ماكريستال: معاقل «طالبان» الأفغانية في باكستان لم تعد آمنة
أعلن قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال أن معاقل حركة طالبان الأفغانية في المناطق القبلية في باكستان “لم تعد آمنة كما كانت عليه قبلا “. فيما أعلن الحلف الأطلسي مقتل أحد جنوده بقنبلة يدوية الصنع ما يرفع الى 137 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان مند بداية السنة .
وفي هذه الأثناء قال مسؤولون أمنيون إن مسلحي حركة طالبان أطلقوا صاروخا واحدا على الأقل على قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية في أفغانستان بعد ساعات من انتهاء زيارة أوباما المفاجئة التي استغرقت ست ساعات إلى أفغانستان.
وقال الجنرال مكريستال في حديث نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أمس “مع الجهود المتزايدة التي تبذلها باكستان ضد عناصر طالبان الباكستانيين، باتت معاقل الأفغان من عناصر طالبان هناك في باكستان أكثر خطورة عليهم. والاعتقالات التي حصلت أخيرا هي بمثابة رسالة إلى المقاتلين من طالبان أفغانستان بان معاقلهم لم تعد بالتأكيد آمنة كما كانت عليه قبلا “. وكان العديد من قادة طالبان أفغانستان اعتقلوا في باكستان.
وأضاف الجنرال ماكريستال “إذا كان لهذه الاعتقالات تأثير من الصعب تفسيره على العملية السياسية ، فان لها بالتأكيد تأثير مباشر جدا على فعالية طالبان في ساحة المعركة”.
واعتبر ماكريستال أن تمرد حركة طالبان في أفغانستان لا يحظى بشعبية مضيفا أن هذه الحركة “لم تثبت أبدا أنها يمكن أن تنتصر في ساحة المعركة” معربا عن اقتناعه بإمكانية الانتصار عليها ، رغم المعلومات التي أوضح أنها متوفرة معه والتي تؤكد أن ايران “تقدم المساعدة لطالبان”.
وأضاف الجنرال الأميركي “أن تمرد طالبان ليس قويا إلى هذا الحد.. إنه تمرد له مواقع حصينة وقادة ومقاتلين مندفعين إلا أنه يحمل في الوقت نفسه عبء ماض سلبي للغاية”. وأوضح أن “التمرد يستمد قوته من ضعف الحكومة الأفغانية” مشيرا إلى احتمال انتقال مقاتلي طالبان من هذا المعسكر إلى ذاك. وقال ماكريستال “هناك تقليد في أفغانستان مفاده أن المقاتلين يستبدلون المعسكر الذي ينتمون اليه. ونستطيع نحن استخدام هذا التقليد”. وأوضح الجنرال ماكريستال أن تنظيم القاعدة غير الموجود حسب قوله في أفغانستان “سيعود إليها على الفور” في حال انسحاب القوات الغربية.
إلى ذلك ، اعلن الحلف الأطلسي مقتل أحد جنوده أمس بقنبلة يدوية الصنع ما يرفع إلى 137 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في افغانستان مند بداية السنة ، وهي اكبر حصيلة خلال فترة قصيرة في ثماني سنوات من الحرب.
وأوضحت قوة الحلف الأطلسي (ايساف) في بيان أن الانفجار وقع في جنوب أفغانستان بدون أن توضح هوية أو جنسية الضحية. وتفجيرات القنابل اليدوية الصنع هي السبب الرئيسي للوفيات في صفوف جنود القوات الدولية البالغ عددهم نحو 121 ألفا في أفغانستان، وثلثاهم من الأميركيين .
في السياق ذاته، قال مسؤولون أمس إن مسلحي طالبان أطلقوا صاروخا واحدا على الأقل على قاعدة عسكرية أميركية رئيسية في أفغانستان بعد ساعات من انتهاء زيارة أوباما المفاجئة التي استغرقت ست ساعات إلى أفغانستان.
