كانبرا (وكالات)
حثت السلطات الأسترالية، أمس، حوالي ربع مليون شخص على إخلاء منازلهم، حيث من المتوقع أن يؤجج ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح من حرائق الغابات المميتة عبر الساحل الشرقي. في حين، ذكرت السلطات أن مئات من حرائق الغابات تشتعل في خمس من الولايات الست في أستراليا، حيث إن العديد منها عند مستوى التأهب لحالة الطوارئ. ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة، طلبت السلطات في ولاية فيكتوريا من الناس الانتقال إلى مناطق أكثر أماناً.
وقال آندرو كريسب، مفوض إدارة الطوارئ بالولاية لهيئة الإذاعة الأسترالية «أطلقنا تنبيهاً بوجود حالة طوارئ، وبعثنا رسائل نصية إلى 240 ألف شخص عبر شرق الولاية بشكل أساسي، إذا كان بالإمكان الخروج، اخرجوا وابتعدوا عن الأجزاء النائية التي تكسوها الغابات من ولايتنا».
ومن المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في أجزاء عدة من أستراليا، ما يهدد بإشعال موسم حرائق الغابات التي دمرت بالفعل ما يقارب 2000 منزل.
ولقي 27 شخصاً حتفهم ونزح الآلاف بسبب الحرائق الهائلة المشتعلة في أكثر من 25.5 مليون فدان، وهي مساحة بحجم كوريا الجنوبية.
وما زال أكثر من 150 حريقاً مستعراً في أنحاء البلاد، وتخشى السلطات من أن يؤدي تحول للرياح باتجاه الجنوب في وقت لاحق إلى تأجيج النيران، وتغيير اتجاه العديد من الحرائق.
وما زالت الرياح قوية ويمكن تصنيفها بأنها «مؤذية»، ومن المتوقع أن تجتاح مدن سيدني وملبورن وأديليد.
ودعت السلطات الأسترالية السكان إلى التزام الحذر جراء موجة حر جديدة، بينما استعد آلاف من رجال الإطفاء لهذا الارتفاع الجديد في درجات الحرارة في ولايتي فكتوريا ونيو ساوث ويلز.
ويتوقع أن تتوجه الرياح إلى الجنوب ما يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وقال رئيس إدارة الإطفاء للمناطق الريفية في نيو ساوث ويلز شين فيتسيمونز للصحافيين إن «الظروف ستكون قاسية. الرياح الساخنة والجافة ستشكل من جديد تحدياً حقيقياً».
وأضاف أن «سرعة الرياح ستكون بين 35 و50 كيلومتراً بالساعة، مع هبات سرعتها بين 70 و90 كلم في الساعة في بعض المناطق خلال جزء كبير من النهار». وتحدثت رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز جلاديس بيريجيكليان عن أكثر من 130 حريقاً مستعراً في ولايتها، بينها نحو 50 خارجة عن السيطرة.
ويبدو الوضع خطيراً أيضاً في جزيرة الكنغر بولاية ساوث أستراليا التي قطعت كبرى مدنها عن بقية العالم بسبب الحرائق الهائلة.
وقال دانييل آندروز رئيس وزراء ولاية فيكتوريا «حتى على الرغم من هطول أمطار في ملبورن ومع توقعات أفضل للطقس في الأسبوع المقبل لا يزال الطريق طويلاً... وبالطبع نعلم أن موسم الحرائق لا يزال مستمراً لعدة أسابيع». وأضاف «الساعات القليلة المقبلة ستكون في غاية الصعوبة».
ومن بين 160 حريقاً في نيو ساوث ويلز يوجد 46 خارج نطاق السيطرة، بينما يستعر 36 حريقاً في ولاية فيكتوريا المجاورة، منها تسعة في مستوى حالات الطوارئ.
إلى ذلك، شارك الآلاف في أستراليا في مظاهرات بعدما سئموا الشعور بالحرارة المنبعثة من حرائق الغابات والتي يرون أنها ترجع إلى التغير المناخي، وقرروا انتقاد ساسة بلادهم في احتجاجات خرجت في أنحاء البلاد.
وشارك عشرات الآلاف، وقد تضرر بعضهم مباشرة جراء حرائق الغابات، في معظم المدن الأسترالية الكبرى، ووجهوا انتقادات لطريقة الحكومة المحافظة في التعامل مع أزمة حرائق الغابات، وطالبوا بإجراءات فورية في مواجهة التغير المناخي.
واحتشد عدد كبير من الأشخاص في مدن سيدني وملبورن وبريسبن وأديليد وهوبارت والعاصمة كانبرا مساء أمس رغم الطقس الحار الرطب والمطير. كما شهدت مدن أخرى مسيرات مماثلة.
وطالب المشاركون في الاحتجاجات الحكومة باتخاذ مزيد من الإجراءات في إطار جهود إطفاء حرائق الغابات، ودعوا إلى دفع مقابل مادي للمتطوعين في جهود إطفاء الحرائق، وتوفير مساكن طوارئ، وتعويض المتضررين.
وحمل العديد من المتظاهرين لافتات تطالب بإقالة رئيس الوزراء سكوت موريسون بسبب نهج تعامله مع أزمة حرائق الغابات، وانتشر هاشتاج على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي يطالبه بالاستقالة.
وحملت فتاة في كانبرا لافتة مكتوباً عليها: «كيف يمكنني أن أكون طبيبة بيطرية إذا نفقت جميع الحيوانات؟». ونفق مليار حيوان، على الأقل، جراء حرائق الغابات، بحسب ما يردده علماء أستراليون.
ونظم طلاب جامعيون المسيرات الاحتجاجية في شتى أنحاء البلاد، وتم بثها حية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.