عصام أبو القاسم (الشارقة)

اختارت الهيئة الدولية للمسرح الكاتب المسرحي، والإعلامي والناشط الحقوقي الباكستاني شاهد نديم لكتابة وإلقاء رسالة اليوم العالمي للمسرح (27 مارس 2020)، هذه المناسبة التي يجري الاحتفال بها منذ 1962. وُلد نديم لأسرة مسلمة في كشمير سنة 1947.
وقد كرس معظم أعماله المسرحية للدعوة إلى السلام والتواصل، وكسر الجدار بين المجتمعين الباكستاني والهندي، وبين المسلمين وسواهم من أصحاب الديانات الأخرى في مجتمعه المحلي.
الفنان الذي حاز شهادة الماجستير في علم النفس في جامعة البنجاب، عُرف ناشطاً حقوقياً في بداية حياته المهنية في مدينة لاهور، وتعرض للاعتقال مرات عدة بسبب أنشطته السياسية قبل أن يضطر إلى الهجرة إلى لندن في عام 1980، حيث تعرف للمرة الأولى بزوجته مديحة جوهر (1956 2018)، التي تعتبر من أبرز سيدات المسرح الباكستاني، وكانت قد درست الأدب في العاصمة البريطانية مطلع الثمانينيات، قبل أن تعود رفقة نديم، ليؤسسا معاً فرقتهما المسرحية «أجوكا»، التي نشطت في تقديم عروض مسرح الشارع، وتحدت التقاليد وظروف الحرب، ونتيجة لذلك حصد الزوجان العديد من الجوائز المحلية والدولية.
اعتراف وتحديات
استهل نديم رسالته (أصدرتها الهيئة الدولية للمسرح في نسختين قصيرة، وطويلة ترجمتها إلى اللغة العربية حصة الفلاسي) بالقول إنه ينظر إلى اختياره لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح لعالمي كاعتراف بالمسرح الباكستاني، من أهم مؤسسة مسرحية في العالم، وهو بمثابة تكريم لذكرى مديحة جوهر، أيقونة ومؤسسة فرقة أجوكا المسرحية، وشريكة حياته التي رحلت قبل عامين.
كما تحدث عن المشكلات التي واجهها ويواجهها كفنان مسرحي، مشيراً إلى أن «الأوقات السيئة هي زمن انتعاش المسرح»، وخصص الفنان الباكستاني معظم رسالته لاستعراض الصعوبات التي واجهتهم كفرقة مسرحية. مشيراً إلى أنه فرض على الفنانين المشتغلين بالموسيقى والمسرح أن يبرهنوا أن الفن الذي يمارسونه ليس محرماً.
نديم، الذي يهتم بالصوفية من منطلق ثقافي، استعاد وقائع من تجربته المسرحية المستمرة منذ الثمانينيات ليؤكد ضرورة ألا يستغرق صناع المسرح في البحث والتقصي في القضايا والإشكاليات ذات الطابع الاجتماعي والسياسي بمجتمعاتهم، ويغفلوا أثناء ذلك عن فئة من الناس غير المتعصبين وغير المتطرفين في كل البلدان، مشيراً إلى أن مد جسور التواصل مع هؤلاء يمكن أن يساعد في جذب جمهور منسي إلى صالة المسرح، وفي استكشاف الأبعاد الروحية لـ «أبو الفنون».