استأنفت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن القصف المدفعي والجوي، اليوم الجمعة، ضد آخر مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي المحاصرين على ضفاف نهر الفرات في بلدة "الباغوز" السورية.
وبعد يومين من الهدوء النسبي، قصفت القوات المؤلفة من فصائل عربية وكردية وبدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مواقع التنظيم المتشدد في القرية الواقعة في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق في شرق سوريا.
وذكر بيان صادر عن القوات أن طيران التحالف استأنف قصف مواقع الإرهابيين منذ ساعات الصباح الأولى اليوم الجمعة في حين تقوم القوات بالعمليات القتالية براً.
وذكر المكتب الإعلامي للتحالف الدولي أن "أعملية تحرير كامل الباغوز جارية".
وأضاف أن "المعركة لا تزال صعبة ويبدو أن داعش ينوي مواصلة القتال لأطول فترة ممكنة".
وتشنّ قوات سوريا الديموقراطية منذ التاسع من فبراير الماضي هجوماً على جيب التنظيم في بلدة "الباغوز"، القريبة من قرية "السوسة" التي سيطرت عليها القوات من قبل.
وحققت قوات سوريا الديموقراطية تقدماً الثلاثاء داخل آخر جيب للتنظيم المتطرف وسيطرت على مخيم التنظيم في بلدة "الباغوز"، محاصرة مقاتليه الرافضين للاستسلام في بقعة صغيرة قرب نهر الفرات.
وذكر كينو غابرئيل المتحدث باسم القوات أن مئات الإرهابيين، بينهم نساء، ما يزالون على أطراف المخيم حيث أنكفؤوا إلى مخابئ على أطراف النهر وفي أسفل تل يطل على "الباغوز".
وأضاف "سننهي عملياتنا العسكرية في غضون يوم أو يومين، ما لم تكن هناك تطورات مفاجئة".
ويختبئ آخر الإرهابيين في أقبية وأنفاق تحت الأرض في "الباغوز"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال القيادي في القوات جياكر أمد إن العديد من مقاتلي التنظيم يريدون الاستسلام لكن رفاقهم منعوهم و"نحن نبذل قصارى جهدنا لاستكمال هذه العملية دون قتال، لكن البعض منهم يرفض الاستسلام".
وتعني الخسارة الكاملة لهذا المربع، الذي يسيطر عليه الإرهابيون، نهاية سيطرة التنظيم المتطرف في سوريا، بعد هزيمته في العراق عام 2017.
يعد الهجوم على آخر جيب للتنظيم المرحلة الأخيرة للعملية التي أطلقت في 10 سبتمبر 2018 لطرده من آخر معقل له في سوريا، وتم إبطاء الهجوم بسبب وجود آلاف المدنيين إلى حين خروجهم من هذا الجيب.
وشاهد صحفيون، حتى مساء الأربعاء، شاحنات تقل أشخاصاً، وخصوصاً نساءاً وأطفالاً، من "الباغوز".
وعلى وقع تقدمها العسكري، أحصت هذه القوات خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف إرهابي تم توقيفهم بعد استسلامهم، بحسب هذه القوات.