القوات الصومالية تسيطر على معقل «الشباب» في بيداوة
مقديشو (ا ف ب) - أعلنت القوات الموالية للحكومة الصومالية المدعومة من الجيش الأثيوبي سيطرتها أمس على مدينة بيداوة معقل حركة الشباب المتمردة المتشددة من دون مقاومة. وعلى الإثر، أعلن المتمردون الشباب إنهم انسحبوا من المدينة التي تقع على بعد حوالى 250 كلم شمال غرب مقديشو ، لأسباب تكتيكية متوعدين بأن يجعلوا من “المناطق التي تم الاستيلاء عليها مقبرة للغزاة الصليبيين والميليشيات الصومالية الكافرة التابعة لهم”. وقال المسؤول العسكري الصومالي محي الدين علي لوكالة فرانس برس متحدثا من المدينة “لقد سيطرنا على بيداوة بدون أي طلقة نار” ، وأوضح أن الشباب “فروا قبل وصول قواتنا إلى المدينة المهجورة”. وأضاف “نحن في وسط المدينة ونتقدم إلى مختلف أنحائها ، للتأكد من سيطرتنا التامة عليها”.وأفاد شهود في بيداوة أن عائلات معظمها من أنصار الشباب هربت من المدينة في اتجاه افجويي التي يسيطر عليها المتمردون لكن القوات الصومالية القادمة من مقديشو تقترب منها على مسافة ثلاثين كلم جنوبا
وأكد رئيس وزراء الصومال عبدي ولي محمد علي من لندن “استعادة بيداوة، إحدى أهم مدن جنوب غرب الصومال، من حركة الشباب”، أمام المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. وكان الشباب سيطروا على بيداوة في 2009 وحولوها إلى معقل استراتيجي في جنوب الصومال مع مرفأ كسمايو، الذي يشكل متنفسا لهم. .وكان شهود قالوا لوكالة فرانس برس إن القوات الإثيوبية وقوات الحكومة الانتقالية الصومالية دخلت أمس مدينة بيداوة. وقال احد سكان بيداوة ويدعى علي ادم لوكالة فرانس برس “يمكنني رؤية جنود إثيوبيين وصوماليين دخلوا المدينة من الغرب”.
وبالتزامن، وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يقضي برفع عدد قوة الاتحاد الإفريقي في الصومال إلى 17731 عنصرا بدلا من 12 ألفا حاليا. وتضم قوة الاتحاد الإفريقي اليوم جنودا أوغنديين وبورونديين على أن ينضم إليها جنود كينيون يقاتلون في الصومال. ويدعو مجلس الأمن في قراره دولا أفريقية أخرى إلى المساهمة في هذه القوة. وستكون السيطرة على المدينة اختراقا مهما في الهجوم العسكري الإقليمي على المتمردين، حيث إن بيداوة كانت، قبل أن يسيطر عليها المتمردون، مقر البرلمان الانتقالي الصومالي من 2006 إلى 2009. وأفاد بعض سكان مدينة بردال (50 كلم عن بيداوة) أن مقاتلي الشباب بدأوا ينسحبون منذ مساء الثلاثاء. وأوضح سليمان محمد من سكان المدينة أن “بردال خالية تماما هذا الصباح، لقد فر مقاتلو الشباب . . وقد تراجع إسلاميو حركة الشباب، التي توعدت بالإطاحة بالحكومة الانتقالية, في أغسطس عن مواقعهم في مقديشو، لكنهم ما زالوا يسيطرون على معظم مناطق جنوب ووسط البلاد. وباتوا يخضعون لضغط عسكري من قوة السلام الإفريقية والجيشين الكيني والإثيوبي في جنوب ووسط البلاد المحرومة من حكومة فعلية وتعاني من حرب أهلية منذ عشرين سنة.