شادي صلاح الدين (لندن)

كشف ناشط أميركي من العاصمة واشنطن أن قناة الجزيرة القطرية تواجه العديد من القضايا في الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى أن ذلك الأمر يأتي في إطار عشرات القضايا التي يواجهها نظام الحمدين في الولايات المتحدة والتي يحاول الهروب منها تارة باللجوء إلى الحصانة الدبلوماسية، وتارة بدفع رشى لإسكات المدعين، وتارة بالهروب من الأراضي الأميركية لتجنب أحكام السجن والغرامات.
وغرد الناشط الأميركي محمد سمان عبر حسابه الشخصي على «تويتر» قائلاً، إنه يتابع وبشكل يومي أكثر من 20 قضية ضد قناة الجزيرة في المحاكم الأميركية، لافتاً إلى أن هذه القضايا تشمل اتهامات خطيرة بحق القناة تتنوع بين: انتهاك حقوق ملكية فكرية، وقرصنة معلومات، وتجسس، ونصب واحتيال، وتشهير وتشويه سمعة، وفبركة أخبار كاذبة، وفصل تعسفي، وممارسات عنصرية، وتحرش جنسي، مؤكداً أن القناة التي تمثل النظام القطري وصلت إلى القاع.
وتتولى محاكم فلوريدا، وكاليفورنيا، وكولومبيا، وفيرجينيا، ونيويورك، وكارولينا الجنوبية، ولويزيانا، وإنديانا، النظر في تلك القضايا، بجانب قضية رفعها الصحفي محمد فهمي ضد الجزيرة في المحاكم الكندية.
وأضاف السمان أن القضايا التي تواجه نظام الحمدين لا تقتصر فقط على الجزيرة، ولكن تشمل أيضاً قضايا أخرى ضد السفارة والقنصليات القطرية في تكساس وكاليفورنيا من موظفين، وصفهم بـ«التعساء» والمنكوبين لعملهم في السفارة القطرية، حيث تم فصلهم تعسفياً وإساءة معاملتهم وعدم دفع مستحقاتهم، مشدداً على أن سمعة النظام القطري في الولايات المتحدة سيئة للغاية وممارساته «مشينة»؛ لأن عناصر النظام القطري تعتقد كذباً أنها «فوق القانون».
وأضاف الناشط الأميركي أن القضية المرفوعة ضد المبعوث الدولي الأسبق إلى اليمن المغربي جمال بن عمر لا تزال منظورة في محكمة الاستئناف بعد أن حاول التهرب من اتهامه بقضية قرصنة «إيميلات» إليوت برويدي جامع الأموال الجمهوري وصديق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث شن إليوت برويدي، حملة قضائية تستهدف النفوذ القطري في الولايات المتحدة وأدواته بتهمة التحريض، إذ يقاضي برويدي جمال بن عمر، المبعوث الأممي السابق إلى اليمن والمستشار الخاص للأمين العام السابق بان كي مون، مقدماً أدلة على تلقيه أموالاً من قطر لاختراق عدد من المسؤولين العرب والأميركيين المقربين من ترامب، إضافة إلى مؤسسات إعلامية أميركية.
وقال محمد السمان عبر «تويتر»، إنه لا يزال يتابع القضية الجديدة التي رفعها إيليوت برويدي بمحكمة واشنطن ضد مرتزقة قطر المأجورين نيكولاس موزين، وجوزيف اللحام، وجريجوري هاوارد، المتهمين بقضية قرصنة «الإيميلات» وتسريبها للصحافة نكاية بهذا القيادي الجمهوري البارز لأنه كان ينتقد دعم وتمويل قطر للإرهاب، مشدداً على أن القضية الأصلية المرفوعة ضد مسؤولين قطريين، منهم محمد بن حمد (شقيق أمير قطر تميم) وتابعه أحمد الرميحي ومرتزقتهم الأميركيين المتورطين بفضيحة قرصنة «الإيميلات» لاتزال منظورة بمحكمة الاستئناف بعد أن تهربوا من المسؤولية بالحصانة السيادية لدولة قطر (قانون فسيا).
وفيما يتعلق بالقضية المرفوعة من جانب بعض الموظفين السابقين للمياسة شقيقة أمير قطر وزوجها جاسم بن عبدالعزيز آل ثاني المتهمين بسوء معاملة موظفين أميركيين واستعبادهم أثناء عملهم لديهم وفصلهم تعسفياً وعدم دفع مستحقاتهم، ما زالت مرفوعة ضدهما، حيث يبدو أن الحصانة الدبلوماسية لن تنفعهما. وأوضح السمان أن محامي المياسة وزوجها جاسم حاولوا فرض قيود قانونية على المدعين المشتكين ضدهم حتى لا يتواصلوا مع موظفين آخرين يتعرضون لنفس سوء المعاملة وإضافتهم لهذه القضية لكن القاضي رفض طلبهم، واصفاً ما حدث بـ«الصفعة القانونية لكل من يعتبر نفسه فوق القانون»، وهو ما دفعهما لتوكيل محامين يتقاضون أتعاباً مالية ضخمة لمحاولة التغطية على فضائحهما.
كما كشف الناشط الأميركي عن وجود اهتمام خاص بالقضية المرفوعة في محكمة نيويورك ضد مؤسسة «قطر فاونديشن» بسبب عدم دفع إيجار معرض الأزياء الذي تم استئجاره لمدة خمسة عشرة سنة ولم يتم افتتاح المعرض أصلًا، حيث وصلت سمعة قطر في الولايات المتحدة إلى «الحضيض»، وفقاً له.
وما تزال القضية التي رفعها آيس كيوب وشريكه جيف كوانتيتيز منظورة في محكمة كاليفورنيا ضد أحمد الرميحي رغم منحه الحصانة الدبلوماسية من قطر لمحاولة التهرب من هذه القضية الفظيعة لأن فيها اتهامات خطيرة فعلاً لأنها تتعلق بمحاولة اختراق دائرة الرئيس ترامب والإضرار بالأمن القومي الأميركي، وفقاً لمحمد سمان، الذي أشار أيضاً إلى أن القضية المرفوعة في محكمة كاليفورنيا مذكور فيها محمد بن حمد وعمه عبدالعزيز بن خليفة وزير المالية والبترول سابقاً والقائد العام السابق للقوات المسلحة القطرية الذي له تاريخ حافل جدير بالمتابعة.
ولا يزال عدد القضايا التي يواجهها نظام الحمدين في الولايات المتحدة آخذاً في الارتفاع ليصل إلى رقم قياسي لم تسجله أي دولة من قبل.