الشارقة (الاتحاد)
قدم الباحث والمخرج اللبناني جان داود الذي يشارك في أيام الشارقة المسرحية، أمس الأول، محاضرة تحت عنوان «ثقافة الممثل المسرحي: مصادرها الأساسية»، استمرت لأكثر من ساعتين، وتضمنت جملة من النماذج العملية والنظرية وسط تفاعل المشاركين.
في المحور الأول مفهوم «ثقافة الممثل»، فرق الأكاديمي اللبناني بين ما تقدمه قاعة الدرس المسرحي من خبرات ووسائل للممثل، وما يتيحه المجال الحياتي العام، وكذلك المعارف الأخرى، من فرص للتعلم والتأمل والتفكر. وذكر أن من المهم للممثل أن يقرأ ويطلع ويعيش خارج ما تقرره له الالتزامات الأكاديمية، فهذا ما سيميزه ويطبع طريقته الأدائية بالثراء والتنوع، وضرب مثلاً بالمعارف المتعلقة بالمهن الطبية، سائلاً أهي مهمة أم لا بالنسبة للممثل، أي أن يعرف الممثل جسده، كيف يتنفس ويمرن عضلاته، ويطور قدراته الصوتية وينشط ذاكرته؟ مؤكداً أن الممثل بحاجة للمعرفة في هذا المجال، وتعرفه على بعض ما يشمله هذا الاختصاص يساعده كثيراً في المضي قدماً في مشواره الإبداعي.
كما تحدث داود، عن أهمية أن يعي الممثل، بأكثر مما يتاح له في قاعة الدرس، المفاهيم المتصلة باستخدامات اللغة، كأداة تواصل، وفي شكل عام، لا اللغة المعجمية، فثمة لغة إشارية، وهناك لغة صوتية، وهناك لغة أدائية، وكل هذه المجالات من المهم لثقافة الممثل أن تشملها؛ إلى جانب معرفته مخارج الحروف وضوابط النحو وقواعد الخطابة والإلقاء.
وفي السياق ذاته، تحدث داود عن أهمية أن يصقل الممثل علاقته بالموسيقى في مختلف تجلياتها: الطربية والصوفية، الكلاسيكية، والحديثة، والتراثية، مشيراً إلى أن معرفة من هذا النوع تسهم في إغناء إيقاعية الممثل وحضوره الجسدي.
وعرفت المحاضرة العديد من المداخلات والتفاعلات من الطلاب المشاركين، وبعد اختتامها انتقلت مجموعة الطلاب إلى معهد الشارقة للفنون المسرحية، لمشاهدة مسرحية «الصورة» من إخراج دينا بدر، وذلك بحضور مدير المهرجان أحمد بورحيمة والعديد من الفعاليات الفنية الأخرى.