على الرغم من تعدد حوادث سقوط البالون الطائر في مدينة الأقصر في صعيد مصر، إلا أن ما بات يعرف بسياحة المنطاد أو البالون التي تشتهر بها المدينة تشهد إقبالاً وازدهاراً كبيرين. واللافت استمرار رحلات البالون التي تنظمها 8 شركات بالون في المدينة بصورة طبيعية على الرغم من حادث سقوط بالون “ماجيك هوريزون” الأخير غرب الأقصر، الذي أسفر عن إصابة 16 سائحاً من مختلف الجنسيات. إلا أن الحادث لم يؤثر على الإقبال على رحلات البالون في مصر والتي تعد الثانية على مستوى العالم في طلعات البالون بعد الولايات المتحدة. وبحسب قول الخبراء السياحيين، فإن “هواية ركوب البالون تعتبر من المهن السياحية التي تنفرد بها مدينة الأقصر، التي تضم بين جنباتها ما يقرب من ثلث الآثار المصرية وسدس ما يملكه العالم من تراث إنساني، ويقبل السياح بشغف على تلك التجربة لما فيها من المتعة والإثارة”. ويقول أحمد عبود رئيس شركة “سندباد” للبالون وهي أول شركة مصرية متخصصة في هذا المجال: “إن هذه الرحلات الفريدة تقوم بتنظيمها والإعداد لها مجموعة من الشركات المتخصصة في هذا النمط من الأنماط السياحية الحديثة”. وأضاف “تبدأ رحلة السائح مع البالون في الساعات الأولى من الصباح وقبل بزوغ الشمس ليعبر السائح النيل من مكان إقامته في الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية، حيث يقف البالون الذي ينتقل بالسائح عبر المزارع والحقول الخضراء المؤدية إلى(وادي الملوك)، “حيث مقبرة توت عنخ آمون ومعبد الملكة حتشبسوت ووادي الملكات حيث مقبرة الملكة نفرتاري جميلة الجميلات في أسفل وأعالي جبل (القرنة)، كما يستمتع برؤية الأقصر بآثارها وفنادقها ونيلها وريفها من فوق أعلى قمة في الجبل ثم يهبط بالبالون ثانية بعد أن يكون استمتع بجمال وخضرة بين حاضر جميل وحضارة أجمل”. ويضيف عبود: “تنتهي الرحلة بالرقص والضرب بالدفوف ثم يعود السائح مترجلاً على قدميه في أحيان كثيرة فيشاهد في هذه الطرق المفروشة باللون الأخضر الأسر والعائلات الريفية المصرية ومنازلها وعاداتها وتقاليدها ويتبادل معهم التحية والابتسامة والحديث وكثيراً ما يأكل من طعامهم ويشرب من شرابهم وهو في سعادة غامرة بالطباع المصرية وما يتمتعون به من كرم ضيافة ودعابة وحسن استقبال”. ويشير إلى أنه في البداية استعان بالطيارين وبالمدربين الأجانب في بداية رحلته مع البالون، ثم قرر إنشاء أول مدرسة مصرية لتعليم قيادة البالون لخلق جيل من طياري البالون المصريين “وعلى المتدرب الذي يرغب في الدخول إلى المدرسة أن يجيد اللغة الإنجليزية بجانب العربية؛ لأنه يدرس بالمدرسة 5 مواد جزء منها نظري والجزء الآخر عملي وهي لمدة 6 أسابيع”. وقال: “كما يجب أن تتوافر أيضاً في المتدرب القوه وعدم الخوف من المرتفعات، ويخضع فور تخرجه في المدرسة إلى تدريبات عملية لمدة عام كامل بالبالون ثم بعد ذلك يمكنه العمل والطيران، كما أن المتدرب يخضع للكشف الطبي وتشرف على المدرسة هيئة الطيران المدني”. من جهة أخرى، أكد الخبير السياحي المصري رئيس شركة “فايكنج إير” حمادة الهورم أن “مصر تعد من البلدان الرائدة في مجال البالون الطائر، حيث إنها تحتل المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية نظراً لاستقرار الأحوال الجوية بمدينة الأقصر ووفرة المناظر الطبيعية الجذابة لسائح البالون الطائر من زراعات وجبال والنيل الخالد والتراث الحضاري المصري على ضفتي النيل”. يذكر أن الأقصر تعمل بها 8 شركات للبالون تملك أكثر من 40 بالوناً تطير في سماء الأقصر كل صباح ولا تتكلف الرحلة سوى 200 جنيه مصري (حوالي 40 دولاراً).