حمدان بن زايد يدعو إلى تعزيز المبادرات لإيجاد حلول للأمراض المستعصية
دعا سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، إلى تعزيز المبادرات الصحية الإنسانية وتشجيع الدراسات وأعمال البحوث لإيجاد الحلول لبعض الأمراض التي ما زالت مستعصية على العلم والعلماء.
وأكد سموه أن أي تقدم في هذا المجال هو نصر للإنسانية وفتح من اجل تعزيز أوجه الرعاية الصحية وإنقاذ الحياة.
وطالب سموه في كلمة له في افتتاح مؤتمر ومعرض دبي العالمي للإغاثة والتطوير (ديهاد 2010)، المنظمات والمؤسسات الإنسانية بإقامة شراكات هادفة وبناءة فيما بينها لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للعمل الإنساني.
وكانت سفيرة الأمم المتحدة للسلام ورئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، افتتحت أمس الدورة السابعة من مؤتمر ومعرض دبي العالمي للإغاثة والتطوير (ديهاد 2010) والذي يستمر حتى السادس من أبريل في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه احمد حميد المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر، في افتتاح اعمال المؤتمر الذي يقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “إن الإرث الحضاري للدولة في المجال الإنساني والذي وضع لبنته الأولى المغفور له بإذن الله تعالى الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على نهجه قيادة الدولة الرشيدة، جعل منها الاختيار المناسب لاحتضان هذا الحدث الإنساني الكبير للمرة السابعة على التوالي”.
وأشار إلى أن دولة الإمارات بجانب موقعها الاستراتيجي كجسر للتواصل بين الشرق والغرب وبنيتها المؤهلة في النقل والتموين والتخزين والدعم اللوجستي، فإنها تهتم كثيرا بالشأن الإنساني الذي هو شغلها الشاغل ووسيلتها لتعزيز التعاون والسلام والمحبة بين شعوب العالم كافة.
وذكر أن مؤتمر ومعرض “ديهاد 2010” ترجمة حقيقية لتوجهات دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في المجال الإنساني.
وأكد أن المؤتمر هو الحدث الإنساني الأكبر في المنطقة الذي يهتم بأكثر القطاعات حيوية وأسرعها نموا في الوقت الحاضر.
ونوه إلى أن المؤتمر يجسد على ارض الواقع دور الإمارات في النهوض بالعمل الإنساني وترقيته وتطويره ليواكب الاحتياجات المتزايدة لضحايا الأزمات والكوارث ويلبي طموحات المنظمات الإنسانية التي تواجه تحديات كبيرة داخل الميدان.
وقال سموه، “يجيء انعقاد هذا المؤتمر في وقت أحوج ما يكون له العمل الإنساني والاغاثي من تضامن وتآخي وتنسيق في المواقف والبرامج المشتركة”.
وأضاف، أن “شعوب العالم من حولنا تئن تحت وطأة الأزمات والكوارث وتواجه شتى صنوف المعاناة، ويشهد العالم اليوم تحولات كبرى في مختلف المجالات وهى تحولات جوهرية لكنها تحمل في طياتها الكثير من المفارقات”.
وأوضح سموه، انه في الوقت الذي انحسرت فيه المسافات والأزمنة وتقاربت الشعوب، نجد أن الأوضاع الإنسانية في ترد مريع، وآلام البشرية وأوجاعها في ازدياد مستمر، والهوة بين الأغنياء والفقراء في اتساع مخل.
ولفت إلى أن هذه المعطيات أفرزت واقعا جديدا على عمل المنظمات الإنسانية التي وجدت نفسها أمام تحديات كبيرة لابد من مواجهات لضمان استمرارية عملها وتعزيز وجودها في مختلف الميادين والساحات، للحد من تفاقم أوضاع الشرائح التي تستهدفها.
الشراكة الاستراتيجية
وشدد سموه على أهمية تحقيق المزيد من الشراكة الإستراتيجية التي تلبي طموحات الجميع على الساحة الإنسانية وتقوية أواصر التعاون بين المنظمات من اجل تعزيز المبادئ والقيم النبيلة التي تعمل من اجلها.
