أشرف جمعة (أبوظبي)
اشتدت المنافسة بين المتسابقين الستة، مع أمسية نصف النهائي في المرحلة الرابعة للوصول إلى «لقب المنكوس»، البرنامج الفني الأول من نوعه في الوطن العربي، والمتخصص بـ«لحن المنكوس» من موروث الشعر النبطي الأصيل الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية، وذلك من على مسرح شاطئ الراحة في عاصمة الثقافة والفنون وحاضنة الموروث أبوظبي، وخلف شاشات التلفزيون عبر قناتي بينونة والإمارات.
شهدت الحلقة، حضور معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وسعيد بن كراز المهيري مدير برنامج المنكوس، إلى جانب عدد من ممثلي وسائل الإعلام والصحافة المحلية والعربية، فيما امتلأ المسرح بعشاق الشعر النبطي وألحانه.
أغاني البحر
كان استهلال أمسية نصف النهائي، مع الفنان فايز السعيد مقدماً لوحة فنية من الموروث الأصيل لأغاني البحر، التي ارتبطت برحلات الغوص والبحث عن اللؤلؤ، تلتها إطلالة مقدمة البرنامج ريم عبدالله التي رحّبت بأعضاء لجنة التحكيم الشاعر محمد بن مشيط المري (الإمارات)، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي (السعودية)، والأكاديمي الدكتور حمود جلوي (الكويت).
تلا ذلك، الإعلان عن نتائج تصويت الجمهور لاختيار الأربعة الحاصلين على أعلى نسبة، وهم: سعد اليامي، ناصر الطويل، هادي بن جابر المري، وفيصل المري، وجميعهم من السعودية، مع خروج عبدالله المنصوري وصالح الزهيري.
صعوبة اللحن
المتسابق الأول في الأمسية كان علي آل شقيّر من السعودية، حيث أنشد من كلمات عامر بن نوطان، وفي تعليقه على أداء المتسابق، أشار د. حمود الجلوي إلى خروجه عن اللحن وعودته إليه، مشدداً على أن اللحن نقلة في برنامج المنكوس، معتبراً أنّ خوف المتسابق منعه من إضافة بصمته وإحساسه.
وتألق المتسابق الثاني فيصل المري من السعودية، في أداء أبيات الشاعر حمد آل عبيد المري، وفي تعليقه على أداء المتسابق اعتبر محمد بن مشيط المري أنه أتقن اللحن ولكنه لم يقنعه بأدائه، فالنفس عنده كان قصيراً مع نهاية البيت، لكن قوة الصوت مقبولة وأداءه مميز.
وكان س عد اليامي من السعودية، ثالث نجوم نخبة فرسان المنكوس، وقد تألق في أداء أبيات الشاعر دهام بن جاسر بن دهام.
أما رابع فرسان حلقة نصف النهائي، فكان حمدان محمد المنصوري من الإمارات الذي أبدع في أداء كلمات الشاعر محمد بن حيي الهاملي، وفي تقييمه له اعتبر محمد بن مشيط، أنّ المنصوري في جميع المراحل تأهل كنجم ذهبي، فصوته جميل وأداؤه متناسق، مع طول النفس وقوة الصوت، لكنه أهمل الطلعة في البيت الثاني.
وكان خامس المتسابقين ناصر الطويل من السعودية، مع أدائه من كلمات الشاعر عيدان بن راجس الدوسري، وفي تقييم شايع العيافي اعتبر أن حضوره يمثل الواثق من نفسه، مع أن اللحن ليس سهلاً.
وتميز المتسابق الأخير هادي بن جابر المري من السعودية، بأداء جميل وصوت عذب متألق مع كلمات الشاعر محمد بن راشد المري، وتوافق أعضاء اللجنة على الإشادة بالحضور الفارق له.
جماليات المنكوس
جماليات ألحان المنكوس كانت مع الدخول الثاني المتميز للمتسابقين الذين انقسموا إلى مجموعتين، ضمت الأولى كلاً من علي آل شقيّر، وفيصل المري، وسعد اليامي، بينما ضمت المجموعة الثانية ناصر الطويل، وحمدان المنصوري، وهادي بن جابر المري.
وتوافقت آراء لجنة التحكيم على أن المرور الثاني أعطاهم ما يبحثون عنه من نخبة وصفوة مؤدي ألحان المنكوس من اختلاف ومغايرة جميلة في نثر إبداعهم على المسرح، ودخولهم الجميل الذي أظهر الكلمات متناسقة ومتناغمة مع الألحان، مع تميز بعضهم في إضفاء إحساسه وإتقانه اللحن وإحداثه النقلات كسراً للرتابة في الأداء.
درجات اللجنة
تناول تقرير استعادي سريع مشاركات المتسابقين الستة خلال أمسية نصف النهائي من رحلة المنكوس، تلا ذلك استعراض الدرجات التي أعطاها أعضاء لجنة التحكيم للمتسابقين الستة والتي نال بموجبها علي محمد آل شقير 24 درجة، وفيصل محمد المري 26 درجة، وحمدان محمد المنصوري 26 درجة، وسعد اليامي 27 درجة، بينما نال ناصر الطويل 28 درجة، وهادي بن جابر المري الذي نال الدرجة الأعلى بواقع 29 درجة من أصل 30 درجة.