حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
اتهم الجيش الوطني الليبي أمس الميليشيات الإرهابية بخرق الهدنة الإنسانية في منطقة الشرشارة شمال مدينة ترهونة بوابل من صواريخ جراد، ما دفع القوات للرد على مصدر النيران الذي استهدف تمركزات القوات المسلحة في محاور طرابلس المختلفة.
وقال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، إن قائد ميليشيا الإسناد التابعة لحكومة فائز السراج يتوعد بمزيد من العمليات ضد المدينة والمنطقة بالكامل، وذلك في الوقت الذي تتساقط فيه القذائف العشوائية من مدفعية المليشيات على أحياء منطقة قصر بن غشير ووادي الربيع شرق طرابلس.
وقصفت الميليشات منطقة قصر بن غشير بالقرب من الطويشة بأكثر من 8 صواريخ حتى الآن، وهو ما منع الليبيين من الخروج من المنازل خوفاً على أرواحهم.
ويأتي قصف الميليشيات لمنطقة قصر بن غشير بعد ساعات من قصف منطقة الشرشارة بمدينة ترهونة، وذلك بأكثر من عشرة صواريخ جراد في خرق واضح لهدنة وقف إطلاق النار المعلن عنها في العاصمة طرابلس.
بدوره أعرب عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة محمد العباني، عن إدانته للهجمات الصاروخية التي تتعرض لها مدينة ترهونة، مؤكداً أن استهداف المدينة من قبل ميليشيات السراج والقوات التركية والمرتزقة السوريين يعد خرقا لوقف إطلاق النار وتهديدا للمدنيين في وقت تفشي جائحة الكورونا عملا لا مبرر له لا من الناحية العسكرية ولا من النواحي الصحية.
وأشار العباني في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إلى ضرورة القضاء على الميليشيات من أجل الوصول إلى هدنة حقيقية تخلق المناخ الأمني المناسب لحل الصراع في ليبيا، معربا عن استهجانه للهجمات الصاروخية على مدينة ترهونة من قبل الأتراك والمرتزقة السوريين. وأوضح العباني إلى أن قصف الميليشيات لن يزيد الشعب الليبي إلا إصرارا على محاربة الإرهاب وتطهير ليبيا من الرجس والخبث للتيارات الإخوانية الفاسدة.
إلى ذلك، طالب مجلس مشايخ ترهونة، القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية إلى ضرورة العمل على إنهاء الميليشيات بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن ما قامت بها الميليشيات المسلحة يعد ضرباً صارخاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية، واحترام مبدأ وقف إطلاق النار في ليبيا.
وفي سياق متصل، أعلن قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي اللواء مبروك الغزوي، مقتل 4 جنود أتراك وقيادي سوري، خلال الاشتباكات الأخيرة بين قوات الجيش الوطني وقوات الوفاق، في المحاور الجنوبية للعاصمة طرابلس. وأوضح الغزوي في كلمة مصورة مساء الأحد، أن الجنود الأتراك قتلوا إثر حصار طويل قامت به الوحدات العسكرية التابعة للجيش في محور عين زارة، طيلة يوم الثلاثاء الماضي، بينما توفي القيادي السوري متأثرا بإصابته البليغة بعد أسره رغم محاولات إسعافه، مضيفا أن الجيش يتحفظ على هذه الجثث ولا يمانع في تسليمها إلى ذويهم عبر الهلال الأحمر الليبي.
واستمرارا لجهود ليبيا في مجابهة فيروس كورونا في البلاد، أصدر وزير الداخلية بالحكومة الليبية المؤقتة إبراهيم بوشناف قرارا بحظر التجول حظرا تماما اعتبارا من يوم الأربعاء المقبل وحتى يوم الجمعة.
بدوره أكد الفريق عبدالرازق الناظوري، رئيس اللجنة العليا لمكافحة وباء الكورونا، على قدرة الشعب الليبي على هزيمة كل اعدائه ولن يفشل في تحدي وهزيمة هذا الوباء، موضحا أن اللجنة قررت حظراً كاملاً للتجوال طوال ساعات اليوم من الأربعاء إلى الجمعة، مؤكداً أن كل من يخالف قرارات الحظر سيعرض نفسه لعقوبة قد تكون مالية.
وأوضح أن هذه الإجراءات رغم قسوتها إلا أنها من أجل سلامة أبناء الشعب الليبي، مشيرا إلى أنه لا يرغب أن تتحول بلاده للنموذج الإيطالي الذي يعاني بسبب انتشار الوباء بشكل كبير، مشددا على أهمية التكافل الاجتماعي بين المواطنين الليبيين.
بدوره رحب منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، يعقوب الحلو، بما وصفه بـ «استجابة الأطراف الليبية لدعوات وقف القتال لأهداف إنسانية»، داعيًا إلى تسهيل جهود الوقاية والاستجابة في ليبيا إزاء وباء فيروس كورونا.