وذكر جيفري لوفتين، المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي في كابول، أن قاعدة “باجرام” تعرضت لهجوم صاروخي بعد ساعات من مغادرة أوباما حيث ألقى كلمة أمام ألفي جندي. وقال “ كانت هناك نيران عشوائية ، لكن لم تقع أي خسائر في الأرواح”، مشيرا إلى أن أوباما “كان قد غادر بالفعل” عند سقوط الصاروخ.
وأعلنت طالبان في بيان لها نشر على موقعها على الإنترنت أن ثلاثة صواريخ أطلقت على القاعدة مع إنهاء أوباما لزيارته.
من جهة أخرى، تحطمت طائرة مروحية تابعة للقوات الأطلسية فى إقليم زابول بجنوب أفغانستان. ولم يسفر الحادث عن سقوط ضحايا . لكن مسؤولا محليا قال إنه وقعت إصابات بين الأفراد الذين كانوا على متن المروحية.
وقالت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التى يقودها الناتو فى بيان أن الحادث لم يسفر عن وقوع قتلى كما تم نقل جميع الأفراد الذين كانوا على متن الطائرة لمنشآت طبية تابعة لإيساف .
انتحاري يستهدف موقعاً لميليشيا مناهضة لـ «طالبان باكستان»
بيشاور (وكالات) - أعلنت الشرطة الباكستانية أن انتحاريا استهدف أمس موقعا لميليشيا مناهضة لطالبان في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان، فقتل بعبوته الناسفة أحد عناصر هذه الميليشيا وأصاب اثنين آخرين بجروح. وفي هذه الأثناء، صرحت مصادر أمنية باكستانية بأن القوات الباكستانية قتلت 29 مسلحا على الأقل خلال مواجهات وقعت الليلة قبل الماضية في المنطقة ذاتها.
وتسلل منفذ الاعتداء إلى مقر هذه الميليشيا المؤلفة من متطوعين في قرية تانك بإقليم الحدود الشمالية الغربية، وهي منطقة قبلية متاخمة للحدود مع أفغانستان ينشط فيها عناصر طالبان، وفجر عبوته بعيد انتهاء اجتماع كان يعقده عناصر معادون لطالبان.
وقال شرطي لوكالة فرانس برس أن “متطوعا قد قتل وأن اثنين آخرين أصيبا بجروح. وما حصل كان عملية انتحارية”. وأكد مسؤول في أجهزة الاستخبارات الباكستانية وقوع الهجوم، موضحا أن المقر الذي استهدف ينتمي الى قاري مصباح الدين شقيق قاري زين الدين منافس القائد السابق لطالبان باكستان بيت الله محسود.
إلى ذلك، صرحت مصادر أمنية باكستانية بأن القوات الباكستانية قتلت 29 مسلحا على الأقل خلال مواجهات وقعت الليلة قبل الماضية في المنطقة القبلية القريبة من الحدود الأفغانية. ووقعت المواجهات في منطقة أوراكزاي القبلية حيث استهدفت قوات من المشاه مدعومة بالدبابات وتحت غطاء نيران المدفعية مقاتلين ينتمون إلى طالبان والقاعدة.
وقال مسؤول بارز من فيلق القوات الحدودية شبه العسكرية التي تقود الهجوم في المنطقة القبلية إن القوات كانت تتصدى لهجوم استهدف اليوم نقطة عسكرية وأسفر عن جرح جنديين . وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه ليس مخولا بالحديث مع الإعلام إن القوات قتلت تسعة “إرهابيين في ردها على الهجوم. وفي هجوم منفصل وقع بعد ظهر يوم أمس الأول، أوضح مسؤولون أن متمردين هاجموا نقطة أمنية أعقبتها مواجهة انتهت بمقتل عشرة منهم، ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا في جانب قوات الجيش. وأوضح الجيش أن مروحيات حربية قصفت عدة مواقع يعتقد أن مسلحين يختبئون فيها في منطقة تشابري فيروزخيل مما أدى لمقتل عشرة مسلحين أيضا.
المصدر: باريس