هزاع أبوالريش (أبوظبي)

في مبادرة شخصية، تأتي مكتبة زايد داعمة للحركة الثقافية، والرؤية الوطنية في ترسيخ مفهوم القراءة والكتاب، حيث إنها تضم 10000 عنوان ونحو 400 مخطوطة منذ عام 1507، موثقة التاريخ بجذوره العتيدة، محتفظة بموروث الأجداد العريق المكتوب منه والمدون، الذي يعود إلى عام 1830.
وقال سعيد علي الشحي، مؤسس قرية زايد التراثية، لـ«الاتحاد»: فخور جداً بإنشاء مكتبة زايد، الكائنة في قرية زايد التراثية في إمارة رأس الخيمة شمال غليلة، التي تسهم في الحفاظ على الموروث الفكري والأدبي وترسخ قيمة القراءة والكتاب.
ويضيف الشحي: تحتوي المكتبة على أمهات الكتب الأساسية، في مختلف المجالات الفقه، والأدب بأنواعه، والاقتصاد، والسياسة والطب والهندسة، والكتب المعرفية والتعليمية والمعنية بتاريخ الإمارات والجزيرة العربية والمنطقة.
وتابع الشحي: قمنا بتجميع الكتب قبل إنشاء قرية زايد التراثية والمكتبة منذ 20 سنة، وتم اكتمال المكتبة بشكلها ورونقها البهيّ في عام 2005، ملبية احتياجات الطلبة والمتعلمين والباحثين والمهتمين بالقراءة بما تحتويه من مخزون ثري يستفيد منه الزائر، ويشعر بأنه وسط بستان من الأغلفة والمعرفة في آنٍ واحد.
وأوضح الشحي: معاناتي في البحث عن المراجع، واحتياجي للكتاب، كانا دافعين رئيسين لتأسيس هذه المكتبة، وهذا ما أعطاني حافزاً لبذل جل ما لديّ من جهد لإنشائها، ومن ثم تخصيصها للجميع للاستفادة منها.
وأشار إلى أن هناك مجموعة كبيرة من طلاب الدراسات العليا قد استفادوا مما تقدمه المكتبة من استعارة للمصادر والمراجع في كتابة بحوثهم الجامعية، وما تحتويه من إصدارات قيّمة وثرية، تعطي الطالب الفرصة للحصول على ما يريده من علمٍ ومعرفة، مؤكداً أن الاحتفاء والاحتفاظ بالكتب التراثية مهم جداً، حيث إنها تعد مرجعاً للأجيال القادمة، ويستند عليها أغلب الباحثين للحصول على ما يريدونه من معلومات تنفعهم في الجهود الدؤوبة، التي يبذلونها للحفاظ على التراث والاعتناء به.
وبالنسبة لإدارة المكتبة، هناك اهتمام بالغ من حيث تصنيفات الكتب فيها بالعناوين والأرقام الدقيقة، ودرجة حرارة المكان تبدو مناسبة لحفظ الكتب من التلف والعوامل الأخرى، التي قد تؤثر عليها مع مرور الزمن، مختتماً حديثه: «يجب أن تكون في كل بيت مكتبة، كونها غذاءً للروح، وتنمية للعقل ليستفيد منها أفراد الأسرة والمضي بهم قدماً نحو حياة مليئة بالآمال والتطلعات المشرقة».