سيف الإسلام يتوعد بقتال «حتى آخر امرأة وطفل»!
حذر سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، من حرب أهلية وتقسيم في ليبيا، داعيا إلى بدء حوار وطني يفضي إلى قيام “جمهورية ثانية”. وأقر بوقوع معارك عنيفة في عدد من مدن البلاد، ذاكرا منها تحديدا بنغازي والبيضاء، مشيرا إلى أن المتظاهرين “احتلوا معسكرات وسيطروا على أسلحة”.
وقال سيف الإسلام القذافي في كلمة تلفزيونية الليلة قبل الماضية “نحن الآن أمام خيارين: غدا نقف مع بعضنا من أجل ليبيا، وهناك فرصة نادرة وتاريخية لعمل إصلاح غير عادي في ليبيا بدون تدمير بلادنا، وإلا سندخل في دوامة من العنف”. وقال “قبل أن نحكم ونحتكم للسلاح، وقبل أن ندخل في حرب أهلية مثلما يريدون لليبيا الآن، وقبل أن يضطر كل ليبي إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسه، غدا نقوم بمبادرة تاريخية ووطنية”. وأعلن عن انعقاد المؤتمر الوطني الشعبي العام (البرلمان) قريبا لإجراء إصلاحات، داعيا إلى “نقاش وطني وحوار وطني على دستور ليبيا”. وتابع أن هذه المبادرة ستجري وفق “أجندة واضحة” معددا من بنودها “إقرار مجموعة من القوانين، قانون صحافة، مجتمع مدني، قانون عقوبات جديد، قوانين حضارية تتماشى مع العالم وتفتح آفاق الحرية”.
وتابع “لا بد أن يرجع نظام الحكم المحلي، يكون هناك حكم مركزي محدود”، داعيا إلى “التحول من جماهيرية أولى إلى جماهيرية ثانية، الانتقال إلى ليبيا جديدة، ليبيا الغد” عارضا “علما جديدا ونشيدا جديدا”. وتابع “وإلا استعدوا لتقسيم ليبيا والدخول في حرب أهلية وفوضى، واستعدوا أيضا للاستعمار” محذرا من أن “أساطيل أميركية وأوروبية ستحتلكم لأنهم لن يسمحوا بإمارات إسلامية ولا بهدر النفط ولا بقيام فوضى في ليبيا”. وقال “نحن على محك تاريخي خطير، لا نفرط في ليبيا”. وأقر بأن الجيش ارتكب “خطأ .. وللأسف حصل أن مواطنين ليبيين ماتوا” مبررا ذلك بأن “الناس هاجموا الجيش وقوات الجيش غير مدربة على قمع الشعب”.
وأعلن سيف الإسلام أن ما يجري في ليبيا “مؤامرة”. وقال “هناك مخطط لليبيا، يريدون تحويل ليبيا إلى مجموعة إمارات ودويلات” متهما “مجموعة خونة يعيشون في الخارج” بالوقوف خلف الاضطرابات. كما أفاد عن اعتقال “عشرات العرب والأفارقة تم استخدامهم لإثارة مشاكل” بعدما كانت وكالة الأنباء الجماهيرية أفادت عن اعتقال عشرات المواطنين العرب الذين ينتمون حسب هذه الوكالة إلى “شبكة” تعمل على زعزعة الاستقرار في البلاد. وأقر سيف الإسلام القذافي بوقوع معارك عنيفة في عدد من مدن البلاد، ذاكرا منها تحديدا بنغازي والبيضاء، حيث قال إن المتظاهرين “احتلوا معسكرات وسيطروا على أسلحة”.
ووصف الوضع الحالي في ليبيا بأنه “فتنة وحركة انفصالية وتهديد للوحدة الوطنية في ليبيا كأمة وكدولة”. وقال “الآن في هذه اللحظة تجوب دبابات فيها مدنيون في وسط مدينة بنغازي وفي البيضاء الرشاشات موجودة عند مدنيين وقد تم الاستيلاء على الكثير من المخازن”. وأضاف “هناك مجموعات تريد تكوين دولة في شرق ليبيا هذا برنامجها، بدليل أن هناك مجموعات تريد تشكيل حكومة في بنغازي ومجموعات شكلت إمارة إسلامية في البيضاء”. لكنه حذر من أن “الجيش قادر وسيكون له دور أساسي في فرض القانون والأمن بأي ثمن” مضيفا “لا بد من وقفة حازمة وجيشنا سيكون في ليبيا حتى آخر لحظة”. وقال “الآن كلنا مسلحون” مضيفا أن “عشرات الآلاف يتقاطرون إلى طرابلس للدفاع عنها”. وأكد “معنوياتنا مرتفعة وسنقاتل حتى آخر امرأة وآخر طفل” متوعدا “سنقضي على الفتنة”. وردد سيف الإسلام القذافي مرارا “ليبيا ليست تونس وليست مصر”. وقال “معمر القذافي ليس زين العابدين بن علي وليس حسني مبارك، إنه زعيم شعب”، مؤكدا أنه موجود في طرابلس. وقد وردت معلومات غير مؤكدة أفادت أنه غادر ليبيا مساء الأحد.
وكان رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أعلن خلال اجتماع مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في طرابلس أن من حق ليبيا اتخاذ “كافة الإجراءات” من أجل “الحفاظ على وحدتها واستقرار شعبها وحماية مقدراتها وسلامة علاقاتها مع دول العالم”. وأوضح المحمودي أن “هناك بالفعل مخططات معينة هدامة وإرهابية تريد أن تكون ليبيا قاعدة للإرهاب”. ووضع رئيس الوزراء السفراء “في صورة الأوضاع التي كان تناقل وسائل الإعلام الخارجية لها، قائما على الخلط وعدم التمييز بين الحقائق والأكاذيب”.
المصدر: عواصم