وأكد سموه أن الإمارات لن تدخر جهدا في تقديم كل ما من شأنه أن يحقق الأهداف المنشودة ويلبي التطلعات المرجوة، ويعزز الصلات بين المنظمات الإنسانية من اجل مستقبل أفضل للعمل الإنساني وحياة كريمة للفئات الأكثر احتياجا.
ونوه حمدان بن زايد، إلى أن أهمية المؤتمر تنبع من كونه يناقش قضايا حيوية تتعلق بالتحديات الصحية المستقبلية خاصة بعد تفاقم ما يسمى بالكوارث الصامتة المتمثلة في أمراض العصر الفتاكة مثل نقص المناعة المكتسبة “الايدز” وغيرها من الأوبئة التي وجدت في الدول الفقيرة مرتعا خصبا لانتشارها.
وقال سموه ، إن “المياه الملوثة تقتل مليون ونصف المليون طفل سنويا، في الوقت الذي لا يحصل فيه 884 مليون شخص حول العالم على المياه النظيفة، ويعاني 2,7 مليار شخص بينهم 980 مليون طفل من غياب المنشآت الصحية اللائقة”.
وأكد أن توفير الخدمات الصحية اللازمة لمستحقيها في كل مكان حول العالم ضرورة لا غنى عنها وهدف حيوي يجب أن نعمل من أجله جميعا، لان الأمراض والعلل من اكبر معوقات التنمية ومن أهم أسباب تخلف المجتمعات الهشة عن ركب الحضارة البشرية.
وأفاد سموه أن الإحصائيات السابقة تشير بوضوح إلى نقص كبير في وسائل الرعاية الصحية في الدول الأكثر هشاشة خاصة فيما يتعلق بصحة الأمومة والطفولة مما يتطلب العمل معا بقوة لإيجاد الحلول الملائمة لتحسين الحياة ورفع المعاناة وصون الكرامة الإنسانية.
شركات الاغذية
وطالبت سمو الأميرة هيا بنت الحسين، بإيجاد إستراتيجية للتعامل بين شركات الأغذية والجهات الصحية، محذرة من خطورة زيادة الوزن وارتفاع مستويات السمنة بين البشر.
ودعت إلى تغير “ثقافة المساعدات الإنسانية” بتقديم ما يحتاج إليه المتضررون من الكوارث والأزمات في الوقت المناسب، مشددة على ضرورة التوفيق بين جهود منظمة الأمم المتحدة والجهات المحلية في البلدان المتضررة.
وأكدت الحاجة إلى تعديل السلوكيات وتشجيع أنماط الحياة الصحية لتقليص العبء المتنامي بشدة في مجال نقص الغذاء أو الإصابة بأمراض ناتجة عن البدانة.
وقامت سمو الأميرة هيا بنت الحسين بجولة في أنحاء تفقدت خلالها المؤسسات والجمعيات الخيرية ووكالات الغوث والهيئات الحكومية والغير حكومية والشركات العارضة كمؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي و(تكية) أم علي وبرنامج الغذاء العالمي.
وافتتحت سموها معرض للصور الفوتوغرافية الخاصة ببرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تضمن 30 صورة تبرز عمل برنامج الأغذية العالمي واليونيسف مع الأطفال في جميع أنحاء العالم لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
وتشمل الصور على لقطات لمشروعات الوجبات المدرسية التي يقوم بها برنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق، وللأطفال النازحين داخلياً في اليمن، وكذلك عمليات التعامل مع حالات الطوارئ والإغاثة في هايتي، وبرامج اليونيسف التعليمية والصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وحضرت سموها مراسم افتتاح مؤتمر “ديهاد 2010” الذي يقام هذا العام تحت شعار “التحديات الصحية العالمية في المستقبل، تأثيراتها وطرق التعامل معها”، بمشاركة أهم الناشطين والرؤساء التنفيذيين والقادة في العمل الإنساني على نطاق العالم.
ويستعرض مؤتمر ديهاد لهذا العام أبرز المشاكل الصحية التي ترافق الكوارث والأزمات، ويسعى المؤتمر إلى جذب الانتباه العالمي للكوارث والأزمات التي يعاني منها العالم حالياً مثل نقص المعايير الصحية والغذاء بالإضافة إلى عدد من المشاكل الأخرى مثل ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراتها.
