حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
حذر رئيس لجنة أزمة السيولة في مصرف ليبيا المركزي بمدينة البيضاء رمزي الأغا من وضع الحكومة التركية يدها خلال الأيام القليلة المقبلة على الأموال الليبية المودعة هناك، مؤكداً أن جماعة الإخوان الإرهابية المسيطرة على المصرف ستقوم بتلك الخطوات دعماً لنظام أردوغان.
وأكد الأغا في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» من ليبيا، أن جماعة الإخوان الليبية أودعت ما يقرب من ستة مليارات دولار في بنوك تركية وثيقة الصلة بأردوغان، مشيرا إلى أن أنقرة تسعى لوضع يدها على تلك الأموال لدعم استقرار الليرة التركية.
وأشار إلى أن النظام التركي سيقوم بوضع يده على الأموال الليبية بحجة تنفيذ أحكام قضائية لعدد من الشركات التركية التي كان لها تعاقدات إبان حكم معمر القذافي، بالإضافة إلى مديونية علاج جرحى الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق ودعمها بالأسلحة والمدرعات.
واتهم الأغا حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج بإهدار المال العام تحت بلطجة الشرعية الدولية المزعومة، موضحا أن السراج وحكومته لم يتخذا موقفا جادا في مواجهة وباء كورونا.
عسكرياً، تجددت الاشتباكات في محاور القتال بالعاصمة طرابلس بين قوات الجيش الليبي والميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق رغم إعلان الطرفين عن وقف إطلاق النار بسبب الأوضاع الإنسانية ومواجهة وباء كورونا.
وقال مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» إن الميليشيات المسلحة مدعومة بمرتزقة سوريين استهدفت تمركزات الجيش الليبي في محور عين زارة، موضحاً أن القوات المسلحة الليبية ألحقت بالمسلحين خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
إلى ذلك، اتهمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية، الميليشيات المسلحة والمرتزقة التابعين لحكومة السراج غير الدستورية وغير المعتمدة والمنتهية الصلاحية بخرق القانون الدولي الإنساني؛ من خلال ضرب الأهداف المدنية في منطقة قصر بن غشير ومدينة ترهونة الآهلة بالسكان.
وأوضح بيان الخارجية الليبية أنه الوقت الذي يواجه العالم حربًا شرسة ضد وباء كورونا القاتل الذي يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي والذي دعا القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية للترحيب بالهدنة ووقف إطلاق النار، إلا أن الميليشيات وحكومة السراج غير الدستورية وغير المعتمدة والمنتهية الصلاحية والمرتزقة الأجانب مازالوا يمارسون الانتهاكات والجرائم في تحد صارخ للمجتمع الدولي بضربهم للأهداف المدنية والمدنيين.
وأدانت الخارجية الليبية ممارسات الميليشيات المسلحة داعية البعثة الأممية المعنية بليبيا والمجتمع الدولي لإدانتها وضرورة تفكيك الميليشيات وجمع سلاحها للذهاب إلى ليبيا الجديدة دولة القانون والمؤسسات التي لا مكان فيها للفوضى والإرهاب والميليشيات والخارجين عن القانون.
وفي إطار الجهود التي تقوم بها ليبيا لمجابهة فيروس كورونا، نشر الإعلام الحربي التابع للجيش الليبي مشاهد توثيقية بعد إغلاق معبر مساعد البري بشكل تام من قبل الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني لمجابهة الوباء، وعملت على تنظيم حركة السيارات المُحمّلةِ بالبضائع بعد أن قامت بتعقيمها تحت إشراف الفريق الطبي المصاحب لها.
يذكر أن اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا المشكلة بقرار القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر قد دعت الجميع إلى الالتزام بالقرار حماية لصحة كافة المواطنين وضمان عدم وصول المرض إلى ليبيا.
بدوره أفصح رئيس الأركان العامة للجيش الليبي الفريق عبدالرازق الناظوري عن ترتيبات مع مدراء المصارف لتسهيل التداول الالكتروني خلال الأزمة ووضع حلول أخرى للمواطنين، مطالباً كافة رجال الأعمال بالتضامن مع الشعب خلال هذه الأزمة.
وشدد الفريق الناظوري على أن المخزون الاستراتيجي للسلع يكفي لثمانية أشهر قادمة، منوهاً إلى أن الأوضاع مطمئنة حتى الآن، كما استهجن استمرار بعض حالات تهريب الهجرة غير الشرعية، لافتاً إلى أن القوات المسلحة الليبية ستستخدم السلاح الجوي لمحاربة هؤلاء الذين ينوون إدخال المرض إلى ليبيا.