ناصر الجابري (أبوظبي)
أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أنه سيتم تشكيل لجنة لتوجيه المساهمات المجتمعية التي يتم تلقيها عبر برنامج «معاً نحن بخير»، بهدف تحديد شكل الاستفادة من المساهمات، ضمن البرنامج الذي يدعم جهود حكومة أبوظبي لمواجهة التحديات المختلفة، ومنها التحديات الصحية التي تواجهها الدولة حالياً. وقال معاليه في حوار أجرته «الاتحاد» عن بعد: إن برنامج «معاً نحن بخير»، يمثل إطاراً تنظيمياً لجمع الأموال والمساهمات المالية والعينية والتطوعية، خاصة بعد الرغبة الكبيرة التي أبداها العديد من المواطنين والمقيمين لمساعدة حكومة أبوظبي ودعم جهودها الحثيثة لمواجهة فيروس «كورونا»، حيث يمثل البرنامج أحد مشاريع صندوق الاستثمار الاجتماعي الذي تم إطلاقه مع تأسيس هيئة المساهمات المجتمعية «معاً»، حيث يستهدف خدمة المجتمع ودعم مختلف المبادرات الداعمة لإيجاد حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع.
وأضاف معاليه: منذ الساعات الأولى للإعلان عن البرنامج، استقبلنا مجموعة متنوعة من المساعدات المالية والعينية والتطوعية، وهو ما يعكس حرصاً وطنياً على بذل كافة الإمكانيات والجهود الداعمة خلال هذه الفترة، جنباً إلى جنب مع الجهود الحثيثة التي تتم حالياً، مقدماً شكره الجزيل للكوادر العاملة في القطاع الصحي والذين برهنوا على ما تمتلكه دولة الإمارات من كفاءة في النظام الصحي وما تمتاز به كوادرنا التي جسدت من خلال تفانيها وإخلاصها وعملها، حساً وطنياً رفيعاً، للتصدي بالنيابة عنا جميعاً للتحدي العالمي الذي نواجهه.
ورداً على سؤال حول دور المساهمات التي سيتم تلقيها من خلال البرنامج، أوضح معاليه، أنه سيتم توجيه الموارد بشكل أكبر إلى الجانب الصحي والتعليمي وكل ما يتعلق بدعم الجانب الاجتماعي في أبوظبي، حيث سيتم تحديد كيفية الاستفادة من كل دعم، وأسباب توجيهه لأغراض بعينها، وقياس العائد المتوقع على المواطنين والمقيمين من خلال اللجنة الخاصة التي سيتم تشكيلها لأجل ضمان تحقيق أكبر قدر من الاستفادة لأشكال الدعم التي يتم تلقيها، حيث سنحرص على أن تتم الاسفادة وفقاً لمنهجيات وآليات عمل واضحة.
الجميع في خندق واحد
وتابع معاليه: الجميع في خندق واحد، وبالتالي ستوجه الموارد التي سيتم تلقيها شاملة لكافة الاحتياجات والمستلزمات وسيتم ضمان الاستفادة منها، وفقاً للاحتياجات الحالية ومتطلبات المجتمع والقدرة على تسخير الدعم، لجعله متاحاً وقادراً على تلبية التطلعات المجتمعية، وداعماً لجهود مختلف القطاعات العاملة حالياً لأجل ضمان سلامة وأمان المجتمع.
وأشار معاليه إلى وجود أنواع متنوعة من الدعم الذي يستقبله البرنامج، حيث استقبل البرنامج مساهمات مالية وعينية وأبدى الأشخاص رغبتهم في التطوع ضمن مجالات تخصصاتهم، إضافة إلى تبرع عدد من الأشخاص بمباني ومستلزمات طبية ووجبات غذائية، وغيرها من الأمور التي تسهم في تقديم الخدمة الاجتماعية لمختلف شرائح المجتمع، لافتاً إلى أن باب المساهمة مفتوح بمختلف أنواع وأشكال الدعم، نظراً إلى أن كل مساهمة سيكون لها بالغ الأثر على التضامن الاجتماعي وتحقيق المستهدفات والغايات الرئيسة من البرنامج.
البقاء في المنازل
ودعا معاليه أفراد المجتمع، إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والقطاع الصحي، والبقاء في المنازل، نظراً إلى أن الاختلاط المجتمعي يعد العامل الأول الذي يتسبب بانتقال العدوى وارتفاع خطورة الفيروس وتأثيره، وهو ما يتطلب الترابط والتكاتف المجتمعي لمكافحته والعمل جنباً إلى جنب مع الجهود الحالية للتصدي للفيروس، والذي سيتم التصدي له والتغلب عليه عبر التعاون المجتمعي مع الإرشادات والتعليمات الحكومية.
