لمياء الهرمودي (الشارقة)

اعتبرت هيئة الشارقة للتعليم الخاص وجود بعض التحديات في نظام التعلم عن بُعد أمراً واردا، داعية إلى التعاون لإنجاح التجربة، خاصة وأنها أمر استدعته المواجهة مع فيروس كورونا المستجد.
ونوهت في الوقت نفسه إلى مزايا التجربة في الحفاظ على صحة وسلامة الطلبة ومن ثم أولياء الأمور، ودورها في ضمان استمرارية التعليم.
بداية، قال علي الحوسني مدير عام الهيئة: تستدعي التطورات والظروف الراهنة من الجميع التحلي بالصبر، لا سيما أن تجربة «التعلّم عن بُعد» تعد تجربة جديدة، حتى تنضج تماماً ونتمكن من تلمس نتائجها، وتطويرها، مشيراً إلى أنها الحل الأمثل والخيار الأفضل، الذي يلبي حاجات الطلبة ومتطلباتهم الأكاديمية، ويضمن سلامتهم وأمنهم مع الوضع الراهن الذي استدعى اتخاذ المؤسسات التعليمية للعديد من التدابير الاحترازية لحماية الطلبة ودرء خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد- كوفيد 19، وضمان استمرارية التعليم بحلول مبتكرة.
وأضاف: «إن الهيئة وضعت خططاً استراتيجية مسبقة، تضمنت التدريب المهني للقيادات المدرسية، ومعلمي المواد، وتزويد المدارس بالاحتياجات المطلوبة، بالتعاون مع عدد من الجهات الأخرى، إضافة الى تخصيص غرفة عمليات لتلقي الملاحظات والاستفسارات والتغذية الراجعة والعمل على تحويلها إلى إجراءات تطويرية، وطرح حلول استباقية».

حزمة ورش تفاعلية
وأكد الحوسني أن ضمان نجاح منظومة التعليم عن بُعد في 116 مدرسة تستضيف أكثر من 200 ألف طالب وطالبة، وضع الجميع أمام تحدٍ كبير، واستدعى إطلاق حزمة من المبادرات الرامية إلى تبديد كافة التحديات التي قد تؤثر على استمرارية العملية التعليمية، تضمنت تدريب الكوادر التعليمية وتعزيز مهاراتهم، وتنظيم حزمة ورش تفاعلية، استهدفت إدارات المدارس، الأكاديميين، معلمي المناهج الدراسية، والمساعدين بالتعاون مع جامعة حمدان بن محمد الذكية وجامعة هلسنكي، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، كما يجري حالياً تقييم معمق للمدارس من خلال فريق الخبراء في الهيئة، إلى جانب الاختبارات الشاملة لمختلف منصات التعلّم عن بُعد، وصولاً إلى أدق التفاصيل التي تضمن توفير إمكانية الوصول والحصول على التعليم بسهولة ويسر، إضافة إلى ذلك فإن الهيئة مستمرة في عملية التطوير المهني للكادر الإداري والتعليمي من خلال تدريبهم عن بُعد على أدوات وأساليب تطبيق التعلّم عن بعد، إلى جانب متابعة فريق الخبراء للمدارس بهدف تقييم أدائهم خلال الفترة المقبلة.

