«بالم» تكافح من أجل البقاء في سوق الهواتف الذكية
تكافح شركة بالم من أجل البقاء في سوق الهواتف الذكية وسط منافسة محمومة.
و ترتب على ارتكابها سلسلة من الأخطاء الإدارية تدهور حصتها السوقية وسعر سهمها ما دفع بعض المحللين إلى التشكك في مستقبل الشركة.
وكانت بالم التي تعد سادس أكبر شركة تصنيع هواتف محمولة في العالم قد أشارت مؤخراً إلى أن مبيعاتها من بري وبيكسي (أهم منتجاتها) ينتظر أن تبلغ 150 مليون دولار خلال الربع الثاني من الجاري، ما يساوي أقل من نصف توقعات المحللين.
وقال بيتر مايسك المحلل في كاناكورد آدمز في مذكرة بحثية إن مشاكل بالم ستتفاقم نظراً لتزايد شكوك شركات الاتصالات والموردين في قدرة الشركة على الإيفاء بمديونياتها وتراجع دعمهم لها.
ويبلغ مجموع النقدية لدى مجموعة بالم الأميركية واستثماراتها قصيرة الأجل 592 مليون دولار، بينما يبلغ ديونها طويلة الأجل 387 مليون دولار، فيما بلغ صافي التدفقات النقدية لدى الشركة 205 ملايين دولار.
وكان دخل الشركة في الربع الثالث من العام الماضي قد زاد إلى 350 مليون دولار من 90 مليون دولار قبل ذلك بعام رغم أن الشركة سجلت صافي خسارة في أرباع السنة الفائتة نظراً لزيادة نفقاتها زيادة كبيرة.
فضلاً على أن أرقام الإيرادات تعكس المبيعات للمتاجر وليس للمستهلكين ويتزامن ذلك مع تراكم المخزون لدى تلك المتاجر بشكل كبير ما دفع ببالم إلى الإعلان مؤخراً عن تدني مبيعاتها.
زيادة الإنفاق
ويقول مايسك إن هناك مؤشرات كثيرة تنبئ بتدهور سهم الشركة منها زيادة الإنفاق وكثرة الديون ونقص الإيرادات.
بدأت شركة بالم (التي ساهمت في تطوير صناعة الكمبيوترات المحمولة المبتكرة في تسعينات القرن الماضي بطرحها بالم بايلوت) المعاناة منذ بضع سنوات نظراً لعدم قدرة سلسلة هواتفها الذكية تريو Treo على مسايرة قوة وأداء منافسيها مثل بلاك بيري (من صنع شركة ريسيرتش إن موشن) أو مستحدثات الهواتف الذكية مثل آي فون (من صنع أبل).
وعقب سلسلة من الخطوات الإدارية الخاطئة بما فيها إلغاء بعض المنتجات الجديدة كانت بالم قد قررت أخيراً عودتها إلى صدارة الهواتف الذكية المبتكرة بهاتف بري Palm Pre مدعوماً بنظام تشغيل جديد يسمى ويبوس Webos.
وكان بالم بري قد حقق نجاحاً فعلياً لعدة أسابيع. غير إنه في مواجهة مجموعة متنوعة من الهواتف الذكية الجديدة التي شملت أجهزة مبتكرة مرتكزة على نظام أندرويد من إتش تي سي HTC وجوجل وموتورولا فضلاً عن النجاح المستمر لهاتف آي فون (من أبل) وسلسلة بلاك بيري (من ريسيرتش إن موشن) تقلصت مبيعات بالم بري.
ومنذ إطلاق بالم بري في شهر يونيو من العام الماضي تراجعت مبيعاته شهراً تلو الشهر، حيث بلغت مبيعات بري وبيكسي معاً 408 آلاف جهاز في الأشهر الثلاثة المنتهية آخر فبراير الماضي وهو عدد صغير مقارنة بآي فون الذي باعت منه أبل 8.7 مليون جهاز في ذات الفترة.
الحصة السوقية
وحسب مؤسسة ستراتيجي أنا ليتيكس المتخصصة في بحوث السوق هبطت حصة بالم في سوق الهواتف الذكية الأميركية إلى 4.2 في المئة عام 2009 من 6.5 في المئة عام 2008 ما يشكل فارقاً كبيراً بينها وبين ريسيرتش إن موشن التي تبلغ حصة هاتفها الذكي بلاك بيري 47.8 في المئة في السوق مقارنة بنسبة 50.3 في المئة عام 2008 وابل التي تبلغ حصة هاتفها آي فون 24 في المئة من 16.6 في المئة عام 2008.
بينما هبطت أسهم بالم بنسبة 60 في المئة على مدى العام الماضي وتم تداول السهم في 22 مارس الماضي على 4.06 دولار.
وراح شو وو المحلل في كوفمان براذرز يقلص توصياته في شأن سهم بالم إلى “بع” من “اضغط” وأبلغ العملاء بعدم ثقته في توقعات بالم المقبلة. كما أقر جون روبنشتاين مدير تنفيذي بالم مؤخراً بأن أداء الشركة المتدني في الفترة الأخيرة مخيب للآمال بشكل بالغ وأخبر المحللين بأن بالم تدرك بشكل واقعي تحدياتها قصيرة الأجل وأكد على أنه ليس من المستحيل التغلب على الصعوبات التي تواجهها الشركة.
وكان روبنشتاين الذي كان أحد كبار مديري أبل قبل التحاقه ببالم من ثلاث سنوات مضت قد أوصى بضرورة أن تزيد بالم إنفاقها على تدريب موظفي المبيعات العاملين في المتاجر التابعة لمشغلي الشبكات لتبيع أجهزتها.
ورغم ذلك صدم المحللون والمستثمرون من حجم تراكم مخزون أجهزة بالم في المتاجر وتناقص المبيعات المتوقعة في ربع السنة الجاري. ويقول محللون إن بالم ستضطر لتنزيل أسعارها ولتحمل مسؤولية المخزون في المتاجر وقبول إجمالي هوامش أقل من أجل أن تقلل مخزون أجهزة بري وبيكسي غير المبيعة.
وقد بلغت بالم أنباء إيجابية مؤخراً حين أعلنت إيه تي اند تي AT&T أكبر مجموعة اتصالات أميركية أنها تعتزم البدء في بيع هواتف بالم المحمولة في غضون بضعة أشهر وهو الأمر الذي ربما يخفف من حجم المخزون المتراكم.
عن “فايننشيال تايمز”
المصدر: أبوظبي