الشيف جاستين يصف مهرجان الطهي في أبوظبي بالمنتج الراقي
على مدى برنامج “فنون الطهي - أبوظبي” الممتدة من 8 حتى 23 من الشهر الجاري، شهدت الإمارة الكثير من الفعاليات التي أغنت قطاع الضيافة بإبداعات 20 من كبار الطهاة العالميين. وكان آخرها العشاء الاستثنائي الذي أعده الشيف السنغافوري جاستين كويك، أمس الاثنين في مطعم بان إيجان كويست الكائن في الطابق الـ 36 من فندق جميرا على كورنيش أبوظبي.
وقال الشيف كويك أحد أكثر الطهاة نيلاً للجوائز في العالم، عن تجربته الثرية في أبوظبي: إنها الزيارة الأولى لي في عاصمة الإمارات، ولم أكن أتوقع كل هذه الحفاوة التي استقبلت بها، وأنا معجب فعلاً بحجم الاهتمام الذي يوليه المعنيون لقطاع الضيافة لا سيما من خلال مهرجان فنون الطهي الذي وصل صداه إلى أهم المحافل السياحية في العالم.
والطاهي السنغافوري الذي يعتبر مهندس المطبخ الفرانكو - آسيوي ونجم عروض الطهي الترويجية، قدم نماذج من خبرته إلى فريق الطهاة في فندق جميرا الذي يحظى بإطلالة بانورامية فريدة على كورنيش العاصمة، وعليه يذكر أنه من خلال اطلاعه على طبيعة العمل خلف كواليس المهرجان، سيحمل معه الكثير من الانطباعات الإيجابية التي تدل على تميز المهرجان، الذي وصفه بالمنتج الراقي.
طاهي المشاهير
ويروي طاهي المشاهير السنغافوري الشيف جاستين كويك “لقد بدأت حياتي المهنية طاهياً لمدة عامين على متن سفينة تجارية، ومن ثم سافرت للتدرب في بانكوك تحت إشراف الطاهي المخضرم برتراند لانجليت، وقد شجعني على التوجه إلى فرنسا لمتابعة تدريبي”.
ويشير إلى أنه لم يتردد في التضحية بكل ما جمعه من أموال في حياته للإقدام على هذه الخطوة التي لم يندم عليها قطعا. ويلفت هنا الى أن طريق النجاح لا بد من أن تبدأ بخطوة جريئة عنوانها المثابرة والتضحية بالكثير مقابل الوصول الى الهدف المنشود. ويضيف “لم أنظر أبدا الى هذه الخطوة على أنها مغامرة محفوفة بالمخاطر، وانما استمتعت بوقتي في تلك المرحلة التي شكلت فيما بعد جوهر حياتي المهنية”. وهنا يستطرد الشيف كويك قائلا “أتطلع خلال إقامتي في أبوظبي إلى التواصل مع بعض الطهاة المبتدئين لإسداء النصح لهم. وهذا شغف لي بأن أساهم في صقل المواهب والمساعدة على أن يكتسب الطهاة الطموحون الشهرة التي يصبون إليها. فكل طاه عصامي يحتاج لأن يتعلم من أفضل المصادر، وأن يرتاد أفضل المطاعم حتى تصبح لديه القدرة على التمييز بين النكهات الجيدة”.
حب المثابرة
وبهذا الاصرار الذي دفعه الى التألق ومع عودته إلى بلاده عام 1992، أصبح الشيف كويك كبير طهاة السفارة الفرنسية في مدينة ليون السنغافورية، وهناك تولى خدمة المفوضين الساميين قبل افتتاح مطعمه الأول “ليزامي” الذي نال استحساناً كبيراً بفضل مأكولاته الفرنسية الممزوجة بالنكهات الآسيوية الفريدة. وقام بعدها بافتتاح سلسلة مطاعم له في تايبي وشانجهاي وهونج كونج.
وهو منذ ذلك الحين يحصد الكثير من الجوائز العالمية المرموقة في مجال الطهي. ويورد الطاهي السنغافوري أنه لم يكن ليثبت تميزه في قطاع السياحة ما لم يقض معظم وقته بالتدرب على أيدي الكبار ومساعدتهم حتى في أقل الأمور التي يعجب بأن الجيل الجديد يترفع عنها هذه الأيام. ويقول “ليس من المهم كيف تكون بداياتنا وأين نقضيها في السعي وراء النجاح، وإنما الأهم أين سنصل وخلال أي مدة زمنية”. وهو يعتبر أنه كلما كثف الطاهي من تجاربه واحتكاكه بميدان العمل الفعلي، قلص الفترة التي يحتاج إليها ليضع قدمه على الدرجة الأولى. ويشير الشيف كويك إلى أن ما من أحد من المشاهير في مجالهم مستعد لمساعدة أي شخص مغمور ما لم يلمس فيه حب المثابرة. وينصح الجيل الصاعد بالتواضع والاعتراف بعطاءات الكبار الذين أمضوا سنوات عدة من الجهد قبل الوصول الى القمة.