عماد عبد الباري (رأس الخيمة) ـ تدرس حكومة رأس الخيمة تحويل 18 موقعاً بحرياً وبرياً في مختلف مناطق الإمارة إلى محميات طبيعية أو ذات طبيعة خاصة موزعة بين أشجار القرم والطيور والنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، بحسب الدكتور سيف الغيص مدير هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة. وقال الغيص إن الهيئة وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة تعكف حالياً على إجراء دراسات علمية حول التنوع الحيوي بالإمارة، كما تقوم بإجراء إحصاء دوري للطيور الساحلية وتحديد أنواعها. وأشار إلى أن إدارة البحث العلمي في الهيئة شرعت في دراسة عدة مقترحات لإنشاء محميات طبيعية بحرية وبرية في إمارة رأس الخيمة، وقد خلصت إلى تقرير أشارت فيه إلى أن هناك أكثر من 18 موقعاً يمكن أن تكون محميات طبيعية أو ذات طبيعة خاصة في مختلف مناطق إمارة رأس الخيمة. وأشار إلى أن بعض من هذه المواقع موثق عالمياً ومدون في بعض الدوريات والكتب التي تصدرها منظمات عالمية مثل الصندوق الدولي لصون الطبيعة وسيتم تصنيفها على حسب التصنيف العالمي للمحميات. وأضاف الغيص أن الهيئة قامت بإشراك الدوائر والمؤسسات الحكومية في الإمارة بتكوين لجنة مشتركة للنظر في أمر هذه المواقع من الناحيتين التراثية والتاريخية ومن ناحية التخطيط واستخدامات الأراضي ومن الناحية الجمالية. ولفت إلى أن هناك مشروعاً بحثياً علمياً تقوم الهيئة بتنفيذه حالياً عن الطيور والنباتات والحيوانات في الإمارة. وكشف أن الهيئة بصدد تصنيف نوع كل محمية على حدة؛ وذلك بغرض افتتاحها أمام الجمهور في القريب العاجل. وأشار إلى أن الهيئة تعمل على رفع مستوى الوعي البيئي بين سكان الإمارة حول أهمية الحياة البحرية والبرية وسبل المحافظة عليها من خلال مطبوعاتها التي تحتوي على معلومات باللغتين العربية والإنجليزية عن مختلف أنواع الطيور ومنها الفانتير “الفلامنجو الكبير” وغراب البحر وعقاب السمك وعن الحيوانات والنباتات منها شجر السدر والقرم والغاف التي تشتهر بها الإمارة. وكشف الغيص أن إمارة رأس الخيمة تولي اهتماماً كبيراً بالحفاظ على أشجار القرم التي تغطي مساحات كبيرة من خور مدينة رأس الخيمة ومنطقة عين ضاية وتحظى المنطقتان باهتمام حكومة رأس الخيمة لما تتميزان به من تنوع. وقال الدكتور سيف الغيص مدير هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة إن الهيئة بصدد تنفيذ دراسة شاملة لإعادة تأهيل نباتات القرم في عين ضاية شمال الإمارة الممتدة على مساحة 700 متر من خور الحليلة لمنطقة ضاية وتحتضنها أشجار القرم من نوع “أفاسينا مرينا”، وتعتبر حاضنة للأسماك والقشريات، كما أنها تتميز بكونها منطقة سياحية وتعليمية. وأشار إلى أن الهيئة تقوم بدراسة النظام البيئي لنباتات القرم الذي يعرف بالاسم العلمي له “أفاسينيا مارينا” في الإمارة وتم مؤخراً الانتهاء من تنفيذ مشاريع بحثية نفذها طلاب من تخصص الأحياء في قسم علوم الحياة بجامعة الإمارات، حيث كان مشروع التخرج البحثي الأول معني بدراسة تربة نباتات القرم، وكان الثاني معني بالتنوع البيولوجي للبيئة المائية في منطقة عين ضاية. يشار إلى أن إمارة رأس الخيمة حالياً تشهد موسم توافد الطيور المهاجرة إليها، وهي من ضمن الطيور التي تحلق في سماء الإمارات والبالغة 330 نوعاً من الطيور المقيمة والمتكاثرة والمهاجرة التي تجد في المناطق الساحلية والصحراوية وأعالي الجبال محطة لهجرتها.