تحديات تقنية
ولفت مدير عام هيئة الشارقة للتعليم الخاص أن الفترة الحالية ستشهد تحديات تقنية، نتيجة عدة عوامل منها اختلاف المناهج التي تتبعها المدارس، وتباين المستويات والبنية التحتية لكل مدرسة، إضافة إلى مدى قدرة الأهالي على التعامل مع أنظمة التعلّم عن بُعد، خاصة أن تطبيقه جاء خلال فترة قصيرة بحكم الظروف الطارئة، مثمناً جاهزية وحرص أولياء الأمور لمساندة أبنائهم، والتواصل مع المدرسة، لإنجاح هذه المبادرة، وتحقيق أهدافها ومخرجاتها، ما يعكس الحس المسؤول والواعي الذي غرسته القيادة الرشيدة.
وشدد الحوسني على أن الهيئة تعمل يداً بيد مع المدارس، ومختلف المؤسسات التعليمية، للاستفادة وتبادل التجارب التي تسهم في توحيد منظومة التعلّم عن بُعد، وتقدم الحلول والأدوات للتحديات الطارئة، مشيراً إلى أن الهيئة ستقدم الدعم اللازم لضمان سير منظومة العملية التعليمية لما فيه مصلحة العملية التعليمية وأبنائنا الطلبة بشكل عام.
كما أبدى عدد من أولياء أمور طلبة في مدارس خاصة بالشارقة بعض الملاحظات بشأن التجربة ومدى جاهزية وفعالية مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك
المعلمين المدربين أو التقنيات المساعدة للتعلّم عن بعد، وطالبوا هيئة الشارقة للتعليم الخاص بإلزام المدارس بتوفير البنية التقنية التي تمكن الطلبة من التفاعل مع التعلّم عن بُعد ومواكبة هذه المبادرة الوطنية الرائدة.
وأكد عدد من أولياء الأمور لـ«الاتحاد» أن التجربة كشفت عن تحديات، مشيرين إلى أنهم صاروا أنفسهم يتحملون مهمة التدريب والإرشاد، والإشراف، وشرح الدروس لأبنائهم، بالإضافة إلى إدارة الملفات التي أغلبها في صيغ تحتاج لبرامج أخرى خاصة ليتمكن الطالب وولي الأمر من الاطلاع عليها وقراءتها.

برامج غير احترافية
وقالت أمينة يعقوب، ولية أمر لأطفال في 6 مراحل تعليمية مختلفة: البرامج التي استخدمت للتعلّم عن بُعد ليست برامج احترافية بالقدر الكافي، ويحتاج أغلب المعلمين لمزيد من الإلمام بخطة وفكرة التعلّم عن بُعد، مشيرة إلى أنها واجهت ضغطاً نفسياً كبيراً في اليوم الأول مع تلقي المهام والتكليفات. وقالت إنه سيكون من الأفضل اختيار برنامج تعليمي موحد بين المدارس الخاصة، ملم بكل الأدوات التي تسهل عملية التعلّم عن بُعد.

كثرة التكليفات
ومن جهتها، أكدت حياة مسلم: تم إرسال تطبيق من إدارة المدرسة باسم «classroom»، مع فيديوهات وتكليفات وتعليمات وأوراق عمل. وأشارت إلى أن ولي الأمر يضطلع بدور كبير، خاصة مع تنوع وتعدد التكليفات التي يتعين على الطلبة أدائها. وقالت إن الدروس المباشرة ستكون أكثر فائدة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن أولياء الأمور يواجهون تحدي التنسيق بين أوقات دراسة الأبناء في المنزل وبين ساعات عملهم.

مهام وتكليفات
ومن جانب آخر، أكد عصام عيسى أنه واجه تحديات في اليوم الأول، تؤكد ضرورة تطوير خطط الأداء لتلبية طموحات الدولة، من حيث استعداد أطراف العملية التعليمية للتعامل مع التجربة باحترافية تضمن نجاحها على مختلف المستويات عبر التقنيات الحديثة.
وأضاف: لمدة 3 أيام أقوم بتنزيل المهام والتكليفات التي تم إرسالها من المعلمين في المدرسة إلى أبنائي الثلاثة والذين هم في مراحل تعليمية مختلفة، وأبذل جهداً كبيراً كولي أمر، لشرح الدروس وتعليم الأبناء على استخدام الموقع.
وأشار أولياء أمور أيضاً إلى أن التعلّم عن بُعد يصعب على الطلبة من الصف الثالث الابتدائي وما دون ذلك، حيث إنهم بحاجة إلى عملية تأهل لاستخدام البرامج، وطرق حل الواجبات وإعادة إرسالها كمرفق في البرنامح نفسه الذي تم اختياره.