أسماء الحسيني (القاهرة، الخرطوم)
أصيب 7 سودانيون خلال مسيرة للإسلامويين «الإخوان» فلول النظام المخلوع في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة. وحملت لجنة أطباء السودان حكومة ولاية الجزيرة ولجنتها الأمنية كامل المسؤولية، واتهمتها بالتواطؤ، لسماحها لكيان منحل بقرار من الحكومة، ومنبوذ بأمر الثورة أن يتجمع أفراده، وينصبون مكبرات الصوت، ويهددون الثوار أمام مرأى ومسمع الشرطة.
وأكدت اللجنة أن تأخير تعيين الولاة المدنيين هو مدخل للردة، وحجر عثرة في سبيل التحول الديمقراطي، واستكمال ركائز الحكومة المدنية، وطالبت بضرورة استكمال مؤسسات الحكم الانتقالي ممثلاً في تعيين ولاة الولايات والمجلس التشريعي.
وقال شهود عيان لـ«الاتحاد»، إن أحد المشاركين فيما يسمى «موكب الزحف الأخضر» الذي دعا إليه فلول النظام السابق أطلق الرصاص الحي على متظاهرين آخرين في مسيرة مناوئة للإسلامويين، مما أدى إلى وقوع إصابات.
وخرج المشاركون في مظاهرة فلول النظام السابق يهتفون ضد الحكومة الانتقالية، ويطالبون بإسقاطها وإسقاط رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وقد اشتبكوا مع آلاف من مؤيدي الثورة السودانية والحكومة الذين انتظموا في مظاهرة أخرى، ورددوا هتافات مناوئة لفلول النظام السابق.
وأثار سماح الشرطة السودانية بمسيرة الفلول غضب الثوار في مدينة ود مدني وأعضاء لجان المقاومة السودانية الذين قالوا إن «هؤلاء لا ينبغي السماح لهم بتسيير المظاهرات؛ لأنهم مخربون وقتلة».
وفي هذه الأثناء، حذر خبراء ومحللون سياسيون سودانيون في تصريحات لـ«الاتحاد» من مغبة التساهل مع فلول النظام السابق، والسماح لهم بتنظيم المظاهرات تحت دعاوى حرية التعبير والديمقراطية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي وائل محجوب، إنه «لابد من إنهاء حالة التراخي والسيولة في التعامل مع أتباع النظام السابق وحزبه المنحل»، معتبراً أن «التساهل في التعامل معهم وتركهم يتجمعون ويخططون للنيل من الحكم أمر خطير».
كما حذر محجوب من مخاطر ترك الحكومات المحلية وحكومات الولايات في أيديهم، ودعا الحكومة إلى «حسم أمرها فوراً بتعيين الولاة الجدد والقيام بتغييرات في وزارة الداخلية، وملاحقة عناصر الحزب المنحل وكوادره العسكرية والأمنية، وإلا فالسودان مهدد بكارثة كبيرة».
من جانبها، قالت الناشطة السودانية شاهيناز جمال: «إن المواكب التي يخرج إليها فلول النظام السابق بالمسدسات ينبغي حظرها وحظرهم من القيام بأي نشاط سياسي».
وعلى صعيد آخر، توجه الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني إلى ولاية سنار في زيارة. وقالت مصادر الحزب لـ«الاتحاد»، إنها تأتي دعماً للحكومة الانتقالية ومكتسبات الثورة، وللتبشير بالسلام العادل والتحول الديمقراطي، ولحشد كوادر الحزب في مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية. وكان في استقبال المهدي جماهير غفيرة من كوادر حزبه وجماهير الولاية.
في غضون ذلك، اعتبر عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان أن زيارة رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك لمنطقة كاودا معقل الحركة الشعبية لتحرير السودان بولاية جنوب السودان تمثل الاتجاه والطريق الصحيح لحل الأزمة السودانية، داعياً أبناء الشعب السوداني لوضع لبنة أساسية وحقيقية لحل مشاكل السودان من داخل السودان، وأن يكون الهدف الأساسي هو مخاطبة جذور الأزمة التاريخية منذ الاستقلال.
ودعا نور إلى وضع قضايا الوطن في المقدمة، والتي تتمثل في قضايا السلام والاقتصاد والمواطنة، مشددا على ضرورة تفادي ذهنية المحاصصة إلى ذهنية الوطن الواحد، وأشار إلى أن زيارة حمدوك تأتي ضمن عملية التغيير الشامل الذي يعيشه السودان.