سعيد الصوافي (أبوظبي)

أكد مختصون في علم النفس، أن المصاب بفيروس كورونا يحتاج للدعم النفسي من قبل الأسرة والأصدقاء والمجتمع، وذلك لما يمر به من ضيق نفسي لا يستهان به منذ مرحلة انتظاره لنتائج الفحوص، مروراً بالحجر الصحي، ولحين تماثله للشفاء.
وأشار المختصون إلى أن العلاج النفسي يعتبر علاجاً حقيقياً وداعماً للمصابين بفيروس كورونا، ويلعب دوراً أساسياً في تعزيز قدرة المريض على مقاومة المرض ويساعد في سرعة شفائه، لأن القلق والتوتر والخوف لا تؤثر فقط على الصحة النفسية للإنسان وإنما تضعف أيضاً مناعة الجسم، وبالتالي تؤثر على قدرته على التعافي التام.
ونوهوا بضرورة تعزيز الصحة النفسية لدى العاملين في الصفوف الأمامية، فهم بحاجة كذلك للدعم النفسي لما يخوضونه من تجارب يومية، لاسيما الأطباء وطواقم الكوادر الصحية الذين يعزلون أنفسهم عند عودتهم للمنزل بعد انتهاء فترة عملهم اليومية لفترة قد تكون طويلة ما يؤثر على صحتهم النفسية.
وذكروا أن القلق والتوتر سواء للمصاب بالفيروس أو للكوادر الطبية يحتاجان لعلاج اجتماعي مكثف، بحيث يتجنب المريض العزلة، وهذا الشيء لا يمكن تحقيقه في فترة الحجر الصحي والعزلة المنزلية، ولكن بفضل توافر وسائل التكنولوجيا الحديثة فإنه يمكن التواصل معهم عبر الاتصال المباشر من قبل أقاربهم وأحبائهم وأصدقائهم كشرط رئيس للتخلص من تلك المشاعر.
وقال الدكتور جاسم المرزوقي، استشاري العلاج النفسي، بشأن المصابين بـ«كورونا» ومدى حاجتهم للعلاج النفسي: لاشك في ظل الأزمة والتطورات والمعلومات التي أصبحنا نستقيها من كافة القنوات، والتي قد يكون بعضها غير دقيق أو موثوق، فإن ذلك قد يزيد من وتيرة تزايد تأزم الحالة النفسية من اكتئاب وقلق وخوف وتزداد حدة لدى الأشخاص الذين يعانون بالأساس هذه الأعراض.
وأضاف أنه «بحسب تقدير الأطباء والفرق العلاجية الموجودة مع المصابين في أماكن العزل، يتم تقييم وتقدير مدى حالتهم النفسية فيما إن كانوا بحاجة إلى العلاج النفسي أم لا، ومن ثم يتم تقييم مسألة ما إذا كانوا بحاجة إلى أدوية أو أي عقاقير طبية مرتبطة بالحالة النفسية للمصاب».
وبحسب دراسة للعاملين في مجال الرعاية الصحية أجريت في أكثر من 30 مستشفى شملت العاملين في الصفوف الأمامية الذين يتعاملون بشكل مباشر مع المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا أو المصابين به، أفادوا بأنهم يعانون أعراض القلق والاكتئاب والأرق، حيث أبلغ العديد من الممرضين والأطباء عن معدلات عالية من القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة بعد مشاهدتهم أحداثاً مؤلمة ورؤية العديد من الوفيات في مختلف بلدان العالم، ومعظمهم عانى الشعور بالذنب المرتبط بالاختيار بين المرضى الذين سيتم وضعهم على جهاز التنفس الصناعي من عدمه، وهو قرار مفجع قد يسبب تأثيراً نفسياً طويل الأمد بحسب الدكتورة دوللي حبال اختصاصية تشخيص ومعالجة الأمراض النفسية.

ضغط نفسي
بينت الدراسة أن العاملين لا يتمتعون برفاهية البقاء في منازلهم، حيث ينفصلون عن عائلاتهم لأسابيع لتجنب نقل الفيروس إليهم، ومن غير المستغرب أن صحة هؤلاء العاملين والمرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا معرضة لأمراض نفسية عديدة.
وأوضحت أن المعركة هي على جبهتين، الطبية والنفسية، والأخبار غير السارة أن العزلة والحجر الصحي يسببان ضغطاً نفسياً كبيراً، ولذلك فإن الدعم النفسي يلعب دوراً أساسياً في تعزيز قدرة المريض على تخطي تلك المرحلة.
أما بالنسبة للأشخاص غير المصابين بالفيروس، فعليهم أن لا يبالغوا في تعظيم التهديد وأن يقللوا من قدرتهم على التعامل معه، مبينة أن القلق المفرط ينشر الذعر غير المفيد ويؤدي إلى عدوى عاطفية. وعلى كل فرد أن يتمسك بمصادر موثوقة والاطلاع على احتياطات السلامة الرئيسة وأن يكون داعماً للآخرين.