تخوض المدارس الحكومية والخاصة التي تتبع منهاج الوزارة اختبار “بيزا” الدولي في 26 الجاري، وذلك بعد أن تمّ اختيار العينة العشوائية النهائية البالغ عددها 35 طالباً وطالبة من كل مدرسة. وعقدت وزارة التربية أول من أمس للمرة الأولى لقاء تعريفياً موسعاً بالاختبارات الدولية في فندق الانتركونتيننتال بحضور علي ميحد السويدي مدير عام وزارة التربية، وعائشة غانم مديرة إدارة التقويم والامتحانات، وعبدالله الكرم مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، بمشاركة مديري مدارس وعدد من الأساتذة والخبراء التربويين من مختلف المناطق التعليمية. وتحاول وزارة التربية والتعليم جاهدة من خلال هذه اللقاءات نشر ثقافة الاختبارات الدولية في المجتمع المدرسي الإماراتي، وبث روح الحماسة في نفوس الطلبة وأولياء الأمور للمشاركة في هذا النوع من الاختبارات، بعد أن تبيّن من خلال ملاحظات مديري المدارس تقاعس الطلبة عن المشاركة في الاختبارات التجريبية لأنها غير مدرجة في التقويم المدرسي، بالإضافة إلى عدم إلمام أولياء الأمور بأهمية هذا النوع من الاختبارات. ويهدف اختبار البرنامج الدولي لتقييم الطلبة “بيزا” الذي يُطبق كل ثلاث سنوات، إلى قياس مدى قدرة الطلبة المستهدفين على مواجهة تحديات مجتمعات المعرفة اليوم في مواد الرياضيات، والعلوم وليس مجرد التركيز على درجة تمكنهم من الإلمام بالمناهج الدراسية، كما أنه يُعد أكبر دراسة تقييمية في العالم تهدف إلى تحقيق أفضل مستويات التعليم من خلال الالتزام القوي لجانب الحكومات والمعلمين والآباء والطـلاب. ويعكس هذا التوجه في الاختبارات الدولية تغيراً في غايات وأهداف المناهج نفسها والتي تعالج بشكل متزايد ما يمكن أن يفعله الطلبة بما تعلموه في المدرسة، وليس فقط ما إذا كان باستطاعتهم إعادة إنتاج ما تعلموه. كما يهدف برنامج التقييم الدولي إلى مساعدة الدول في تحقيق فهم أفضل للعمليات التي تحدد جودة المخرجات التعليمية داخل السياقات التعليمية والاجتماعية والثقافية التي تعمل في نظم التعليم، كما أن له دوراً كبيراً في التواصل بين الدول المختلفة التي تشترك فيه. ولفت السويدي على هامش المؤتمر إلى أن هدف الوزارة من المشاركة في هذا النوع من الاختبارات هو تقييم سياسة التعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة، للتأكد من فعالية تطبيق المناهج التعليمية ومواكبة طرق التدريس وأساليب التقويم لتطورات العلم الحديث من أجل الارتقاء بمستوى كافة عناصر العملية التعليمية وخدمة المجتمع. وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة تتبنى استراتيجيات تعليمية عالية الجودة، وللتأكد من تحقق كفاءة استراتيجيتها، تحتاج إلى تقييم عالٍ يتواءم مع تطلعاتها، مشيراً إلى أن الاختبارات الدولية تمكننا من التعرف إلى كفاءة السياسة التعليمية في إطارها المحلي، بل تحدد موقع الدولة عالمياً بين الدول المشاركة في الاختبارات. وقال إنه يمكن من خلال هذه الاختبارات التعرف إلى كفاءة سياسة التعليم، ومدى امتلاك الطلبة للكفايات التي تؤهلهم لمواجهة تحديات المستقبل، والوصول إلى مستوى الجودة للمنافسة العالمية. كما يمكن التعرف إلى فعالية المناهج وتقييم طرق التدريس وأساليب التقييم، وإجراء المقارنات بهدف التحسين والوصول إلى الجودة في التعليم، إلى جانب قياس مهارات الطلبة ومدى امتلاكهم للكفاءات الأساسية للمرحلة الدراسية، ومدى تمكنهم من توظيف هذه المهارات التي تعلموها في الحياة.