شروق عوض (دبي)

يستعد الإماراتيون لموسم جني ثمار السدر «النبق»، اعتباراً من منتصف يناير الجاري، حيث يتواصل عطاء شجرة الخير في الشوارع والمتنزهات والبيوت والحدائق. ويعود ارتباط شجرة السدر عند الإماراتيين والعرب عموماً إلى العطاء الواسع والنعمة والقداسة لذكرها في القرآن الكريم، بحيث يشكل جني السدر موسم فرح يزيّن حياة الإماراتيين، نتيجة إدراكهم للفوائد المتوافرة في هذه الشجرة التي تمثل إرثاً حضارياً ومصدراً مهماً للثروة الوطنية وقيمة اجتماعية تراثية، ارتبطت بالدين والتاريخ والخير والبركة, ولها استعمالات في الطب القديم، منها علاج أمراض الجهاز التنفسي، والاضطرابات المعدية، وقشرة الشعر، وإزالة الأورام، والانتفاخات، والحساسية، ومعالجة الكسور وغيرها الكثير من الأمراض.
وقالت هبة الشحي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالإنابة في وزارة التغير المناخي والبيئة لـ «الاتحاد»: شجرة السدر رمز وطني وموروث تاريخي شاهد على حضارات الماضي، ومن مميزاتها أنها شجرة معمرة عاشت مراحل تاريخية في حياة أهل الإمارات خاصة والعرب عامة، لأنها ممثلة للبيئة الصحراوية، وتتحمل الحر الشديد والجفاف والبرودة، وترتبط هذه الشجرة عند أهل الإمارات عامة بالكثير من الأسرار والفوائد الطبية والبركة والخير والعطاء الواسع والنعمة الكبيرة.
وأوضحت أن شجرة السدر تعد من أهم الأشجار المثمرة والأكثر انتشاراً في معظم مناطق دولة الإمارات، كما أنها من الأشجار التي تتحمل درجة ملوحة تصل إلى 9000 جزء في المليون، علاوة على تحملها للحرارة ومقاومتها للجفاف، حيث تنمو في المناطق التي تسقط عليها الأمطار، بمعدل 100 مليمتر في العام، ويصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، وللجذع قلف خشن، وفي بعض الأحيان يكون مقسماً قرب القاعدة، وتاج الشجرة مستدير الشكل، وفترة إزهارها تمتد من سبتمبر إلى نوفمبر، ومن مارس إلى مايو.وأكدت أن أشجار السدر المزروعة حديثاً تحتاج إلى الري المعتدل والمنتظم في مراحل النمو الأولى، والتقليم من 3 إلى 4 أفرع جانبية قوية مزروعة في اتجاهات مختلفة على الساق، وإزالة ما عداها من الأفرع، لتكوين هيكل قوي للشجرة، أما أشجار السدر البالغة فتحتاج إلى عملية تقليم خفيفة يقتصر على إزالة الأفرع الجانبية والمريضة والمتشابكة والمتزاحمة والقريبة من سطح الأرض أو الأفرع التي تعيق حركة السير حول الشجرة إذا كانت مزروعة في حديقة المنزل، لافتة إلى أن أشجار السدر تحتاج إلى التسميد العضوي مرة واحدة سنوياً والكيميائي ثلاث مرات سنوياً، والمصائد الفرمونية لمكافحة آفة ذبابة النبق والفاكهة، إضافة إلى المبيدات الملائمة لمكافحة الآفات الأخرى فور ظهورها على الشجرة.
وعزت الشحي أسباب اهتمام المواطنين بأشجار السدر إلى سببين أحدهما يتعلق بمكانة هذا النوع من الأشجار في القرآن والسنة، حيث تم ذكرها في القرآن 4 مرات،، كما تم ذكرها في بعض الأحاديث النبوية، والثاني يتعلق بفوائد واستخدامات السدر المتمثلة في كونها شجرة ظل يستظل بها الإنسان من حرارة الشمس، وتعتبر من أشجار الزينة، إضافة إلى أن ثمارها «النبق» تؤكل، لأنها ذات قيمة غذائية عالية، وتعتبر من الأشجار المهمة للنحل الذي يتغذى على رحيق أزهارها، وينتج عسل السدر الشهير الذي يباع بأغلى الأسعار، وتستخدم أخشابها حطباً للوقود، وفي بعض الصناعات الخشبية كصناعة الآلات الزراعة، وثمارها صغيرة حلوة المذاق تسقط من تلقاء نفسها عندما تنضج.