هدى جاسم (بغداد)

يخطط رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي للإسراع في تشكيل حكومته المرتقبة خلال المدة الدستورية التي تنتهي في السادس عشر من الشهر المقبل، فيما تلمح مصادر سياسية رفيعة إلى سعي بتاجيل التصويت على الحكومة وإعلان حالة الطوارئ والابقاء على حكومة المستقيل عادل عبد المهدي لحين تجاوز أزمة انتشار فايروس (كورونا) المستجد.
وقالت مصادر مقربة من الزرفي للاتحاد إن الأخير سيبقي على عدد الوزارات الـ23 وسيضيف وزارة أخرى تحت اسم وزارة الدولة لشؤون الأسرة لتضطلع بدورين، أحدهما اجتماعي، والآخر تنسيقي بين الوزارات‏ والهيئات ذات الصلة بشؤون الأسرة، مثل العمل والشؤون الاجتماعية ومفوضية حقوق الإنسان ووزارة التربية، فيما لا ينوي الزرفي التلاعب بمعادلة التمثيل المكوناتي في التشكيلة الحكومية.
وحسب المصادر فان الزرفي أنهى أسبوعاً شاقاً من‏ المهام التي شملت اتجاهين، الأول سياسي يتعلق بالمشاورات مع الكتل والحصول على دعم أكبر قدر ممكن من النواب، تلافياً لسيناريو إخفاق المكلف السابق محمد علاوي، أما الاتجاه الثاني فتتلخص في وضع اللمسات الأخيرة على الشكل النهائي لهيكل التشكيلة الوزارية ، وشكل الزرفي حسب المصادر فريقاً خاصاً لبحث السير الذاتية ودراستها والمفاضلة بينها لاعتماد أفضلها في تشكيل حكومته ، وتم اعتماد نظام ربما يُستخدم للمرة الأولى، وذلك عبر تقييم المرشح للحقيبة عبر عدد من النقاط التي ستحدد ترتيبه بين منافسيه على نيل الوزارة، وتؤكد المصادر أن الزرفي سيشكل فريقاً اقتصادياً مصغراً للمرحلة المقبلة.
في المقابل ما زالت قيادات في كتل سياسية وعلى رأسها الفتح ترفض تكليف الزرفي بمهمة تشكيل الحكومة المؤقتة، والمحت مصادر سياسية رفيعة إلى أن قيادات في تلك التحالفات تسعى إلى تأجيل التصويت على حكومة الزرفي في نفس الوقت الذي تجمع فيه معارضون للاصطفاف مع تمديد خكومة عادل عبد المهدي. وأكد النائب عن تحالف الفتح فاضل الفتلاوي، امس، أن المكلف بتشكيل‏ الحكومة لن يمضي من دون موافقة الكتل الشيعية على حكومته، لافتا ًإلى أن الزرفي لم يأتِ وفق الأطر الدستورية وبالتالي فهو مرفوض في سدة الحكم. وقال الفتلاوي إن«معظم الكتل الشيعية تقف ضد تكليف الزرفي بتشكيل الحكومة وخاصة الفتح والفضيلة ودولة القانون والحكمة». وأضاف أن «الزرفي لم يكلف بشكل دستوري لتشكيل الحكومة، حيث لم يرشح من الكتلة الأكبر بل جاء به رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة الجديدة».
وبين ان «المكلف بتشكيل الحكومة لايمكن أن يمضي داخل البرلمان من دون‏ موافقة الكتل الشيعية على التشكيلة الوزارية، وبالتالي فأن الزرفي مازال مرفوضاً من الكتل المذكورة».
إلى ذلك أكد النائب عباس عليوي، الخميس، أن إعلان حكومة الطوارئ بسبب ما تمر به‏ البلاد من ظروف صحية خطيرة بعد تفشي وباء كورونا أمر منحصر بخلية الأزمة.
وقال عليوي إن «اغلب الكتل السياسية وبما فيها‏ تحالف سائرون سيدعم جميع قرارات خلية الأزمة المتعلقة بمكافحة وباء كورونا»، لافتاً إلى أن «البرلمان منح خلية الازمة صلاحيات كاملة لمكافحة الوباء».
وأضاف أن «إعلان حكومة الطوارئ بسبب تفشي وباء كورونا أمر منحصر بخلية‏ الازمة»، مبينا أن «سائرون سيدعم أي قرار تخرج به خلية الأزمة للحد من انشتار الوباء».
وأوضح الخبير القانوني علي التميمي، أن مدة المكلف بتشكيل‏ الحكومة منصوص عليها في الدستور ولايمكن التلاعب بها أو تغييرها، لافتاً إلى أنه وفق مبدأ الضرورات تبيح المحضورات فان بامكان المحكمة الاتحادية تمديد فترة تشكيل الحكومة تبعا للظرف الراهن الذي يمر به العراق.

تحرير 3 رهائن فرنسيّين وعراقي
أعلنت الرئاسة الفرنسيّة مساء الخميس أنّه تمّ تحرير ثلاث رهائن فرنسيّين وآخَر عراقيّ يعملون في منظّمة «إس أو إس كريستيان دوريون» غير الحكوميّة كانوا اختُطفوا في بغداد يوم 20 يناير 2020. وقالت الرئاسة في بيان موجز «بذلت فرنسا قصارى جهدها للتوصّل إلى هذه النتيجة. يعبّر رئيس الجمهورية عن امتنانه للسلطات العراقية على تعاونها». وأعلنت المنظّمة في وقت سابق فقدان أربعة من موظفيها هم ثلاثة فرنسيين وعراقي في بغداد. وقال بنجامين بلانشار المدير العام لمنظّمة «إس أو إس كريتيان دوريان» غير الحكوميّة التي تساعد المسيحيّين المشرقيّين، إنّ الرجال الأربعة وهم أنطوان بروشون وجوليان ديتمار وألكسندر غودارزي والعراقيّ طارق متوكا «فُقدوا في محيط السفارة الفرنسيّة». وأضاف خلال مؤتمر صحفي في باريس انّه «لم يتمّ طلب فدية»، وأنّ أيّ جهة لم تُعلن مسؤوليّتها عن اختفائهم.
وتعمل الجمعيّة في العراق منذ العام 2014 عندما سيطر تنظيم داعش على محافظة الموصل مرغِماً عشرات آلاف المسيحيّين والأيزيديّين على النزوح.
وهي تنشط بشكل أساسي في أربيل عاصمة كردستان حيث لجأ كثير من المسيحيين.
ومنظّمة «كريتيان دوريان» التي تنشط أيضا في سوريا ولبنان ومصر هي واحدة من جمعيّات خيريّة غربيّة عدّة تعمل مع المسيحيين في الشرق الأوسط.
وعندما تمّ اختطاف الرجال الأربعة، كانت بغداد تشهد تظاهرات منذ أشهر عدّة خرجت في البداية ضدّ حكومة يُنظَر إليها على أنّها فاسدة.