عبد الرحيم حسين، علاء مشهراوي (غزة، رام الله)

يسود هدوء حذر في محيط قطاع غزة بعد ليلة نفذت خلالها الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات الغارات على أهداف في القطاع رافقها إطلاق الفصائل الفلسطينية عدداً من الصواريخ باتجاه إسرائيل، فيما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي قطع زيارته الى واشنطن من ردّ أقسى مما حصل حتى الآن، وأعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار عن تأجيل فعاليات المسير البحري بسبب الظروف الحالية.
وتوقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة عند الساعة السادسة صباح أمس بالتوقيت المحلي. وعلى مدار 12 ساعة، عاش مليونا فلسطيني في القطاع، أجواء رعب وخوف حقيقية مع توالي الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متعددة وبعضها يقع في مناطق مأهولة ومكتظة بالسكان في جميع أرجاء القطاع. وقال المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني في قطاع غزة أمس، إن قوات الاحتلال شنت أكثر من 50 غارة على القطاع دمرت خلالها عشرات المباني والمقرات والمواقع الفلسطينية وأدت إلى إصابة 10 فلسطينيين. وأضاف المكتب في بيان أن المقاتلات الحربية والمدفعية الإسرائيلية شنت نحو 50 غارة على أنحاء متفرقة من غزة، ما أدى إلى إصابة 10 فلسطينيين بإصابات تراوحت ما بين طفيفة إلى متوسطة. وذكر البيان أن طائرات الاحتلال استهدفت 5 مبانٍ سكنية ومقرات مدنية من بينها مقر شركة «الملتزم» للتأمين ومكتب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» وأحد المباني السكنية ومدرسة للتدريب على السياقة. وأوضح أن الطائرات استهدفت كذلك 9 مواقع عسكرية تابعة للفصائل الفلسطينية في شمال ووسط وجنوب القطاع، إضافة إلى الميناء البحري بمدينة خان يونس جنوب القطاع و20 قطعة أرض زراعية. وبعد عودته، توجه نتانياهو إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية بتل أبيب، حيث ترأس اجتماعاً أمنياً.
وقال في رسالة عبر الفيديو نقلت خلال المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية «أيباك»، جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل، المنعقد في واشنطن، «يمكنني أن أقول لكم إننا على استعداد لفعل ما هو أكثر بكثير، وسنقوم بكل ما في وسعنا للدفاع عن شعبنا والدفاع عن دولتنا».
وقال 3 وزراء في الحكومة الإسرائيلية، أمس، إنه لا يوجد وقف لإطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وقال يوفال شتاينتس العضو بالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينيت»، بحسب «كان حداشوت»، إن إسرائيل لم تعلن عن وقف إطلاق النار مع قطاع غزة. كما قال يسرائيل كاتس وهو أيضاً في «الكابينيت»، إن وقف إطلاق النار مع «حماس» لم يصبح ساري المفعول. وفي حديثه مع إذاعة «ريشيت بيت» العبرية، قال كاتس «لا يوجد وقف إطلاق نار، مضيفاً أن الجيش يواصل استهداف البنى التحتية لحركة «حماس». وقال ياريف ليفين وهو وزير من حزب اللكيود، لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن «من الواضح أنه لا يوجد وقف لإطلاق النار». وقال إنه سيتم الرد على إطلاق النار بإطلاق النار، مضيفاً أن «إسرائيل ستقوم بأي عملية مطلوبة لوقف التصعيد». وتابع أن «إسرائيل الآن عشية انتخابات وهذه فترة تعتبر حساسة، وعلى قادة حماس أن يدركوا أن الثمن الذي سيدفعونه سيكون غير مسبوق». وأصدرت الجبهة الداخلية في تل أبيب، أمس، تعليمات جديدة لمستوطني غلاف غزة بسبب الأوضاع الأمنية. وقالت القناة «13» بالتلفزيون الإسرائيلي، إن قيادة الجبهة الداخلية قررت اتخاذ تعليمات حتى اليوم بعد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. وأوضحت أن القرارات تتمثل بإلغاء الدراسة في جميع مستوطنات غلاف غزة وأوفاكيم وعسقلان ومرحافيم وشاطئ عسقلان وبني شيمون. كما تقرر تعطيل الدراسة في بئر السبع وأسدود بسبب التوتر مع غزة.
وفي سياق متصل، أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار وهيئة الحراك البحري عن تأجيل فعاليات المسير البحري. وقالت «الهيئة»، إنه وبسبب الظروف الحالية في قطاع غزة والتصعيد الإسرائيلي تقرر تأجيل الحراك البحري.
يذكر أن إسرائيل لا تزال تفرض حصاراً على قطاع غزة وتغلق معبري كرم أبوسالم التجاري وبيت حانون شمال القطاع تزامناً مع إغلاق سواحل غزة أمام الصيادين الفلسطينيين عقب سقوط صاروخ على منزل في شمال تل أبيب أسفر عن إصابة 7 إسرائيليين.
وفي الضفة المحتلة، اقتحم 38 مستوطناً، أمس، بينهم ثلاثة عناصر من مخابرات الاحتلال، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، حيث نفذوا جولات استفزازية في المسجد، واستمعوا إلى شروحات حول أُكذوبة «الهيكل المزعوم» قبل مغادرة الأقصى من باب السلسلة.
واعتدى مجموعة من المستوطنين على مدرسة الخنساء ببلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فيما أغلق جيش الاحتلال مداخل البلدة. وأفاد مدير بلدية تقوع تيسير أبو مفرح، بأن حوالي 40 مركبة تابعة للمستوطنين قامت بالتجمهر في محيط المدرسة وسط استفزازات للأهالي، ونوه إلى أنه تم إخلاء الطلبة قبل نهاية الدوام الرسمي، بعد تجمهر الأهالي بأعداد كبيرة، خوفاً على حياة أبنائهم، وتم إخراجهم وتأمين السلامة لهم، وصولاً إلى منازلهم.
وفي السياق، أخطرت قوات الاحتلال أمس، عائلتي الشهيد عمر أبو ليلى والأسير عرفات الرفاعية بقرار هدم منازلهم غرب سلفيت. وأمهلت قوات الاحتلال عائلة أبو ليلى حتى نهاية الشهر الجاري للاستئناف على قرار هدم منزلها. وقالت والدة الشهيد أبو ليلى، إن قوات كبيرة من جنود الجيش الإسرائيلي اقتحمت المنزل وقاموا بتمزيق صور الشهيد وسلمونا إخطار الهدم.