عبدالله البردوني في إصدار جديد
صدر مؤخراً في 253 صفحة من القطع الوسط كتاب بعنوان « قطوف الحكمة من شعر عبدالله البردوني» للصحفي اليمني امين الوائلي، وشمل خلاصة اثني عشر ديواناً تمثل الميراث الشعري الذي خلفه الشاعر اليمني الكبير الراحل عبدالله البردوني. وقدم للكتاب الشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح وكتب عن الإصدار بأنه « تبرز فيه ملامح أساسية للدور الذي يتوخاه القارئ من شاعر كبير، خًبَر الحياة وأستقرأ الثوابت المعلومة وغير المعلومة، وخرج من ذلك كله بخلاصة، أو بالأصح بخلاصات للحكمة الشعرية في إطارها الفلسفي العميق». وفي إيضاح منهجية الكتاب يشير صاحب الكتاب أمين الوائلي إلى أنه اعتمد في إعداد وتبويب مادة الكتاب وترتيب فصوله وقطوفه على المنهجية الاستقرائية المتدرجة بدءاً من أول قصيدة في الديوان الأول « من أرض بلقيس» ومروراً بالقصائد التالية، وهكذا بالتدرج في القصائد والدواوين حتى القصيدة الأخيرة في ديوان شاعرنا الكبير الأخير المطبوع والمنشور فعلياً « رجعة الحكيم بن زايد». ويكتسب « قطوف الحكمة من أشعار البردوني» اهمية لتمهيد الطريق للباحثين والدارسين لسبر أغوار عالم البردوني الزاخر بالحياة والثراء والمطرز بالحكمة لدراسة وتحليل ومقارنة ومقاربة ما تضمنه شعر الراحل عبدالله البردوني من قضايا بلاغية وشعرية وإنسانية واجتماعية وفلسفية، وذلك بطريقة علمية دقيقة تواكب إيقاع الزمن المتغير، وتلقي الضوء على عطاء إبداعي وكنز أدبي كان ولا يزال جديداً متجدداً. من شعر البردوني من قصيدته مدينة الغد:
من دهور…وأنت سحر العبارة
وانتظار المنى وحلم الإشارة كنت بنتَ الغيوب دهراً فنمَّت عن تجليّـك حشرجات الحضارة وتداعي عصر يموت ليحيا أو ليفنى، ولا يحسَّ انتحاره جانحاه فـي منتهى كل نجم وهواه، في كل سوق: تجاره باع فـيه تأله الأرض دعواه وباعت فيه الصلاة الطهاره او ما تلمحينه كيف يعدو يطحن الريح والشظايا المُثاره نم عن فجرك الحنون ضجيج ذاهل يلتظي ويمتصناره عالم كالدجاج، يـعلو ويهوي يـلقط الحب، من بطون القذاره
المصدر: صنعاء