال الأيام القادمة كما يتوقع سيقلل الربح، مؤكداً أنه يعيل أسرة كبيرة. وأشار صلاح إلى أنه يفكر بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة في نقل الخيمة قرب شاطئ البحر نظراً لكثافة المواطنين هناك. الغاز بدلاً من الحطب أبدى الشاب وهيب جميل الذي يمتلك موقداً كبيراً لسلق الذرة بالقرب من مدخل سوق جباليا ارتياحاً نسبياً هذا العام بسبب توفر الغاز، موضحاً أن استخدام الغاز في العمل يعطيه ميزة الاستمرار بالعمل دون انتقاد المواطنين. ويقول إنه عانى الأمرين العام الماضي بسبب انعدام الغاز وارتفاع أسعار ما تواجد منه، بسبب استخدامه للأحطاب وأحياناً البلاستيك في السلق ما عرضه للعديد من الانتقادات والمشاكل. جميل اشتكى من ارتفاع أسعار الذرة مقارنة مع العام الماضي، عازياً ذلك إلى تجريف قوات الاحتلال للأراضي وعدم قدرة المزارعين على الوصول إلى أراضيهم وبعدما كانت تقتصر هذه المهنة على الأطفال والصغار قبل عدة سنوات، اضطر الجميع ومن مختلف الفئات للانغماس في هذه المهنة وغيرها من المهن الموسمية. ويقول نافذ مصلح (43 سنة) الذي يمتهن بيع الذرة مع اثنين من أبنائه، إنه لم يكن يفكر في ذلك عندما كان يعمل في سوق العمل الإسرائيلية قبل أربعة أعوام براتب يومي يتعدى 250 شيكلاً (ستون دولاراً). وعبر عن خشيته من اضطراره للعمل في مجالات أكثر قسوة في ظل استمرار تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في القطاع. أما الطفل عادل فهو بمجرد انتهاء امتحاناته فقد وضع موقداً أمام بيته وبدأ في سلق الذرة وبيعها للجيران، ويقول ساخراً: «لا توجد ملاه ولا متنزهات علي أن أبيع الذرة طول النهار وفي المساء أعود للبيت وأشاهد التلفاز وأستمتع ببرامج الأطفال وأحلم أني أمرح معهم»