خديجة حسن: الأطفال ينهلون العلوم والمعرفة داخل نادي القراءة
في قرية الملتقى ومن بين الكثير من الفعاليات والأنشطة الترفيه يحط «نادي القراءة» هذه الفكرة التي أسستها المتطوعة خديجة محسن من أجل إشاعة الفكر والثقافة وخلق جيل قارئ يؤمن بأن العلم والمعرفة سلاح هام، وهما وعاء الحضارة وعدة الأمم الراغبة في أخذ مركز الريادة بين نظيراتها.
نادي القراءة الـذي يستهدف الطفل بفئات عمره المختلفة، ويمكن الأطفال من التعامل مع الكتاب بعفوية وتلقائية تفتح شهيتهم لمزيد من التحصيل المعرفي.
تقول المتطوعة خديجة محسن حول مشروع نادي القراءة: أطفالنا بعيدين كل البعد عن هذا العالم المثير الذي يفتح لهم أفاقا واسعة من العلوم وينمي لديهم الحس الفني واللفظي، هذا الطفل الذي أصبح عبدا للألعاب الالكترونية التي تبث فيهم السموم الذي سرعان ما نجده قد ظهر على سلوكهم وتصرفاته، فهذه ليست مسؤولية لفرد واحد إنما المجتمع بأكمله لا بد أن يكون على قدر من الوعي في تعزيز وتكريس مبدأ القراءة في أطفالنا.
تتابع خديجة: فكرت في إنشاء نادي متنقل للقراءة يحط أينما وجد الأطفال، ووجدت الفرصة سانحة في ملتقى العائلة الذي يضم الكثير من الفعاليات والأنشطة المتنوعة، فاخترت المكان على مقربة من منطقة ألعاب الأطفال، كما هو معلوم أن الكتاب بوجه عام عنصر غير جاذب للأطفال مقارنة بالألعاب حيث يميل إليه الأطفال دون غيرها.
نادي القراءة
تتابع خديجة شرحها، وهي ترينا المكان: ربما تشاهدون أن النادي محدود المساحة، يضم عددا من القصص والكتب العلمية المصورة باللغتين العربية والانجليزية، التي تحاكي عقل الطفل وفكره، وقمت بجذب الأطفال إلى هذا النادي من خلال عمل بعض الأنشطة كالمسابقات، والورش الفنية كالتلوين ولكن بطريقة تجعل الطفل يتعرف على فحوى الكتاب وعلى وما يتضمنه من أحداث تدور حولها شخصيات القصة، وفي أحيانا أخرى أقوم بقراءة القصة على الأطفال، وبعد الانتهاء منها أطرح بعض الأسئلة حول مضمون القصة، والدروس المستفادة منها، كما أقوم بمكافأة الأطفال ومنحهم بعض الهدايا التشجيعية الذي يمنحهم دافعا للاستمرارية، فالقصص الهادفة تعمل على تعزيز السلوك الحسن والايجابي في شخصية الطفل. وتجعله يستطيع أن يميز الصواب من الخطأ.
وتضيف قائلة : وإيمانا مني بضرورة تأصيل فعل القراءة فقد نفذت على هامش النادي فعاليات مصاحبة كورشة تزيين الأقلام ومسابقات للأطفال تتضمن أسئلة عن القصة التي يتم الانتهاء منها مشيرة إلى أنها تجلس وتقرا قصصا لزوار الركن وتناقشهم في نهاية الأمر عن الفكرة والفائدة.
تتابع خديجة: إن ابتداع طرق للفت الأطفال هدفها في نهاية الأمر هو (المحصلة) التي يخرج به القارئ من هذه الوسائط القرائية المختلفة وهو ما يستدعى إتقان مهارة الإبداع معها والإلمام بكيفيتها وطرائقها وهذا ما نجحنا في ترسيخه وتأكيده بمساعدة اللجنة التنظيمية التي كانت اليد الداعمة والمساعدة في كل خطوة.
غياب القدوة القارئة
وترى محسن قائلة إن ابتعاد الطفل عن القراءة، إنما يعود لعدم وجود القدوة في المنزل، فالطفل بطبيعة الحال يحب التقليد، فبمجرد قيام الآباء بقراة كتابا ما فلا يلبث الطفل أن يحذو والدية، هنا لابد أن يفطن الآباء لهذا السلوك ومحاولة تعزيزه من خلال إنشاء مكتبة خاصة للطفل في غرفته يقوم هو بنفسه بترتيبه، وتنميته من خلال أخذه إلى معارض الكتاب، والمكتبات العامة، و مساعدته على انتقاء الكتب والقصص التي تتلاءم مع عمره، بحيث تضم مكتبته الكتب الملونة، والقصص الجذابة، والمجلات المشوقة،، ولابد ألا يقف الآباء أمام رغبة الطفل في انتقاء كتاب ما لفت انتباه، ومحاولة أخذ الطفل بين فترة وأخرى إلى متاجر الكتب، كل هذه الأمور إنما يجعل الطفل يعيش في جو قرائي جميل، يشعره بأهمية القراءة والكتاب، وتنمو علاقته بالكتاب بشكل فعّال. كما أن إعطاء الآباء جزء من وقتهم في الجلوس مع أطفالهم وتناول كتاب ما يتناول قصة مشوقه وجذابة،فهم بذلك يمارسون أفضل الأساليب لغرس حب القراءة في أطفالهم، ويكمن تخصيص يوم واحد في الأسبوع لطرح كتاب معين، ولكن دائما عملية تقديم وعرض القصة من قبل الآباء يجعل الطفل في فضول وشوق لسماع القصة ومحاولة التعرف على ما يدور في الكتاب الذي بين يديه، من خلال القراءة المعبرة، وتمثيل المعنى، واجعلها نوعاً من المتعة، وجعل وقت القراءة وقته مرح ومتعة، ومحاولة طرح قضية معنية تتناولها القصة، ومناقشة الأطفال فيه وطرح عليهم بعض الأسئلة حول الفكرة.
فلا يمكن أن ننكر أن جلسات القراءة بشكل مستمر، وبوقت محدد، إنما يعزز في الطفل قيمة هذا الوقت الذي يجده فيه متعته وهو يستمع إلى القصة، بأسلوب محاكاة شخصيات القصة، ومن الجميل أيضا أن يقوم الطفل بنفسه في اقتناص دور الشخصيات في مشهد تمثيلي هذا الأمر يساعده على تعلم لغة الكتب وفهما. كما لابد أن يتحلى الآباء بالصبر والتأني في طرح القصة، حتى يشعروا الأطفال بمتعة القراءة. كما لابد أن يحاول الآباء أن يستثمروا وقت فراغ أطفالهم بما يعود عليهم بالفائدة، حتى أثناء قيام الطفل برحلة مدرسية من الجميل أن يقتني كتاب مفيد يحاول أن يمرره بين زملائه في المدرسة، وهو بذلك أيضا سيجعل الآخرين ينتهجون نهجه ويحاولون اقتناء بعض الكتب الشيقة و يتبادلونها في ما بينهم.
المصدر: دبي