أدوية الزكام والسعال بدون وصفة تعرض الأطفال للخطر
أبوظبي (الاتحاد) - لا يتردد الكثير من الآباء في قصد أقرب صيدلية وشراء أدوية زكام أو سعال لأطفالهم الرضع، خاصةً في فصل الشتاء الذي يتميز بشيوع الأمراض الموسمية. وعلى الرغم من إصدار السلطات الصحية في مختلف البلدان مذكرات تحذيرية تنبه الآباء إلى عدم الإقدام على ذلك حتى لا يتسببوا لأطفالهم في حالات تسمم تصل أحياناً إلى الموت، فإن معظم الآباء لا يجدون غضاضةً في الاعتراف بأنهم لا يستشيرون الأطباء عند إصابة أطفالهم بالأمراض الموسمية الشائعة. وأفادت إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة أن الكثير من الأدوية التي يقتنيها الآباء على عجل من أمرهم من صيدلية الحي دون اللجوء إلى أي مشفى أو عيادة لتشخيص حالة الطفل وتوصيف العلاج والدواء المناسبين هي أدوية غير فعالة وأنها قد تعرض أطفالهم لمضاعفات ومخاطر صحية. وفي هذا السياق، كشف استبيان أُجري في مستشفى "مُوتْ" للأطفال في ولاية ميشجان أن أكثر من 50? من أطباء المستشفى لا يعترضون على الآباء الذين يعطون أطفالهم الرضع هذه الأدوية رغم علمهم بمخاطرها وأضرارها.
وكانت إدارة الأعذية والأدوية الأميركية قد حذرت سنة 2008 الآباء من مناولة أبنائهم أدويةً غير موصوفة دون الرجوع إلى الأطباء المختصين. وقال الدكتور "ماثيو ديفيس، مدير المستشفى الوطني لصحة الأطفال وأستاذ مشارك بكلية الطب في جامعة ميشيجان، "أردنا من خلال الاستطلاع الذي أجريناه أن نعلم ما إذا كان الآباء والأطباء يتبعون التوصيات التي تُصدرها السلطات الصحية. لكن النتائج صدمتنا وفاجأتنا، إذ اكتشفنا أن غالبية الآباء، بل والأطباء أيضاً، ضربوا هذه التوصيات عرض الحائط!”.
وكشف هذا الاستطلاع أن 61? من آباء أطفال لا تتجاوز أعمارهم السنتين أعطوا أبناءهم أدويةً غير موصوفة، وارتفعت هذه النسبة أكثر لتصل إلى 80? في صفوف الآباء الذين لا يتعدى دخلهم السنوي 30,000 دولار، بينما انخفضت هذه النسبة في صفوف الأسر التي يتجاوز دخلها السنوي 100 ألف دولار سنوياً، إذ لم تتعد 41?. وأشار هذا الاستطلاع إلى أن ثُلُثي الآباء المشاركين عبروا عن رغبتهم في أن ينام أطفالهم بشكل أفضل خلال الليل أو بشكل أريح خلال النهار، كما أظهر أن 57? من الأطباء لم يعترضوا البتة على الآباء عندما علموا بإعطائهم أدويةً موصوفة لأبنائهم دون الرجوع إليهم.
وتعليقاً على هذا الأمر، قال ديفيس "يعتبر الآباء الأطباء مصدراً هاماً وموثوقاً به للمعلومات، لكن يبدو أن عدداً من الأطباء لا يأخذون توصيات السلطات الصحية على القدر الكافي من الجد. وهذا ما يؤدي إلى تعرض العديد من الأبناء إلى مشكلات ومضاعفات صحية غير متوقعة. ولذلك، فإن صحة الأطفال لن تتحسن وتكون في سلامة وأمان ما لم يكن الآباء والأطباء على وعي تام مشترك بضرورة تجنب مناولة الأطفال أدوية غير موصوفة حتى عند إصابتهم بأمراض موسمية شائعة".
عن "لوس أنجلوس تايمز"