كن قوياً واذهب إلى الوظيفة قبل أن تأتي إليك
سابقاً كانت الشركات والمؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من الدول الخليجية، تتسابق على جذب العمالة الكفؤة، وخاصة المواطنة منها للعمل لديها، أما اليوم فقد اختلف الوضع، بحيث أصبحت المنافسة كبيرة جداً، وأصبحت الأعداد تتراكم من خريجي الثانوية العامة والجامعات تتزايد وطلبات التوظيف لا تتسع لها الأدراج، وبالتالي صارت عملية التوظيف صعبة، ولم يعد العثور عن عمل من الأمور السهلة. بل أصبح ذلك يحتاج إلى دراية ومعرفة. في هذا الإطار رأى بعض الخبراء أن ينجزوا بعض الكتب التي تسهل طرق البحث عن وظيفة، وتهتم بكل التفاصيل التي تعين الباحث عن عمل لاقتناص فرصته، وتقديم نفسه بطريقة مقنعة. من هؤلاء الكتَّاب الدكتور عبد الحميد عبد الله الرميثي، وهو بدأ حياته العملية بعد حصوله على بكالوريوس كلية التجارة والعلوم الاقتصادية، وتدرج في عمله ودراسته، حيث مارس التدريس في الجامعة، ثم ترك السلك الأكاديمي ليعمل في مجال الاستشارات الإدارية، ومن خلال محاضراته في جميع أنحاء العالم، استخلص كتاب «كيف تضمن الحصول على وظيفة؟» وهو عبارة عن خلاصة ما أدركه في ميدان العمل ومتعلقاته.
عصارة تجربة
يقول عبد الحميد عبد الله الرميثي في مقدمة كتابه: هذا الكتاب موجه بالدرجة الأولى إلى من يحاول دخول سوق العمل للمرة الأولى.. وهو يقدم مجموعة من الإرشادات التي تشكل في مجملها دليلاً لكيفية الحصول على وظيفة، وكيفية ضمان الفرصة الوظيفية المتاحة. ويضيف الكاتب: هذا الكتاب ليس أكاديمياً، بل خلاصة تجربة، والمرجعية الأساسية هي الخبرة العملية المأخوذة من خلال عملي كمستشار للموارد البشرية في عدد من المؤسسات والشركات والهيئات في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أن الأمثلة مستقاة من تجربتي الشخصية والمهنية... والكتاب يمكن أن يكون مفيداً لكل الباحثين عن وظيفة في أي مكان، حيث إنَّ الخطوات متشابهة، وإن اختلفت بعض المعايير من مكان إلى آخر. وعمل الكاتب على تقسيم الكتاب إلى فصول تعرض لجميع المراحل، ابتداء من معرفة الفرد لنفسه وقدراته، ثم عملية الإعداد والاستعداد على المستويين الفردي والأسري، تليها مرحلة التقدم للوظائف المرتبطة بكتابة السيرة الذاتية، وتعبئة استمارات التوظيف، ثم التدرب على كيفية التعامل مع المقابلة الشخصية التي يعتبرها الكاتب الركن الأساسي، والبند الأصعب في عملية الاختيار والتوظيف. ويقول مؤلف الكتاب: ليست هناك طريقة مثلى لإعداد السيرة الذاتية، ولكن هناك عناصر أساسية لابد من توفرها في أي سيرة ذاتية. يحتوي الكتاب على 6 فصول هي: رحلة البحث عن وظيفة، إعداد السيرة الذاتية، استمارات التوظيف، المقابلات الشخصية، حول امتحانات التوظيف، ثم فصل في «الفصل الأخير»الخطوة الأخيرة التي تأتي بعد كل هذه الخطوات وتعتبر الخطوة الحاسمة.
رحلة البحث عن وظيفة
في الفصل الأول يقول عبد الحميد الرميثي: البطالة موجودة في دول الخليج العربي، وهي في معظمها بطالة هيكلية أي أنها ليست ناتجة عن عدم وجود الفرص الوظيفية، وانَّما عن كون الأفراد الباحثين عن عمل لا يناسبون سوق العمل، ولا يعرفون كيف يحصلون على الفرص الوظيفية المتاحة.. كما أنَّ أغلب من يتقدم للعمل لا يحسن الترويج لنفسه، ويفشل في إعداد السيرة الذاتية، إضافة إلى عدم إدراك الباحثين عن عمل للمواصفات والمهارات التي يتطلبها سوق العمل، وعدم العمل على سد النواقص في الجانب المعرفي، ويبحث الكاتب من خلال هذا الفصل أهم خطوات التوظيف والمعايير الأساسية التي يتم على أساسها الاختيار، وهو يقول إن هناك وظائف لا تستدعي الشهادة فقط، بل هي تستوجب معايير شخصية بالدرجة الأولى، مثل شخصية الفرد، ومهارات الاتصال لديه، وقدرته على التعامل مع الآخرين، خاصة إذا كانت الوظيفة موضع منافسة، وقد تقدمت لها مجموعة من الذين يحملون نفس المؤهل التعليمي حينها ستكون أفضلية الاختيار مستندة إلى قدرة الشخص على إقناع المؤسسة من خلال لجنة الاختيار، وحدد الكاتب بعض المعايير التي يتم على أساسها القبول في هذه الحالة، ومنها الإقناع الذي يتم من خلال قدرة الفرد على التعبير عن نفسه، والسمات الشخصية التي يستشعرها أعضاء لجنة المقابلات، ومدى مناسبتها للعمل في تلك المؤسسة، ومن أهمها القدرة على التعبير والإنصات الجيد، عدم العصبية والهدوء، الثقة بالنفس وعدم الغرور، المظهر الخارجي، حسن التعامل، احترام الذات والآخرين، الخبرات الحياتية السابقة، النشاط والحيوية وغيرها.. وركز الكاتب على عدة محطات يجب اجتيازها للحصول على وظيفة ومنها معرفة الذات، الإعداد والاستعداد، استمارات التوظيف ثم المقابلة الشخصية، وفصل في كل مرحلة من هذه المراحل.
