لن تكون مواجهة أرسنال والبارسا اليوم في حاجة إلى المزيد من بواعث الإثارة، فقد توافر لهذه المباراة الكثير من الأسباب التي من شأنها إجبار عشاق الكرة الأوروبية على حبس أنفاسهم، وترقب صافرة انطلاقتها، حيث تتوافر لدى أرسنال الرغبة في الانتقام بعد خسارة نهائي 2006 على يد الفريق الكتالوني. ومن مقومات الجاذبية والإثارة التي تحفل بها مواجهة “المدفعجية” والبارسا عودة تيري هنري إلى أحضان الجماهير التي عاش معها مجداً لن يعود، كما أن هناك حالة من الترقب الإنجليزي لظهور الساحر ميسي بـ”مسرح الإمارات”، ويضاف إلى ذلك مواجهة فابريجاس لرفاقه في المنتخب الإسباني وخاصة تشافي في معركة خاصة للسيطرة على منتصف الملعب، كما انه سيجد نفسه (في حال تعافيه من الإصابة) في مواجهة خاصة مع ليونيل ميسي رفيق الدرب في مراحل الطفولة والمراهقة في أكاديمية البارسا التي احتضنت موهبتهما من البداية. طموحات جماهير أرسنال في استكمال المسيرة الأوروبية يحملها الخبير الفرنسي أرسين فينجر، والذي تحدث قبل ساعات من المواجهة المثيرة فقال:”متعة كرة القدم في مشاهدة لاعب مثل ميسي، وما يفعله لم يعد مجرد كرة قدم، بل تحول إلى نوع من الفنون، وما يقدمه في هذا العمر الصغير لم يسبق له مثيل، فحينما يأخذ الكرة من منتصف الملعب ويتوجه صوب مرمى الفريق المنافس بغرض إحراز هدف فإنه يفعل ما لا يستطيع أحد أن يفعله الآن، إنها طريقة الأداء التي لا يمكن أن نشاهدها سوى في المباريات المدرسية، ولكنه يفعلها في أصعب المباريات ويتفوق على أكثر الخطط الدفاعية تعقيداً، ومنذ عامين قلت لنفسي هذا اللاعب لن يمكنه تقديم المزيد ولن يتمكن من الارتقاء بمستواه أكثر من ذلك، ولكنني اليوم أقول إنه لاعب من كوكب آخر”. وعن ذكريات المباراة الشهيرة في نهائي 2006 والتي شهدت طرد حارس أرسنال في هذا الوقت ينز ليمان مما سهل من مهمة البارسا الذي فاز بثنائية مقابل هدف، عن هذه المباراة قال فينجر: “نعم ما زالت أشعر بالحزن والندم على الهزيمة وضياع اللقب، والندم مبعثه أن سيناريو المباراة لم يكن عادلاً بالنظر إلى الأحداث والقرارات التحكيمية، وإذا لم تحدث هذه التطورات خلال المباراة لكان من المؤكد حدوث سيناريو آخر أكثر انحيازاً لصالحنا، وعلى الرغم من أننا لعبنا بعشرة لاعبين فقط إلا أن فرصاً كثيرة للتسجيل أتيحت لنا، وفي جميع الأحوال ما زال هناك شعور بالمرارة لفشلنا في الفوز باللقب الأوروبي” التمسك بالهجوم من جانبه، قال بيب جوارديولا المدير الفني للبارسا إنه لن يتخلى عن الفكر الهجومي الذي لم يتنازل فريقه عنه منذ أن تولى قيادته، وفي تعليقه على المباراة قال المدرب الإسباني: “منذ أن استعان البارسا بخدماتي ونحن نقدم كرة هجومية تتحلى بالشجاعة، إنها فلسفة خاصة ونحن نؤمن أن كرة القدم تكون أكثر متعة حينما يكون لديك الإصرار على الكرة الهجومية بغرض الفوز، ومن المتعة ألا يتخلى الفريق عن شخصيته في أي ظرف، ودائماً لا أطلب من فريقي أكثر من أن يعبر عن نفسه ويقدم الأداء المعتاد في كل مباراة، كما أن هناك دوافع أخرى تجعلنا أكثر احترافية وتركيزاً وسعياً إلى الفوز وإمتاع الجماهير، وهذا الدافع يتمثل في تعلق الملايين حول العالم بكرة القدم، والآلاف من هؤلاء يذهبون إلى الملاعب ويتكبدون الكثير من النفقات لكي يستمتعوا بكرة القدم ضاربين عرض الحائط بالغلاء المعيشي الذي يجتاح العالم، ومن واجبنا أن نجعل الملايين يستمتعون بكرة قدم حقيقية” . ميسي «مجنون» أكد نيكلاس بيندتنر مهاجم أرسنال أن ميسي هو الأفضل في العالم حالياً منوهاً إلى أن نجم البارسا والمنتخب الأرجنتيني ليس مجرد لاعب يمتلك قدرات تهديفية عالية بل هو أهم من ذلك بكثير، وأشار مهاجم أرسنال إلى ذلك بقوله:”بالنسبة لي ميسي أفضل لاعب في العالم بلا منازع، فهو يمتلك نظرة رائعة في الملعب، والمهارات التي يقدمها أقرب إلى الخيال والجنون منها إلى الواقع الكروي الذي نعرفه، وما يفعله بالكرة شيء لا يصدق، وهو ليس مجرد هداف بارع على الرغم من أن قدراته التهديفية مذهلة، فهو يعني الكثير للبارسا بقدراته التي يمتلكها، أعتقد أن إيقافه مستحيل خاصة حينما يتمكن من وضع المدافع في ظهره ويتوجه نحو المرمى، فهو يمتلك معدلات سرعة لا يمكن التعامل معها أو السيطرة عليها” على الرغم من غيابه عن آخر الحصص التدريبية لفريقه وتصاعد الشكوك حول عدم مشاركته في مباراة اليوم، إلا أن سيسك فابريجاس نجم وسط أرسنال كان حاضراً في تصريحات تشافي نجم البارسا الذي قال: “أنا وسيسك تجمعنا صداقة قوية، ولكن في مثل هذه المباريات تتوقف مثل هذه العلاقات الإنسانية مؤقتاً، وحتى إذا لم يكن لائقاً للمشاركة في المباراة فإن الجهاز الفني لأرسنال سوف يدفع به، فهو لاعب شجاع وهو محور أداء لا غنى عنه، ونحن نتمنى وجوده في الملعب لأننا نرحب دائماً بخوض المباريات أمام أفضل لاعبي العالم، والمباراة ستكون ممتعة لأنها تجمع بين فريقين يعشقان الكرة الهجومية، وفي مثل هذه المرحلة من البطولة حينما يلتقي أرسنال والبارسا فالمباراة أقرب ما تكون إلى تصادم قطارين، ولكننا نشعر أننا الأقرب إلى التأهل، وإذا استغرق لاعبو أرسنال في مراقبة ميسي فماذا سيفعلون لإيقاف خطورة بقية عناصرنا؟”.