(دبي) - تصل واردات الإمارات من الأغذية إلى نحو 113 مليار درهم “30?8 مليار دولار” بحلول عام 2020، مدفوعة بالزيادة المطردة في أعداد السكان والنمو السياحي المستدام، بحسب معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية. وتوقعت معاليها، في كلمة خلال معرض “جلفود” الذي افتتحه أمس سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، ارتفاع إجمالي الاستهلاك المحلي من الأغذية بنسبة 24% خلال السنوات الأربع المقبلة، ليصل إلى نحو 9?7 مليون طن خلال عام 2015 مقابل نحو 7?8 مليون طن خلال عام 2011. واستوردت الإمارات سلعاً غذائية بقيمة 35?06 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، تشكل نحو 8% من إجمالي المستوردات، البالغ حجمها 436?7 مليار درهم، بحسب البيانات الإحصائية للهيئة الاتحادية للجمارك. وذكرت أن الإمارات تستحوذ على 18% من استهلاك دول الخليج من الأغذية، كما تستحوذ الدولة على أكبر حصة من الصناعات الغذائية في المنطقة والتي تقدر بنحو 34?8 مليار دولار. وأكدت أن انتعاش السياحة وقدوم نحو عشرة ملايين سائح للإمارات خلال العام الماضي فضلاً عن وجود اكثر من 50 مليون مسافر ترانزيت، أسهمت في نمو صناعة الأغذية في الدولة. وأشارت إلى أن الفنادق خاصة في أبوظبي ودبي، التي سجلت نسب إشغال تجاوزت 85%، تشكل أكبر مقومات النمو لقطاع الأغذية خلال السنوات المقبلة، بالإضافة إلى قطاع المطاعم في الإمارات. وأوضحت أن دولة الإمارات لا تقوم فقط بتوفير الغذاء لأسواقها المحلية، وإنما تعتبر مركزاً لإعادة تصدير السلع الغذائية، لافتة إلى أن الدولة تقدم الكثير من الخدمات اللوجستية للصناعة الغذائية. وأشارت إلى أن عدد سكان الدول الخليجية سيتجاوز 50 مليون نسمة بحلول عام 2020، مقابل نحو 40?6 مليون نسمة في الوقت الحالي بزيادة تقدر بنحو 23%، وفق وحدة إيكونيميست للأبحاث التي لفتت إلى أن استهلاك دول الخليج من الأغذية سيصل إلى نحو 51?5 مليون طن بنهاية 2020. وقالت إن دول مجلس التعاون الخليجي تستورد نحو 90% من احتياجاتها الغذائية، مشيرة إلى أن دول المنطقة تحرص على تأمين موارد مستقرة ومستدامة لتأمين احتياجات السكان الغذائية. قطاع الأغذية ويعد معرض الخليج للأغذية “جلفود 2012”، أكبر حدث تجاري سنوي لقطاع الأغذية والضيافة في العالم، ويقام في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، بحضور عدد من كبار المسؤولين الحكوميين والسفراء والقناصل المعتمدين في دولة الإمارات، وذلك في إشارة إلى الأهمية البالغة التي يحظى بها المعرض، والمكانة المرموقة التي تحتلها دبي ودولة الإمارات على خريطة تجارة الأغذية العالمية. وشارك الآلاف من التجار ورجال الأعمال والمختصين بالمعرض في يومه الأول، وشهدت قاعاته ازدحاماً شديداً منذ الساعات الأولى التي أعقبت الافتتاح. وحرص كبار الزوار على الاطلاع على المنتجات والخدمات التي تقدمها 3800 شركة وعلامة تجارية تضم كبريات الشركات وأبرز الأسماء العالمية في قطاع الأغذية والمشروبات من 88 دولة. ويبلغ عدد الشركات الوطنية المشاركة في المعرض 531 شركة متخصصة في عمليات الإنتاج والتوزيع والتغليف المتعلقة ذات الصلة بالقطاع، كما يشهد مشاركة خليجية قوية، حيث بلغ عدد الشركات والجهات العارضة من دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء الإمارات 174 عارضاً. صفقات تجارية وقال هلال سعيد المري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي، إن الإقبال الهائل على المعرض من العارضين والزوار يأتي تأكيداً للنجاح الباهر لمعرض جلفود، الذي يشهد سنوياً توقيع صفقات واتفاقيات تجارية كبرى تسهم إلى حدّ بعيد في تعزيز النمو في قطاع الأغذية العالمي”. ومن جانبه، أكد مارك نيبير المدير التنفيذي للمعرض في تصريحات لـ “الاتحاد” أن الأزمة الأوروبية لم تؤثر على المشاركة الأوروبية في المعرض خلال العام الحالي.ولفت إلى أن انخفاض مستويات النمو في الأسواق الأوروبية، وارتفاعها في أسواق المناطق المجاورة من الشرق الأوسط وأفريقيا حفز الشركات الأوروبية على المشاركة في الحدث باعتباره البوابة المثلى للعبور إلى تلك الأسواق. وأضاف نيبير أنه رغم الربيع العربي والاضطرابات السياسية في بعض بلدان الشرق الأوسط، واصل جلفود استقطاب مشاركات قوية من عارضين وزوار من جميع الدول العربية، فالأسواق في هذه المنطقة تواصل النمو بواحدة من أعلى المعدلات في العالم، ولا سيما في دول الخليج. وأوضح انه بعد وصول نسب الإشغال إلى 100% في مساحات العرض في المركز التجاري العالمي قامت إدارة المعرض منذ دورة العام الماضي ببناء خيمة خاصة في منطقة البلازا الخارجية لتوفير مساحة إضافية من مساحات العرض إضافية بلغت 4 آلاف متر مربع. ويشهد الحدث، الذي تتواصل فعالياته حتى الأربعاء 22 فبراير، استضافة 110 أجنحة وطنية، لدول تعتبر جلفود منصة أساسية للانطلاق إلى أسواق المنطقة التي تتسم بالنمو والحيوية.