عواصم (وكالات)
أكدت منظمة الصحة العالمية، أمس، أنها لا تشجع على استخدام عقاقير معينة دون اختبارات موثقة، مشيرة إلى أنه ليس هناك علاج مثبت حتى الآن لـ«كورونا»، لكن يجري تجريب بعض الأدوية.
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأميركية سمحت باستخدام كلوروكين وهيدروكسيكلوروكين كعلاج لـ«كورونا»، ولكن في المستشفيات فقط، وهما عقاران مضادان للملاريا، يعلق عليهما الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، آمالاً كبيرة.
وطالبت المنظمة الحكومات بدعم الفئات الضعيفة في مجتمعاتها، مشيرة إلى أن «كورونا» يعوق عمل الأنظمة الصحية حول العالم.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة أكثر من 35 ألف شخص في أنحاء العالم، منهم 25 ألفاً في أوروبا، فيما أصيب زهاء 750 ألفاً في جميع الدول، تماثل منهم نحو 160 ألفاً للشفاء.
والدولتان الأكثر تضرراً في أوروبا هما إيطاليا التي تجاوز عدد الوفيات فيها 11 ألفاً، وإسبانيا، بواقع أكثر من 8 آلاف وفاة، وسجلتا معاً حوالي ثلاثة أرباع عدد الوفيات في القارة.
ولكن مايك ريان، المسؤول في منظمة الصحة العالمية، قال: «إن إجراءات العزل العام والتدابير الصارمة المعمول بها في إيطاليا خلال الأسبوعين الماضيين، يجب أن تؤدي قريباً إلى استقرار وضع وباء فيروس كورونا، ولكن المتابعة اليقظة ستكون ضرورية».
وأضاف ريان، كبير خبراء الطوارئ في المنظمة، في مؤتمر صحفي: «نأمل أن تكون إيطاليا وإسبانيا على وشك الوصول إلى ذلك، ولكن الفيروس لن ينحسر من تلقاء نفسه، ويلزم محاربته من خلال جهود الصحة العامة».
وفيما يتعلق بإيطاليا، قال ريان: «يجب أن نبدأ في رؤية الاستقرار، والحالات التي نراها حالياً تعكس بالفعل التعرض للإصابة قبل أسبوعين».
وفي غضون ذلك، انضمت موسكو ولاغوس، أمس، إلى أكثر من ثلاثة مليارات نسمة في العالم يلازمون منازلهم على أمل الحد من انتشار فيروس كورونا الذي بات الرئيس الأميركي يأخذه على محمل الجد مستعداً للأسوأ.
ولكن إجراءات العزل لمواجهة هذا الوباء لا تزال غير مطبقة إلى حد واسع في عدة دول في أفريقيا وأميركا اللاتينية خصوصاً.
وسجلت نيجيريا، الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أفريقيا بحوالي 200 مليون نسمة، أمس الأول 97 حالة معلنة، ولكن العدد قد يرتفع سريعاً، كما حذر وزير الإعلام لاي محمد. وفيما اقترب عدد الإصابات من 150 ألفاً في الولايات المتحدة، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يكثف الإجراءات، حيث مدد القيود المفروضة للحد من تفشي الفيروس.
ويأتي هذا التغيير في موقف ترامب الذي سبق وقال إنه يتطلع لعودة الحياة في البلاد لطبيعتها بحلول منتصف أبريل، في وقت حذّرت فيه بريطانيا وإيطاليا من أن الإجراءات المفروضة لاحتواء الوباء ستستمر لأشهر. وحذّر ترامب من أن الوضع قد يتدهور لبعض الوقت في الولايات المتحدة التي شهدت تضاعف عدد الإصابات خلال يومين فقط.
وأفاد بأن «التقديرات بناءً على النموذج الحالي تشير إلى أن معدّل الوفيات سيبلغ ذروته على الأرجح خلال أسبوعين»، معلناً عن تمديد إرشادات التباعد الجسدي حتى 30 أبريل، مضيفاً: «لن يكون هناك أسوأ من إعلان النصر قبل تحقيقه».
وتضغط الإصابات الجديدة على نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة. وبدأت جمعية خيرية بإقامة مستشفى ميداني في حديقة سنترال بارك في نيويورك للمساعدة في تخفيف العبء عن مؤسسات المدينة. وانعكست التداعيات الإنسانية للإغلاق العام الذي جمّد قطاعات ضخمة من الاقتصاد الأميركي، على مخازن الأغذية في نيويورك، حيث يقول المنظمون، إن الطلب بلغ ذروته.