إعداد السيرة الذاتية
تعتبر السيرة الذاتية هي البطاقة التعريفية الأولى للفرد والتي من خلالها يمكن أن تفتح بقية الأبواب. وبالتالي يقول الكاتب إنها تتطلب إعدادا خاصا ومهارة متميزة على الإطلاق، وهي أداة تسويق وترويج قبل كل شيء، ولا تتضمن معلومات فقط، ولكنها لابد لها من صياغة وإعداد بشكل يحقق الهدف، ويرى الكاتب أنَّ هناك كثيراً من الاعتبارات التي يجب مراعاتها في إعداد السيرة الذاتية، مشدداً على عدم وجود طريقة واحدة لإعداد السيرة الذاتية، لأنَّها تشبه عمليات التجميل، فالجميع يتفق على أساسيات بشأنها، لكنَّهم قد يختلفون على تفاصيلها. هذه الخصوصية لم تمنع الكاتب من إيراد المكونات الأساسية للسيرة الذاتية التي يجب أن تتضمنها كل سيرة ذاتية منها: المعلومات والبيانات الذاتية، المؤهلات التعليمية والأكاديمية، الخبرات العلمية وأية معلومات أخرى، كما قدّم الكاتب بعض النماذج الناجحة لكتابة السيرة الذاتية.
تعبئة استمارات التوظيف
استمارات التوظيف هي نموذج عام يحتوي على أسئلة أو فراغات مطلوب استكمالها بقصد التعريف بالمتقدم للوظيفة، ابتداء من المعلومات الشخصية ثم الدراسية والأكاديمية والخبرات العلمية، وأعطى الكاتب بعض الملاحظات الواجب اعتمادها قبل البدء في عملية تعبئة الاستمارة ومنها: اقرأ الاستمارة قبل أن تبدأ الكتابة، ابدأ بكتابة المعلومات الأساسية، اكتب بخط واضح ومقروء، لا تكتب بعصبية، لا تشطب، استكمل كافة البيانات، لا تنس تاريخ التوقيع، ليكن توقيعك واضحاً ومتناسقاً، لا تنسَ أن ترفق الوثائق المطلوبة، لا تنس الصورة الشخصية، لا تنس السيرة الذاتية، استخدم الحروف الإنجليزية المفردة، اسأل إذا لم تعرف المطلوب، اترك المسمى الوظيفي فارغاً، من الأفضل ألا تكتب أي رقم للمرتب، وفي النهاية يجب أن تكون بياناتك صادقة وحقيقية.
المقابلة الشخصية
إذا حصل ووصلت إلى هذه المرحلة، يقول الكاتب، فهذا يعني أنك قطعت نصف الطريق، ولكن أمامك المرحلة الأصعب على الإطلاق، هكذا يتحدث عن المقابلة الشخصية وأهدافها وأهميتها وكيفية التعامل معها، ويؤكد أنَّ هناك عدة أنواع من المقابلات الشخصية ومنها: المقابلة العامة والافتتاحية، المقابلة الفنية والاختبارية، مقابلة التعيين والاختيار، أمَّا بشأن التفاعل معها فهو ينصح بالآتي: أغلق جهاز الهاتف المتحرك، ليكن حضورك في الموعد المحدد، اجلس فقط عندما يطلب منك، حافظ على طريقة جلوسك، لا تبدأ الحديث في المقابلة، لتكن أوراقك مرتبة، أجب بنفس لغة السؤال، لتكن إجابتك مباشرة وبالتفصيل المناسب، تكلم بوضوح وبشكل إيجابي، كن منتبهاً ومنصتاً جيداً، حافظ على خط الاتصال عبر العين، أجب على الأسئلة بثقة، لا تستخدم الألفاظ العامية كثيراً، لا تستخدم أسلوب إقحام الأسماء المؤثرة أو المعروفة، راع حسن المظهر والهندام، لا تضع كميات كثيرة من العطور، لا تبالغي (للمرأة) في التزين، لا تحضر معك مرافقاً، تفاد الغضب والانفعال، لا ترفع الكلفة أثناء المقابلة، لا تلعب بالأدوات على المكتب، تجنب الغرور والتزم بالتواضع، لا تظهر أنك بحاجة ماسة للوظيفة، لا تظهر أنك لست بحاجة للوظيفة، لا تحاول التماس الأعذار لنفسك، لا تحاول انتقاد الآخرين في المؤسسة، ثم لا تتحدث عن المرتب