أحمد النجار (دبي)

حث معرض الخريجين العالمي مجتمع المصممين والمبتكرين في 6 قارات حول العالم، إلى توظيف قدراتهم وإبداعاتهم في إنتاج حلول حياتية تخفف من تفشي فيروس «كورونا» المستجد، عبر مبادرة عابرة للحدود، تسهم في توجيه القدرات الإبداعية الهائلة التي تزخر بها جامعات العالم نحو التصدي لهذا المرض والقضايا المرتبطة بها على مختلف المستويات الطبية والاقتصادية والاجتماعية، تماماً كما يؤكده بريندان ماكجيتريك، مدير تقييم «معرض الخريجين العالمي»، والمدير المقيّم في «متحف المستقبل»، معتبراً أن الإبداع والابتكار الحقيقي يؤتي ثماره في الأزمات التي تهدد الإنسانية.

التنبؤ بالمرض
أوضح بريندان ماكجيتريك لـ«الاتحاد»، أن المسابقة التي يطلقها المعرض تتمحور في خلق بيئة لمشاريع تدعم الحكومات والمواطنين محلياً ودولياً، لمواجهة التحديات العديدة التي يسببها الوباء، مع ضرورة أن تتناول المشاريع المقترحة القضايا الجانبية المرتبطة بانتشار فيروس «كوفيد- 19» على غرار تحسين كفاءة الحجر الصحي الذاتي، وتطهير المناطق العامة، وتحسين طرق فحص المرضى ونماذج التنبؤ الإحصائي بالمرض، وكذلك تدعيم تجارب «العمل عن بُعد» و«التعلم في المنزل»، مشيراً إلى أن المعرض يقام سنوياً ضمن أسبوع دبي للتصميم في «حي d3»، بالشراكة مع مؤسسة دبي للاستثمار، وبدعم من A.R.M. القابضة وهيئة دبي للثقافة والفنون.

رعاية صحية
ولفت بريندان إلى أن المسابقة التي وصفها بـ«العاجلة» تمثل دعوة مفتوحة من أجل مواجهة أكبر خطر صحي يواجه البشرية جمعاء، مخاطباً الخريجين والأساتذة والطلاب لمعالجة القضايا الجانبية التي تؤثر على الناس والمجتمعات وعلى الكوكب أجمع، استجابة للمشكلات المتزايدة التي تواجهها الحكومات والأفراد بسبب تفشي «كوفيد- 19»، كما يمكن، بحسبه، لمجالات البحوث التي برزت بقوة على امتداد مسيرة معرض الخريجين العالمي أن تسهم بدور محوري في دعم هذه القضية، بدءاً من المشاريع المباشرة كمشاريع الرعاية الصحية والهندسة الطبية وصولاً إلى المشاريع التي تعالج قضايا موازية مثل التخطيط الحضري والتنقل والحماية الاجتماعية والتعليم.

تباعد جسدي
وتابع بريندان: منذ إطلاقه عام 2015، استقبل معرض الخريجين العالمي أكثر من 3000 مشروع وابتكار يقدم بعضها حلولاً مباشرة للمشاكل التي نواجهها في أيامنا هذه على غرار أدوات الدعم العاطفي لأفراد الأسرة والمعدات الطبية ذات التعقيم الذاتي، وتقنيات الإنشاءات للإغاثة في أوقات الطوارئ والمنصات التي توفر المساعدات للمجتمعات النائية، ومن بعض الأمثلة مشروع «إنفورم» (InForm) من جامعة «هارفرد»، الذي يسخر التقنيات الرقمية لتسهيل وصول المحتاجين للخدمات العامة، ومشروع «أميكا» (Amica) من جامعة «كارنيغي ميلون» الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لتشجيع المجتمعات البشرية خلال سيناريوهات التباعد الجسدي.

منح وجوائز
أشار بريندان ماكجيتريك إلى أن المسابقة تستمر حتى 2 أبريل، وتهدف إلى حشد جهود طلاب الجامعات والخريجين والأساتذة من شتى الخلفيات العلمية والجامعات حول العالم لمواجهة التحديات الناجمة عن جائحة فيروس «كورونا» عبر المشاركة في نسخة جديدة من معرض الخريجين العالمي، والتي ستبدأ بمرحلة استقبال المقترحات الأولية تليها مرحلة اختيار المشاريع تحت إشراف لجنة من رواد وخبراء الابتكار، حيث ستخضع المشاريع المقترحة لتقييم لجنة من الخبراء في الصحة والابتكار والتكنولوجيا، وأي مشروع يتم اختياره يقع تحت برنامج لدعم وتسريع تطبيقه ويمكن تمويله بهدف إنتاجه وتوزيعه على نطاق واسع، كما ستحصل أي من المشاريع المختارة على جائزة أكاديمية على هيئة منحة، تغطي رسوم العام الدراسي للطلاب المختارين، أو ما يعادل القيمة لترتيب منحة بحثية لأقسام الأساتذة المختارين.