بمناسبة يوم باكستان، أود أن أهدي المواطنين الباكستانيين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة التهاني القلبية. نحن نحتفل في يوم 23 مارس من كل عام باعتباره بداية رحلتنا نحو الحرية ونعتز فيه بأمتنا. لم تطالب باكستان للحصول على منطقة معينة أو قطعة أرض، بل في جوهر الطلب كانت دوافع راسخة مثل العدالة الاجتماعية، والمساواة، وتحديد المصير، والأهم من ذلك الحرية الدينية. هذه هي المثل العليا التي ما زالت تواصل في تحريك أحلامنا وأفعالنا حتى يومنا هذا.
إنها مناسبة مهمة، تدفعنا للتفكير في ماضينا ومستقبلنا، وأيضاً التفكير بعمق في آفاقنا. في غضون سبعة عقود، واجهنا العديد من المصاعب والتحديات، فلم يكن التاريخ ولا الظروف رحيمة بالشعب الباكستاني. لقد شهدت باكستان الحروب والكوارث الطبيعية والاضطرابات السياسية والاقتصادية. ولكن مع مرور الزمان، أثبت الشعب الباكستاني قدرته على النهوض وتخطي المصاعب، وبالتالي التغلب على المستحيلات.
بصفتنا باكستانيين، ينبغي علينا أن نتفهم أن بلادنا اليوم تقف على أعتاب العديد من التطورات الإيجابية. إن أجندة تنمية الشعب لرئيس الوزراء عمران خان، إلى جانب الوتيرة السريعة في تطبيق الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، والاستثمارات الضخمة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية مؤخراً، أدت إلى تحول كبير في أهمية باكستان الجيواستراتيجية إلى قوة اقتصادية جغرافية. لن تعتبر فقط لعبة تغيير لباكستان، ولكنها أيضاً ستجلب فرصاً هائلة للشركات الدولية. وبسبب هذه التغييرات التحولية، ازداد عدد المحللين الذين يتحدثون عن باكستان من حيث آفاق الاستثمار الواعدة.
من أجل تحقيق حريتنا، قدم أجدادنا تضحيات عظيمة لحماية أرضنا، ولوقاية هذه الحرية، هناك حاجة لمزيد من الجهود. قد تم ارتكاب عدوان غير مبرر ضد باكستان، وخلال هذا الوقت، فإن الإدراك الذي أبداه الشعب الباكستاني، قد عكس إيمانه الراسخ في وطنه ومؤسساته، كما أظهر استعداده لتقديم أي تضحية من أجل بلاده. ولقد رأى العالم أجمع كيف أن قواتنا المسلحة الباسلة بدعم ثابت من شعب باكستان، استجابت بفعالية لهذه الاعتداءات.
دعونا لا ننسى امتناننا لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها وقيادتها الذين وقفوا تضامناً مع باكستان في كل عسر ويسر. لدينا مع دولة الإمارات العربية المتحدة روابط دينية وثقافية وحضارية واقتصادية راسخة طويلة الأمد. وإنه لمن دواعي سرورنا أن نرى هذا الزخم الذي أطلقه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمستمر في ظل القيادة الحالية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تشرفت باكستان باستقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية في إسلام آباد في شهر يناير من هذا العام. وكان هذا التفاعل الثالث رفيع المستوى بين قيادة باكستان ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال أشهر. ونتيجة لهذه التفاعلات عالية المستوى التي تليها زيارات عدة على المستوى الوزاري، قرر الطرفان تحويل هذه العلاقات الخاصة إلى شراكة استراتيجية، تشمل جميع مجالات المصالح المشتركة. وهنا أود بشكل خاص أن أشكر قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لدعمها المالي السخي لباكستان، والذي ساهم في قطع شوط طويل في مواجهة التحديات المالية الخارجية. نحن على ثقة من أن هذه العلاقة ذات المنفعة المتبادلة، ستزيد من تنوعها خلال السنوات المقبلة.
ستظل قصة نجاح باكستان غير مكتملة إذا لم نقم بذكر والاعتراف بالدور الذي يلعبه الباكستانيون المقيمون في الخارج، والذين قد ساهموا في كتابة قصة نجاح باكستان، وسيظلون في أداء هذا الدور. بسبب العمل الشاق والتضحية، لم يحفروا اسماً ومكاناً مناسباً لهم في أراضٍ أجنبية فحسب، بل ساهموا أيضاً في النهوض بمجتمعاتهم وبلدهم الأصلي. باكستان تحيي أبناء وبنات هذه التربة.
في هذا اليوم، يجب علينا مواصلة السير بثقة وإيمان. إن تخليق باكستان التي تصورها مؤسسوها لم ينته بعد، والظروف لا تترك لنا أي مجال للتهاون.

* سفير باكستان في أبوظبي