نجاح المنظومة التقنية
ولفت معاليه إلى مجموعة من المشاهدات التي تم رصدها خلال الأيام الماضية، ومنها نجاح المنظومة التقنية في أبوظبي ومدى الجاهزية التي أظهرتها مختلف المؤسسات المعنية لاستمرارية الأعمال، إضافة إلى حجم التكافل الاجتماعي والذي تجسد بتسابق أبناء الوطن والمقيمين للإعلان عن إسهاماتهم ورغبتهم في تقديم إمكانياتهم وتسخيرها لأجل خدمة دولة الإمارات، مؤكداً أن المساهمة المجتمعية تعد واجباً وطنياً، وتجسد التلاحم المجتمعي الذي يربط أبناء الإمارات ببعضهم البعض.
وشدد معاليه على أهمية المرحلة الحالية، وضرورة إبراز الوعي المجتمعي بأهمية العمل المشترك لمواجهة الأزمة، وهو ما سيكون له بالغ الأثر على تعزيز الجهود الحكومية والمجتمعية المستقبلية لمواجهة مختلف أنواع التحديات، مثمناً ما وصفه بـ «الفزعة» التي أظهرها المجتمع خلال الساعات الأولى للإعلان عن البرنامج عبر الهبات التي تم تلقيها والحملات الاجتماعية المؤكدة على جاهزية أبناء الإمارات لتقديم كل ما لديهم لأجل الدولة واستقرارها وسلامة أهلها.
قنوات التواصل
يتيح برنامج «معاً نحن بخير»الفرصة للراغبين بالمساهمة المالية عبر الرسائل النصية إلى 6670 (1000 درهم)، و6678 (500 درهم)، و6683 (100 درهم)، و6658 (50 درهماً)، والاتصالات الهاتفية على الرقم 8005-MAAN (أو 80056226) للمساهمات العينية والتطوعية والمالية أكثر من ألف درهم، بالإضافة إلى رسائل الواتساب على الرقم 0543055366 للمساهمات العينية والاستفسار، وعن طريق التحويل إلى بنك أبوظبي الأول، حساب رقم IBAN AE100351011003988349032. وتشمل المساهمات العينية المعدات والمباني والخدمات والجهود التطوعية بالوقت والخبرات.
45 مليون درهم لـ «معاً نحن بخير» في يوم واحد
لقي برنامج «معًا نحن بخير» استجابة هائلة في يومه الأول، بعد أن أطلقته هيئة المساهمات المجتمعية - معاً الاثنين الماضي لتوجيه جهود المجتمع نحو الأولويات الصحية والاقتصادية الحالية في الدولة.
وسارع مئات الأشخاص والشركات من جميع أنحاء الإمارات لدعم البرنامج، حيث تم تلقي أكثر من 45 مليون درهم كمساهمات مالية في الـ 24 ساعة الأولى للبرنامج، إضافة إلى ورود أكثر من 300 مكالمة، وتخصيص 1000 وجبة كمشاركة فيه، وبلوغ المساهمات العينية الفردية 42 مساهمة شملت مباني سكنية وغرفاً فندقية وفللاً وأثاثاً، فضلاً على قيام 210 أشخاص بالتسجيل للتطوع بوقتهم وخبرتهم يتضمنون أطباء وعسكريين متقاعدين وتخصصات أخرى مختلفة.
وسيتم توجيه أموال المساهمات المالية لتوفير المساعدة الطبية والتعليمية بالإضافة إلى الإمدادات الغذائية، وذلك من خلال العمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء المعنيين، وفقًا للأولويات الاجتماعية لحكومة أبوظبي في الوقت الذي تكثف فيه استعدادها للاستجابة لتأثير التحديات الصحية الآنية. وأشادت سلامة العميمي، مدير عام هيئة معاً، بالمساهمات حتى الآن وشجعت كافة أفراد المجتمع ومؤسساته على مواصلة التقدم والمشاركة لإحداث فرق خلال هذه الأوقات غير المسبوقة. وقالت : « كانت الاستجابة المجتمعية لبرنامج «معاً نحن بخير» أكثر من رائعة، فقد سارع الكثير من الأشخاص والشركات للتعاون وإظهار دعمهم ومسانداتهم للجهود الرسمية لمواجهة التحديات الصحية الحالية، وفي غضون 24 ساعة فقط، تلقينا العديد من المساهمات المالية والعينية، التي تعكس سخاء وتكاتف مجتمعنا، والتي اعتبرها أقوى برهان على الخير والجود المعروف به مجتمع أبوظبي ومجتمع الإمارات بصفة عامة، كما هي دليل على استعداد الجميع للتقدم والقيام بكل ما في وسعهم لمساعدة البلاد خلال هذه الفترة. وأشجع كل من يرغب في المساهمة على الاتصال بنا، فبخطوات بسيطة يمكننا جميعًا المساعدة في إحداث فرق كبير».