وقالت سموها، إن “الحل التقليدي للجوع هو بكل بساطة إنتاج مزيد من الطعام، أي مزيد من القمح أو الذرة أو الأرز، لكن الأمر ليس بهذه البساطة”.
واستعرضت سموها العديد من الإحصائيات حول الفقر والجوع في العالم، مشيرة إلى أن البيانات التي تم جمعها قبل زيادة أسعار الغذاء تبيّن أن الأطفال الذين ينتمون للأسر الأشد فقرا في البلدان النامية يزيد احتمال إصابتهم بنقص الوزن مرتين عن أمثالهم ممن ينتمون للأسر الأعظم ثراء.
دقيقة حداد على روح أحمد بن زايد
نعى “ديهاد 2010” الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان رئيس جهاز أبوظبي للاستثمار رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والانسانية، ووقف الحضور دقيقة حداد على روح فقيد البلاد.
جهود كبيرة لـ«الهلال الأحمر»
أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، أن الهيئة لم تكن بعيدة عن التداعيات الناجمة عن التردي الصحي في المناطق الهشة”.
وأشار إلى أن الهيئة أدركت مبكرا أهمية تعزيز الشراكة مع نظيراتها في المجال الإنساني خاصة في الجانب الصحي الذي تعتبر أكثر القطاعات تأثرا بالأزمات العالمية مما أثقل كاهل الشرائح والفئات الضعيفة التي لا تقوى على توفير تكاليف العلاج الباهظة.
وذكر أن الهيئة خطت خطوات كبيرة في هذا الصدد ونسجت العديد من الشراكات الهادفة والبناءة مع عدد من الجهات العاملة في الحقل الطبي سواء على المستوى المحلي أو الخارجي مما احدث نقلة نوعية في برامج الهيئة ومشاريعها الصحية.
وتطرق سموه إلى تأسيس الهيئة عددا من المستشفيات الميدانية والفرق الطبية في عدد من التخصصات الحيوية مثل أمراض القلب والعيون والصمم ورعاية الأمومة والطفولة، منوها أن تلك الفرق عملت على تحقيق تطلعات الهيئة في تخفيف المعاناة الصحية للكثير من الشعوب التي تعاني من وطأة الظروف.
وزارت الهيئة العديد من الدول وقدت خدماتها العلاجية المجانية للشرائح الضعيفة، مشيرا إلى زيارة المستشفى الإماراتي العالمي للاستجابة للطوارئ هايتي وتقديم خدماته العلاجية لآلاف الناجين من كارثة الزلازل المدمر الذي ضرب هايتي مؤخرا.
التحديات الصحية الملف الرئيسي
قال إبراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الانسانية والثقافية ونائب رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية، خلال حفل الافتتاح: “يساهم مؤتمر ومعرض دبي الدولي للإغاثة والتطوير “ديهاد” بفتح الباب لكافة المهتمين في العالم لمناقشة ومتابعة أخر المستجدات والبرامج التي يمكننا الاستفادة منها عندما نقوم بدورنا في عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية“.
وأضاف: “قد قامت اللجنة العلمية باختيار موضوع التحديات الصحية لهذا العام نظراًَ لما تواجهه مجتمعاتنا من تحديات كبرى سواء من حيث الكوارث الطبيعية التي تضرب كثيرا من دول العالم، والحروب والأزمات.
الجوع أسوأ مشكلة
قالت الفنانة هند صبري سفيرة برنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع إن الجوع يعتبر أسوأ مشكلة يعاني منها العالم اليوم، وخاصة أن ضحاياه في كل عام أكثر من ضحايا أمراض الإيدز والسل والملاريا مجتمعة. وأشارت إلى أن المصابين بسوء التغذية هم أكثر عرضة للأمراض، وأن سوء التغذية هو السبب الرئيسي وراء أكثر من ثلث حالات وفيات الأطفال دون الخامسة، وتبلغ 3.5 مليون وفاة سنويا.
المصدر: دبي