عبدالله أبوضيف (القاهرة)

أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن توافر لقاح لفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» سيستغرق 12 شهراً، وذلك للانتهاء من المراحل كافة التي يجب المرور بها من تجارب سريرية على الحيوانات ثم البشر، قبل اعتماده رسمياً لطرحه في الأسواق بمختلف أنحاء العالم، الأمر الذي اصطدم بآمال الملايين الذين أصبحوا في عزلة اجتماعية ويخشون من أن يصبحوا رقماً ضمن مصابي الفيروس.
وأفاد مصدر في منظمة الصحة العالمية لـ«الاتحاد» بأن هناك محاولات جادة وحثيثة للتوصل إلى لقاح، لكنه أوضح أن الفترة اللازمة حتى الانتهاء من مراحل الإنتاج كافة والطرح في الأسواق تصل لنحو 12 شهراً.
وأضاف المصدر أن ذلك لا يتناقض مع عمل دول كبرى، ومنها الولايات المتحدة الأميركية، والتي اعتمدت علاجاً بالفعل لمصابي فيروس كورونا الجديد لديها، ودول أخرى عديدة قامت بالأمر ذاته، لكن هذه الأدوية، وأبرزها دواء «كلوروكين»، تعمل على علاج الأعراض المتشابهة مع فيروسات أخرى.
وقال كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، أمس: «إن هناك حاجة لوجود تدابير للصحة العامة تحول دون عودة ظهور الفيروس فيما بعد»، مشيراً إلى أن هناك عدداً من اللقاحات قيد التطوير، لكن لم تبدأ التجارب في الولايات المتحدة إلا على لقاح واحد. وأضاف: «لا بد من التأكد من أن اللقاح آمن تماماً، ولحدوث ذلك نحتاج عاماً على الأقل».
وتابع: «اللقاحات ستتوافر لكن علينا الآن فعل ما ينبغي علينا فعله بتعزيز إجراءات العزل الصحي».
ومن جانبه، أشار الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الدواء في مصر، إلى أن دورة إنتاج الأدوية معروفة، ما بين دراسات بحثية ثم مرحلة المعامل والتي يتم التجريب على الحيوانات للوصول إلى نتائج فاعلة، وكل هذه الأمور تستغرق وقتاً، وهي الفترة التي استنتجتها منظمة الصحة العالمية وقدرتها بنحو 12 شهراً، لكن هذه الفترة تضم مرحلة البيع في الأسواق، مشيراً إلى أن التأكد من فاعلية الدواء نفسه من الممكن أن تكون نهاية شهر أبريل المقبل.
وأكد عوف لـ «الاتحاد» أن هناك شركات كثيرة على مستوى العالم تعكف على إنتاج علاج لـ«كوفيد - 19»، وكل هذه الشركات تقوم بتنفيذ الإجراءات المتبعة، ويبدو أن «كلوركين» لشركة سانوفي، و«ريدمسفير» الذي تنتجه شركة «جلياد»، هما الأقرب حتى هذه اللحظة للتوصل إلى نتائج معملية واضحة نهاية شهر أبريل المقبل كعلاج للمرض، حسبما كشفت الشركتان في وسائل الإعلام، مشيراً إلى أنه إلى هذه اللحظة يتم توفير مركبات مختلفة لعلاج مصابي فيروس كورونا الجديد، وهي تحقق نتائج جيدة وحتى في مصر حسبما صرح مسؤولو وزارة الصحة والسكان، حيث وصلت نسبة الشفاء إلى نحو 80%.
وأشار جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إلى أن هناك دليلاً إرشادياً للتعامل مع مصابي فيروس كورونا الجديد، حيث يعتبر بمثابة بروتوكول لحين التوصل إلى لقاح للفيروس الذي أصاب أكثر من 320 ألف شخص، وأودى بحياة ما يربو على 13 ألفاً.
وذكرت دكتورة رنا الشريف، المتخصصة في مكافحة العدوى، أنه من الصعب التوصل للقاح قبل المدة التي أشارت إليها منظمة الصحة العالمية، ولا يوجد اختلاف في ذلك مع شركات الأدوية، حتى التي أعلنت قرب انتهائها من التجارب على أدوية لعلاج الفيروس.
ولفتت الشريف إلى أن بروتوكول العلاج ينص بشكل واضح على ضرورة مرور الدواء بمراحل عدة قبل الوصول لمرحلة الطرح في الأسواق، وهو الأمر الذي لم تنته منه شركات الأدوية العالمية، وأقربها جلياد وسانوفي. لكنها أكدت أن الشركتين تمكنتا بالفعل من تخطي المرحلة الثانية من إنتاج علاج جديد، بينما يتم الحديث عن اعتماد لقاحات مطورة مستخدمة في علاج فيروسات لها أعراض متشابهة مع فيروس كورونا المستجد.