منى الحمودي (أبوظبي)
«الجيش الأبيض».. أبطالنا من الأطباء والممرضين والكوادر والهيئات الإدارية العاملين في المجال الصحي الذين يقفون في خط دفاعنا الأول، لحمايتنا من «كورونا»، يعملون بأقسام الطوارئ لأوقات طويلة تصل لـ10 ساعات وتزيد، يفحصون خلالها جميع الحالات من البسيطة إلى الأكثر خطورة، سلاحهم الإيمان بكفاءتهم العالية وثقتهم بما تسخره الدولة من مقومات لرفع الجاهزية الكاملة، ويشكلون بخبرتهم وعلمهم حائط الصد الأول لمنع انتشار الفيروس.
جنود جيشنا الأبيض يؤكدون أن الوطن أولوية، وهو الأهم والأبقى، الذي منح وأعطى كثيراً لأبنائه ليصلوا إلى ما هم عليه الآن من علم وتفوق، وحان الوقت لإيفاء الوطن حقه ورد جميله، معاهدين القيادة على العمل بجد واجتهاد لتجاوز المرحلة الراهنة، ورغم الضغوط والإرهاق يحرصون على التعامل مع المرضى بإحسان وإنسانية مع المرضى.
واليوم مع يوم الطبيب العالمي، تسلط «الاتحاد» الضوء على أبطال الصف الأول من أطباء وممرضين وفنيين وكوادر وإدارات صحية، تركوا ذويهم وبيوتهم، ونذروا نفسهم دفاعاً عن مجتمع دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين وزوار، ليكونوا خط دفاعنا الأول يواجهون المرض بكل بسالة وكفاءة.
ويذكر الدكتور خلدون الخالدي استشاري طب طوارئ متخصص في الطوارئ والأزمات، أنه ومجموعة من الأطباء قرروا أن يبقوا بعيداً عن أسرهم في الوقت الحالي رغم الاشتياق لهم، وذلك بحجز أماكن سكن بعيدة عن عائلاتهم، محققين التباعد الجسدي، حفاظاً عليهم وعلى أفراد المجتمع.
بينما يوضح عبدالله المحيربي (تقني مختبرات في مدينة الشيخ خليفة الطبية)، بأن دوره يتلخص في استلام وفرز وتجهيز العينات، ويعمل تقريباً من 12 إلى 14 ساعة يومياً، مؤكداً أن العمل في المختبر يجب أن يتم إنجازه بأسرع وقت خصوصاً بوجود مرضى ينتظرون نتائج الفحص.
فيما تشير أميرة الشحي، (تقني مختبرات في مدينة الشيخ خليفة الطبية)، إلى أنها تقوم بفحص العينات المشتبه فيها، لمعرفة ما إذا كانت إيجابية أو سلبية وتعمل لأكثر من 14 ساعة، مشيرةً إلى أن العمل في القطاع الطبي لا ينظر لساعات أو مواعيد بل هو قائم على الإنسانية والإيثار والجد والاجتهاد.
وتقول ميثة المنصوري (تقني مختبرات في مدينة الشيخ خليفة الطبية): «دوري هو تسجيل النتائج والتواصل مع الأطباء المختصين، وأعمل لنحو 14 ساعة في اليوم. مضيفة «العمل في المختبرات مهم جداً لتشخيص الحالات، ونحاول العمل بكل ما لدينا حتى يتم الإنجاز والحصول على النتائج بأسرع وقت ممكن».
وتلفت فاطمة البلوشي، (ممرض قانوني قسم الطوارئ)، إلى أنها فضلت في الوقت الحالي عزل نفسها في غرفتها الخاصة عندما تعود للمنزل، وذلك تجنباً واحتياطاً لوجود أسرتها في المنزل، خصوصاً وأنها تعمل لمدة 12 ساعة في اليوم وفي مختلف الأوقات صباحاً ومساءً.
وتضيف أسماء المسماري (ممرضة في قسم الطوارئ): «إنها تعمل 12 ساعة يومياً ولكنها مستعدة للعمل 24 ساعة في أي وقت. وبحكم طبيعة عملها فإن عليها الحضور خلال 3 إلى 5 دقائق في العمل في حالة مغادرتها ووجود الحاجة لها.
وتقول: إن دور الممرض ليس الفحص فقط، بل هناك دور إنساني كبير في التخفيف عن المرضى وطمأنتهم والرفع من معنوياتهم، ونحن للوطن جنود، ونحن مستعدون، في أي وقت، مهنتنا إنسانية نتعامل بتساوٍ مع الجميع، وهذا هو نهج دولتنا وقادتنا ونحن نتبعه.
تركت أبنائي
تذكر حصة الشحي ممرض مسؤول رئيسي بالإنابة، اختصاص عناية مركزة، أنها تركت أبناءها لدى عائلتها لفترة أكثر من شهر، ولم تقترب منهم وذلك حفاظاً عليهم وعلى المجتمع، مشيرةً إلى أنها في الوقت السابق ما إن تدخل المنزل حتى تفرح برؤية أبنائها الذين تنسى بمجرد رؤيتهم تعب وشقاء المهنة.
وتقول: «نحن نحميكم ونرعاكم، ننتظر أن تنتهي الأزمة الحالية حتى يعود الأمان وأن نكون بخير جميعنا، وأن نكمل رعاية هذه الدار بكل ما تستحقه، وإننا لخدمة هذا الوطن حاضرون بكل وقت».