رضا سليم ووليد فاروق (دبي)

جاء الفوز «الافتتاحي» الذي حققه المنتخب السعودي على منتخب كوريا الشمالية برباعية نظيفة، في الجولة الأولى لمنافسات المجموعة الخامسة في بطولة كأس آسيا «الإمارات 2019»، ليعيد ذكرى سعيدة للأخضر لم تتحقق منذ 23 عاماً، حينما حقق آخر فوز افتتاحي له في نسخة عام 1996 بالإمارات، وحقق المنتخب السعودي لقبها في النهاية ليحرز اللقب الثالث في تاريخه.
ومنذ ذلك التاريخ لم ينجح المنتخب السعودي في تحقيق الفوز في أولى مبارياته بالنسخ التالية، وتحديداً في نسخ 2000، و2004، و2007، و2011، و2015، حيث خسر ثلاث مرات، وتعادل في مناسبتين، ومن وقتها لم ينجح في معانقة اللقب القاري أيضاً ليتوقف رصيده عند الرقم 3 منذ آخر بطولة في 1996، وقبلها توج «الأخضر» باللقب عامي 1984، و1988، وهو أكثر المنتخبات العربية تتويجاً باللقب.
وقبل انطلاق البطولة تفاءل عشاق «الأخضر» بإقامتها في الإمارات على اعتبار أنها تحمل ذكرى آخر لقب توج به المنتخب السعودي، ومنوا أنفسهم بإمكانية تحقيق اللقب الرابع، ثم تحققت النبوءة الثانية بإحراز انتصار افتتاحي غائب أيضاً، وفي نفس المباراة تحققت النبوءة الثالثة عندما تحقق الفوز على كوريا الشمالية بنتيجة كبيرة قوامها رباعية نظيفة، علماً أن المنتخب السعودي كان قد فاز في افتتاح نسخة 1996 على تايلاند في المباراة الأولى بستة أهداف نظيفة.
الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، مدرب المنتخب السعودي، اعترف أن ما حدث يعد «مصادفة» سعيدة له، وقال: «أتمنى شخصياً أن تتكرر هذه المصادفة، لكن علينا أولاً أن نواصل عملنا بكل جد، وعلينا أن نركز بشكل أساسي في مباراتنا المقبلة أمام لبنان، لو تابعنا مسيرتنا بنجاح في المباراة الثانية قد تتكرر الصدفة، أتمنى أن تحدث، بالفعل نتشوق للقب الرابع».
ويتطلع بيتزي الذي تولى تدريب المنتخب السعودي بداية من تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018، ثم خلال المونديال نفسه، إلى تحقيق لقب قاري جديد يضاف إلى سجله، بعد فوزه بلقب كوبا أميركا مع منتخب تشيلي عام 2016.
ويبدو أن تجربة «المونديال» تركت أثراً بالغاً في نفس بيتزي، حيث اعتبر أن الفوز على كوريا الشمالية من الدروس المستفادة من كأس العالم، موضحاً أن الخسارة الأولى الثقيلة أمام المنتخب الروسي بخماسية، أعطته درساً أن التنظيم والالتزام أهم ما في كرة القدم، فقد يخسر الفريق لكن الالتزام بالتعليمات يُعطِي الفريق شخصية مميزة في الملعب، ومن المؤكد أن يعطي ثماره لاحقاً، وهو ما تحقق بالفعل من وجهة نظره.